إن كان لك عند الكلب حاجة.. ثقافة الانكسار
14 أبريل، 2019 مقالات واراء
ماجدة سيدهم
مابين حضرة الأستاذ والبقال مثل رخيص هو إن كان لك عند الكلب حاجة اخلع له البنطلون ..
افتكرت حكاية حدثت بالفعل لما اكتشفت أسرة وبالصدفة مصيبة ما تعرض له طفلهم الصغير ٤سنين من انتهاك جسدي من بقال الشارع ..إزاي ..كان في زيارتهم خال الولد اللي راجع من سفر طويل بالخليج ..الخال طبيعي بيعاكس الولد وبيقوله يلا حضن كبير علشان تاخد الحاجات الحلوة.. فوجئوا بالولد تلقائي بيقلع بنطلونه وبيقوله “أنا ولد” ..
وبهدوءاستدرجوا الولد في الكلام اللي قالهم أن البقال في كل مرة يروح له يقوله “مش حاديك حاجة الا لما أعرف الأول أنت ولد ولا بنت “..وطبعا بعد مايتأكد البقال بطريقته بيعطي الطفل كمان كيس شيبسي ببلاش ..
ودا نفس اللي عمله الأستاذ الدكتور بقال العقيدة والأخلاق .
* طيب مع بعضينا شوية ..
أولا .. قبل اي شيء لازم نعترف بأن كسرة النفس والكرامة والاحساس بالمذلة والقلة والسحق لأي انسان مش بييجي من فراغ ..لكن ليها جذور وطرق كتير جدا وكلها أقذر وأحط من بعض ..
فلما نكون بنتداول ونرسخ لأمثلة رخيصة ومهينة ” إن كان لك عند الكلب حاجة قوله ياسيدي ..واللي مالوش ضهر ..وطاطيلها خليها تعدي .. تعالى على نفسك دا روحك ف ايده ..” وامثلة غيرها كتير واللي بنسمعها في البيت وفي الشارع وحتى في الدراما والمصيبة بنورثها لأولادنا على أنها حكمة الشيب ونصيحة وخبرة مجربة.. لما بقى دا أسلوب حياة قطاع ضخم وطريقة وضيعة للحصول على الحق من قبضة كلب سادي واللي هو أصلا لايملك شيء خير أنه حقير وخوفك وأنت لأنك متربي على الهزيمة فخفت من أول تهديد وابتزاز
تانيا ..لما بنعمل واعيين وننصح أطفالنا بأن ماحد يقرب من جسمهم أو يحاول يرفعهم أو أو .او نكلم الشباب عن الكرامة (للعلم الشباب لايعرف عن الكرامة غير وهم كرامة الارض العربية ..كرامة على ورق )..وفي نفس الوقت بنغرز فيهم حكايات التخويف والرعب والندم والخسارة لو ماسمعناس الكلام ونفذنا أوامر أي طاغي ..
كدا ياسادة احنا بنعزز جواهم الأحساس بالمهانة والخرس والخوف وأنهم بلا كرامة ولا قيمة ولازم ينحنوا ادام أي حد حتى لو موظف لمجرد أن معاه ختم .. فمابالك من سادي في ايده درجاتك ..
ثالثا ..فيه غالبية كبيرة بتشوف الامور دي على سبيل الضحك زي مثلا لما حد يتأذي وبعدين يقول ماوجعتنيش ..وعلى فكرة الشباب دا لما بيكون في منصب بيمارس نفس السادية وأبشع ..لأنها غالبا بتكون فرصة الانتقام لنفسه ..
هي دي الثقافة المجتمعية الي أخدت كمان غلاف ديني وللي وحدها تقدر تهد أقوى الدول وتخرب أجيال لأعظم شعوب.. ثقافة قتل الكرامة وقتل التعبير عن الرفض والمواجهة ..
دي أزمة تربية ..والتربية هي بنت الثقافة ..والثقافة بنت التحضر ..والتحضر توجه ..
للاسف الشباب ميت م القهرة والدونية وبكرا مجرد كفن ..
*كلمة للشباب..ارفضوا ..واجهوا ..اشهروا كرامتكم في وجه كل وضيع .. فلا أحد يستطيع أن يعليك الا إذا انحيت له ..
خلص الكلام..
أحبائي
لاأحد سوي يوافق على ثقافة الإنكسار
ومصر كأي مجتمع به بعض السلبيات لكنها أفضل من غيرها في هذا المسار
الشخصية المصرية شخصية عنيدة مقاومة ترفض المذلة وتعتبر قبولها من العار
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه…واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات….رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة