الأحد , ديسمبر 22 2024
شهداء ليبيا الأبرار

ماجدة سيدهم تكتب : أجراس كيرياليسون

.مرت الأيام بعدد كل حبة رمل تذوقت نزيف الدم .. مرت الأيام التى تلون فيها البحر بحمرة الصراخ .. من هنا مرت عاصفة تشبه هبوط خفاش أعمى ..حول الحقول لخراب والنهر لعصير مر .. شك عين الشمس بالعتمة وصنع من الكروم مخاوف ومن السلام جدل في الشوارع رعبا ..

من هنا اختزل الموت كل محاولات الحياة ..وكشريد حائر ضل الأتجاهات راح يطارد الطريق والحق والجمال والبهجة والحياة.. اتقن على الشطوط مضغ اللحم الحي فصنع من “كيرياليسون” شعلة نور ونار متقدة .. ممتدة من من عمق المرارة وحتى شرف الملكوت ..

مطعونة قلوب الأمهات بسيف الخيانة بينما الشرير لازال يقف متحديا كل من دعي باسم الحب .. أيتها الشعوب أضيفوا إلى الأيقونات فخرا جديدا ..وأضيئوا طرق العميان بتسابيح الفهم كي تصير للقبور قيامة وللبقايا تجديد .

افرحن أيتها الثكالى فالسكين اجتاز عنقي أنا .. وتهللي يا أرض البشارة فالحنطة تزداد شبعا والملح يندهش بالعذوبة والنور هكذا ا ينتشر رسوخا مضيئا في قلب العتمة ..

وأما انت أيها الوحشي المسكين ..الشاهر خوفك في لثام من من عفن وتعاليم من ضعف وعدم اليقين .. لن يفارق مضجعك ولا يبرح خبز مائدتك طعم السؤال ..” هل قاومك أحد ..هل سبك أو توسلك أحد .. هل تراجع أو أرتعد أو شك منهم أحد .. وكيف للغريب الوحيد الأسمر ان ينضم لفريق على وشك الذبح بثبات الإيمان..؟ .فالصخرة التي زرعت كلمتي لا تهزها حتى قوات الجحيم ..

لذا أعلم لماذا تضطهدني .. فعيناي الثاقبة تخلع عنك عريك المستور بالكذب ..تكشف لك عن قبح ماتظنه مؤكد وتشير لسطوتك بالهزيمة ..هلا أدكت الآن كم أنت مهزوز ومهزوم ومرتعد ؟

. طعم الدم في البحور لن يفسح لك مجالا في ملكوتي الشريف ..يدايك الملوثتان بوحل نصك الضرير لا خلاص لهما إلا بالعبور من ثقب يدي المشيرة ..وقلبك المنتهك لكثرة التشويش لا قيامة له ألا بطعنة جنبي المفتوح بالجمال ..!

اخلع عنك لثام روحك واهرب من قبضة المضل الأكبر وانظر كم هم من يعبرون من ثقب قدمي.. كانو ا بالأمس مثلك والآن هم مثلي ..!

تذكار الفخر لشهداء ليبيا البسطاء والعظام ..

بقلم : ماجدة سيدهم 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.