السبت , نوفمبر 9 2024
قداسة البابا تاوضروس الثانى
قداسة البابا تاوضروس الثانى

حكاية عزل البابا تواضروس الثانى (ج1) !!

 

د.ماجد عزت إسرائيل

من الجدير بالذكر أن هذه الأيام تشهد حملة من قلة تكاد أن تكون معروفه لدي كثيرين،وأيضًا لدي الكنيسة تطالب بمحاكمة وعزل البابا قداسة البابا” تواضروس الثاني” البطريرك رقم (118) (تولى منذ 4 نوفمبر 2012م – وحتى كتابة هذه السطور أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية)

وفي السطور التالية بهدوء….. نرد على هذه الحملة في سلسلة من المقالات التاريخية والموضوعية بشأن حكاية عزل البابا تواضروس الثاني. وهنا يجب علينا طبقاً للسياق العلمى أن نلقى الضوء على حياة قداسة البابا تواضروس الثاني.

ولد البابا”تواضروس الثانى” وكان اسمه العلمانى”وجية صبحى باقى سليمان” في 4 نوفمبر 1952م،والده كان يعمل مهندساً للمساحة،ويجيد العديد من اللغات الأجنبية، ونظر لطبيعة عمله،كان كثير التنقل من محافظة لآخرى فعاشت الأسرة فى سوهاج تارة والمنصورة تــارة آخرى حتى استقرت فى محـافظة البحيرة بالعاصمة دمنهــور، وكان هو الأخ الأكبر لأخوته البنات، ماتت الأخت الكبرى وهى صغيرة السن

ورحلت الصغرى “دينا”عام 2009م،أما “هـدى”فلا تزال على قيد الحياة، وتوفى والده فى عام 1967م،فتولت والدته التى تعلمت على يد رهبات القديسة دميانة تربيته-وتنيحت والدته في29 مارس2014م- فزاد ارتباطه بالكنيسة والخدمة،وتأثر بزياراته للأديرة،ومعظم عائلة الكهنوتية،فجعلت منه شغوفاً محباً للقراءة وحياة الزهد والنسك والرهبنة.

تلقى تعليمه بالعديد من المدارس لطبيعة انتقاله مع أسرته من مكان إلى آخر بعد أن حصل على الثانوية العامة عام 1970م،إلتحق بجامعة الإسكندرية وحصل على بكـــالوريوس الصيدلـة عام 1975م، ودراسات عُليا في الصيدلية في جامعة الإسكندرية، حصل على زمالة هيئة الصحة العالمية بإنجلترا سنة 1985م،عمل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، حتى كانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة مديرًا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.

ترهبن بدير الأنبا بيشوي كطالب رهبنة (تحت الأختبار) فى أغسطس 1986م،وفى31 يوليو1988م تم رسامته باسم “ثيودور” بيد قداسة المتنيح البابا”شنودة الثالث” البطريرك رقم(117)،(1971-2012م) واسند إليه العديد من الخدمات اليومية للراهب بالدير،ورسم قسا في في(23 ديسمبر1989م)، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 فبراير 1990م، ثم نال درجة الأسقافية في 15 يونيو1997م وعمل كأسقف عاماً لمساعدة الأنبا”باخوميوس” مطران البحيرة ومطروح والخمسة مدن الغربية، فاسند له خدمة مرحلة الطفولة والشباب لكونه مسئولاً عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس.،وقام بدراسة “التعليم المسيحي والإدارة” في سنغافورة سنة 1999م .

وعقب نياحة قداسة البابا “شنودة الثالث” البطريرك رقم(117) في17 مارس 2012م، تم ترشيح 17 من الآباء الأساقفة والرهبان للكرسي البابوي، وانتهت اللجنة إلى أن تكون القائمة النهائية للمرشحين

تضم خمسة آباء هم: القمص باخوميوس السرياني؛ والأنبا تواضروس؛ والأنبا رافائيل؛ والقمص رافائيل أفامينا؛والقمص سارافيم السرياني،على أن يتم انتخاب ثلاثة من هؤلاء الآباء طبقاً للائحة 1957م.

في يوم الاثنين الموافق 29 أكتوبر 2012، أُجْرِيَت الانتخابات البابوية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاختيار ثلاثة آباء من الخمسة الموجودين بالقائمة النهائية للمرشحين، وذلك بناءاً على عدد الأصوات، وقد انتهت الانتخابات باختيار كل من:الأنبا رافائيل، والأنبا تواضروس، والقمص روفائيل آفامينا،وحصل الأنبا تواضروس على تزكيات للبطريركية من آباء أساقفة من داخل وخارج وفقاً للائحة 1957م،وفى 4 نوفمبر 2012م، أقيم قداس القرعة الهيكلية وتم اختياره بطريركاً،عقب اختيار الطفل “بيشوى مسعد” ورقة “الأنبا تواضروس الثانى”،ليصبح البطريرك رقم(118) ومن الطريف أن هذا اليوم يوافق يوم عيد ميلاده، وفى 18 نوفمبر 2012م، كان قداس تجليسه على كرسى مار مرقس ـأدام الله حياته.

هنا نريد أن نسجل الأوضاع والظروف التى كانت تسود البلاد في ذات لحظة تولي البابا تواضروس الثاني البطريركية حيث شهدت مصر العديد من الأزمات والكوارث،نذكر منها على سبيل المثال حيث تولى السلطة السياسية الرئيس الأخوانى”محمد مرسى” ما بين(24 يونيو 2012 حتى 3 يوليو2013) وأيضًا حادثة قصر الإتحادية فى 5 ديسمبر 2012م، والخصوص إبريل2013م،والأعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأول مرة فى العصر الحديث والمعاص7أبريل2013م

وتعرض الأقباط للظلم والاضطهاد والهجرة الأجبارية بتلفيق التهم والتعذيب، وانتشرت الفتن الطائفية فى شتى البلاد، وتحول لغة الخطاب الدينى الإسلامى بين بعض الشيوخ،وقضايا ازدراءوظلت الأوضاع حتى ظهرت حركة تمرد التى انضم إليها العديد من المصريين بشتى طوائفهم، بلغ عددهم نحو(22) مليون نسمه للمطالبة برحيل النظام وتحقق حلمها فى ثورة 30 يونية 2013م عندما خرج نحو ما يقرب من(33) مليون،وهنا انضم الجيش للشعب ،

وفى3 يوليو 2013م،وبمشاركة الكنيسة القبطية فى شخـص البابا “تواضروس الثانى” والأزهر الشريف أعلن المشير “السيسى” وضع خارطة الطريق،التى كان منها تعديل دستور 2012م،ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة تعرضت لأكبر موجه من الاضطهاد عقب فض اعتصام رابعة والنهضة الخاص بجماعة أنصار الرئيس المخلوع، وحرق وهدم ونهب وسلب ما يقرب من (104) كنيسة ودير ومدرسة، وقتل العديد من الشعب الأقباط،وفى ظل فترة تولى الرئيس المؤقت”عدلى منصور”(3 يوليو2013– 3 يونيو2014)،

وقد شهدت هذه المرحلة تقارب ما بين الكنيسة والدولة من أجل مصلحة الوطن وهو دائما ما يؤكد عليه قداسة البابا”تواضروس”.

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الأقصر

ايهاب صبرى يكتب : الطبخة استوت وريحتها فاحت

منذ اندلاع ثورة يناير وبدأ الشعب المصري فى فقدان الهوية المصرية وشيئا فشيئأ طبخ علي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.