تقرير/ وليد وصفي
تجمع عدد من مُسلمي قرية منشية زعفرانة والتي تقع على مسافة 5 كم جنوب شرق مدينة الفكرية بمركز ابو قرقاص أمام إحدى دور العبادة إحتجاجاً على تحويل أحد المنازل إلى كنيسة أرثوذكسية
أصدرت إيبارشية المنيا وابو قرقاص بياناً شديد اللهجة جاء فيه أن “مجموعة من المُتشددين قاموا بدخول مكان تمتلكه المطرانية في يوم 7 يناير بعد صلاة قداس العيد وقام البوليس بإخراجهم منه”
وتابع البيان انه “في يوم الجمعة 11 يناير قام أكثر من 1000 شخص من المتشددين بالتظاهر ضد الكنيسة ، مُرددين عبارات مُسيئة وتحريضية في وجود قوات الأمن ، مُطالبين بإخراج الآباء الكهنة من داخل المكان
نجحت قوات الأمن بعد إغلاق المكان في إخراج الآباء ومن معهم وسط الهتافات المُسيئة من المتشددين وصيحات الإنتصار والشماته وزغاريد النسوة”
واستنكر البيان موقف قوات الأمن في تلبية رغبة المُتشددين وانه “ليس المكان الأول الذي يُغلق .. إلا ان القاسم المُشترك في كل مرة هو الإذعان لرغبة المُتشددين ، يفرضون إرادتهم متى أرادوا ، وكأن الكلمة أصبحت لهم .. وهكذا تأتي الترضية كالعادة على حساب الأقباط
يحدث ذلك بعد عِدة أيام من التصريحات الإيجابية للإمام الأكبر الشيخ “أحمد الطيب” حول الكنائس وموقف الإسلام منها”
على غِرار ذلك قام مجمع مشيخة المنيا الإنجيلي بإصدار بياناً يتلخص في ” أن الكنيسة الإنجيلية بمنشأة زعفرانة هي الكنيسة الوحيدة بالقرية وقد بدأت مُمارسة الشعائر الدينية الدينية بها مُنذ ما يزيد عن مائة عام ، وقد حصلت الكنيسة على قرار من محافظ المنيا بهدمها وإعادة بنائها وجاري العمل بها ، وان ابناء زعفرانة من الأقباط الإنجيليين يُمارسون شعائرهم الدينية في الكنيسة بحرية تامة ، كما تتمتع الكنيسة بعلاقات مُجتمعية جيدة مع كافة أبناء القرية”
أثار بيان الكنيسة الإنجيلية موجة من الغضب بين جموع الأقباط ظهرت على مواقع السوشيال بعد ان اعتبروا توقيت ومحتوى البيان غير مناسب مما جاء فيه من تناقض مع بيان الكنيسة الأرثوذكسية ، وبدأ الهجوم وانهالت الشتائم على رئيس وسكرتير المجمع
قدَّم القس “أشرف نادي” عضو مجمع القاهرة الإنجيلي إعتذاراً يحمل عنوان “إخوتنا الأرثوذكس .. سامحونا
مُستنكراً ما جاء في بيان مجمع المنيا وقال: “ان البيان سبّب صدمة للإنجيليين والأرثوذكس على السواء لانه جاء مُتزامناً مع مُشاحنات حدثت في نفس القرية لرفض إخوة مُسلمين ان يُصلي إخوتنا الأرثوذكس في مكان لهم هناك”
وتابع: “ان صيغة البيان أظهرت الإنجيليين كأنهم انتهازيين ويحاولون التقرب للدولة على حساب إخوتهم الأرثوذكس ، وإظهار ان الوضع العام في المنيا هادئ ومُريح”
وأضاف: “إن خلط السياسة بالدين سيعود بنتائج سلبية جداً الكنيسة العامة”
بغصة قلب تحدث القس “نبيل ثابت” رئيس مجلس كنيسة منشأة زعفرانة الإنجيلية قائلاً: “كُنت أتمنى أن أظل صامتاً لكن لم أستطع ، وهذا بسبب ما صرح به بعض الزملاء نتيجة بيان مجمع المنيا الذي أرى فيه وجهة نظر المجمع التي يجب أن تُحترم”
واستطرد “كنت أتمنى من أصحاب الفكر الحر أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون ، ومن أراد الإستفسار هُناك رئيساً وسكرتيراً للمجمع ورئيساً لمجلس الكنيسة”
وتابع في نفس السياق: “كل الأحباء اللذين أساءوا إلى مجمعي الذي أعتز به .. شكراً ، ولكن رفقاً بنا فنحن نُعاني حروب من أشخاص يُريدون القضاء على أي كيان إنجيلي عن طريق شراء النفوس الضعيفة في المناطق التي ليس بها إلا كيانات إنجيلية”
وأشار إنه كرئيس لمجلس الكنيسة وموجود في وسط الأحداث فإن أقباط القرية يعيشون في سلام ومودة مع إخوتهم المسلمين ، فمنذ إنشاء الكنيسة من حوالي 100 عام وجميعهم يد واحدة في كل شئ ولم يحدث بينهم أي انشقاق أو خلاف
واختتم كلامه: “نحن ككنيسة إنجيلية لسنا ضد تواجد كنيسة ارثوذكسية ولكن ضد التوقيت الذي أعلن فيه الكاهن وضد الطريقة والمنهج الذي يتبعه الأسقف في هدم الكيان الإنجيلي”