الجمعة , نوفمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

أمي الحبيبة الطيبة- وآداب الكنيسة في حياتها!!

د.ماجد عزت إسرائيل

اليوم تحل علينا الذكرى العاشرة لرحيل أمي الحبيبة الطيبة(1931-2009م)، ففي كل عام من شهر فبراير تحل ذكرها،حيث تنيحت (توفيت) فى23 فبراير2009م

فى ليلة بدء الصوم المقدس، ولشهر فبراير ذكريات حزينة في تاريخ العائلة

حيث بالأمس القريب احتفلنا بذكر رحيل أخى جمال الذي تنيح في 10 فبراير1991م،ورحلت أيضًا خالتى وابن الخالة وبعض الأصدقاء، على الرغم من أننا نحتفل في هذا الشهر بعيد يعرف بــــ “عيد الحب”،فكان إله الحب عند الأغريق كان يطلق عليه اسم” كيوبيد”،وفي الميثولوجيا الرومانية يرمز لهذا العيد إلى إبن الإلهة فينوس آلهة الحب والجمال،وأيضاً عرف باسم عيد” الفالنتاين

والحقيقة التاريخية أن الاحتفال بعيد الحب يرجع إلى إحياء ذكرى القديس”فالنتاين”، الذي كان كاهنًا قديسًا في روما، فدعونا نحتفل كذلك بعيد الوفاء والحب بذكرى رحيل أمي الحبيبة الطيبة، ونتذكر الذكريات الجميلة معها وفي حبها للكنيسة كأول مدرسة حقيقية للتعليم بعد الأسرة.

كلمة الكنيسة هي مفرد وجمعها الكنائس ولدي العامة تعرف بالعامية كنايس أو الكنايس، ويُطلَق عليها أيضًا البِيعة،ويُقال على مذهب الشخص المسيحي مذهبه الكنسي، أو العمل الكنسي

ويذكر أيضًا الحياة الكنسيّة،أو الخدمة الكنسية.وأيضًا تعرف الكنيسة بإنها الكرمة المقدسة، حيث ذكر الرب يسوع عن نفسه قائلاً:” أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ”،فالكنيسة هي جماعة المؤمنين، جسد المسيح.. هي واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية.. هي بيت الله المكرس للعبادة.. هي بيت الملائكة الذين يسبحون معنا..فالكنيسة هي جسد المسيح، الذي هو رأسه. تقول رسالة أفسس (22:1-23) “وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ”.وأيضًا الكنيسة العامة الجامعة وتتكون من كل الذين لهم علاقة شخصية مع يسوع المسيح.

“لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً” (كورنثوس الأولى 13:12). والكنيسة المحلية كما يتم وصفها في غلاطية( 1:1-2) ” بُولُسُ، رَسُولٌ … وَجَمِيعُ الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعِي، إِلَى كَنَائِسِ غَلاَطِيَّةَ”.

والخلاصة… أن الكنيسة العامة تتكون من كل ينتمون إلى المسيح وآمنوا به للخلاص. ويجب أن يسعى أعضاء الكنيسة العامة إلى الشركة والبنيان من خلال الكنيسة المحلية وعليهم السعى وراء نشر المحبة لأنها أساس البنيان.

وكان لحضور الكنيسة في حياة أمي الحبيبة الطيبة آداب،ومن هذه الآداب الأستيقظ باكراً في يوم القداس الإلهي،والذهاب إلى الكنيسة باكراً لدرجة أنها كانت تصل للكنيسة قبل أن يتم فتحها،هذا ما ذكره لى أحد آباء دير مارجرجس بناحية سدمنت الجبل –محافظة بني سويف- وبعد بناء الكنيسة في بلدتنا كانت تقوم بفتح الكنيسة في السادسة صباحا،وتفعل كل شىء في الكنيسة في صمت وبمحبة،فربما كانت تتذكر حضور الأولين قديما للكنيسة

حيث كانوا يتلون المزامير في الطريق، قائلينن”فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب”،”مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات: تشتاق نفسي للدخول إلى ديار الرب” واحدة طلبت من الرب وإياها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام” (طوبى لكل السكان في بيتك، يباركونك إلى الأبد”.

فمن آداب الكنيسة الحضور باكراً، وبعد أن يدخل الشخص إلى الكنيسة عليه أن يذكر قائلاً:”أما أنا بكثرة رحمتك أدخل إلى بيتك، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك”وهكذا يسجد في خشوع، ويجلس في خشوع.،ومتابعة الصلوات بعمق، ولا يجوز لأحد أن يرفع صوته، ولا ينشغل أحد بالنظر هنا وهناك، بل يركز حواسه وذهنه أيضًا في الصلوات والتأمل والاستماع ويكون كمن هو واقف أمام الله، أن يأتي الإنسان إليها بملابس محتشمة، لائقة ببيت الله، كذلك من يتناولون، ينبغي أن يخلعوا أحذيتهم، والنساء يغطين شعرهن، ولا يجوز لشخص أن يخرج من الكنيسة إلا بعد سماع البركة الأخيرة ونوال التسريح من الأب الكاهن، وخصوصا في يوم صلاة القداس الإلهي.

فكانت أمي الحبيبة الطيبة تحرص على آداب الحضور للكنيسة،ولا أبالغ في أنها علمت أولادها وأحفادها هذه الآداب.

وإليها يرجع الفضل في تشيد كنيسة بلدتنا في ظل أوضاع وظروف سياسية صعبة،ولكنها كانت حكيمة،فبحكمته ومحبته للجميع نشأت الكنيسة

وربما هذا ما ذكره مؤرخ كتاب الــ 21 شهداء ليبيا حيث قال:أن الحكمة لدىي الأقباط هي سر بقاء الكنيسة منذ القرن السابع الميلادي وحتى الىن- وحاليًا أصبح لها شمامسة وكاهن وشعب عريق

وأصبحت هذه الكنيسة منارة للتعليم ومدرسة لتعليم الأطفال وللتثقيف الكنسي. وصار أبنائها على دربها في داخل مصر وخارجها.كانت أمي الحبيبة الطيبة شعلة نشاط وحيوية،وكانت شمعة تضىء للآخرين في محبة، وكانت تحرص دائما على الحقوق والواجبات الاجتماعية.

وكانت الكنيسة كل حياتها…. وظلت في حياتها وقلبها وعقلها… وكان لسان حالها يقول للكنيسة قائلاً:

من غير حدود حبيتني … بدماك الغالية فديتني

تحت جناحك خبتني…. …..ولقيت الحب معاك

في كنيستك قلبي ارتاح….. فيّ زرعت الأفراح

بالحق رحلت أمي الحبيبة الطيبة في يوم الأحد الموافق 23 فبراير 2009م، وتركت لنا ذكريات جميلة معها، لا يمكن أن تمحو من الذاكرة. في الذكرى العاشرة- نياحاً لروحك الطاهرة يا أمي الحبيبة الطيبة!!!

 

 

 

شاهد أيضاً

جورج البهجوري بنكهة وطن !!

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي فنان تشكيلي كبير عاصر كل نجوم الثقافة العربية محيطا وخليجا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.