كثيراً ما نسمع عن السيادة وضعف الدولة ، ودولة مستقلة ذات سيادة ، ودولة منبطحة ، ومع هذا لم يتداول أحد من قبل موضعات عن « وهن الدولة والسيادة المكتملة » والمقومات والإستثناءات التي تخرج منها الدولة من الوهن إلى القوة في مختلف المجالات. دولة متماسكة من الداخل ، وقوية ومؤثره في الخارج ، ولهذا سأبحث معكم في مقالي هذا مقومات خروج الدولة من الوهن إلى القوة لتصبح دولةً ذات سيادة مكتملة ، وأبرز صفاتها
بأن الوهن هو الضعف الذي يؤدي إلى أبعد من هذا ويصل لهزلها من ثم إنبطاحها لدول أخرى فتفقُدها السياده المكتمله ، وركائز الدولة ذات السيادة المكتمله هي أن تكون قوية متماسكة كالحديد الصلب الذي يمتاز بصلابتة وملمسهُ الناعم هكذا تكون الدولةالقوية في تماسكها يصعب كسرها وإضعافها وفي نفس الوقت تتميز بمرونتها ، وبنعومتها داخلياً لتكتسب السيادةالشعبيه أولاً لأن قوة الدولة ومقياس تقدمها وأزدهارها دولياً وإستمرار قوتها يأتي بعدم غض النظر عن المجتمع وأحوالة لذلك تعرف بمقومات القوى الناعمة في الداخل والصلبة والمتماسكة في الخارج . ووهن الدولة يأتي من خلال عدم إحترام القانون ، والدستور ،
والإنتهاك الصارخ لحقوق الإنسان ، وإهدار كرامة المواطن في الداخل قبل الخارج وفقد إستقلالية المؤسسات المعنية بهذا وفشل المنظومه التعليمة ، والأخطر من ذلك وعلى عكس ذلك تكون الدولة قوية وصلبة ، ومتماسكة دخلياً ويحظى القائمين على إدارتها بتأييد شعبي واسع ورضى مجتمعي دائم
فتصبح الدوله ذات سيادة شعبية داخلياً ومكتملة السيادة خارجياً فلا تتجرأ أي دولة أخرى بالتدخل في شئونها الداخلية . فتخرج الدولة من إطار الوهن إلى إطار القوة عندما تعى في الوقت المناسب خطورة ما وصل إلية الحال ، وما يحاك لها من مطامع دول أخرى تريد النيل منها مستغله ضعفها الذي جاء من ضعف مجتمعاتها مع الأخذ في الإعتبار أن إمبراطوريات إنهارت عندما ضعفت مجتمعاتها، وتفككت دول كثيرة حينما ضرب الشقاق بين مكونات مجتمعها سواء لأسباب حقيقية،
أو بفعل تدخلات خارجية فإن ظل القائمين على إدارة شئونها ينتهجون نهج التغافُل ، والتجاهل سيؤدي إلى سخط شعبي وفجوه خطيرة بينه وبين قيادة الدوله فيفقدها التوازن ، فتقوم بإصدار قرارات سريعه ، وقوانين غير مدروسة تضر بالصالح العام وتعيق التقدم إقتصادياً ، سياسياً ، أمنياً فتصبح الدولة فيي صرعات داخلية مستمر تؤثر على مؤسساتها فتفقدها تماسكها وصلابتها والقدرة على الدفاع بالطرق التقليدية الصلبة وليس هذا فحسب بل تصدأ مؤسساتها ، وتبدأ بالتآكل من الداخل حتى تهرم، وتضعف آليات الرقابة فيزيد الفساد الإداري ويعشش بداخلها مما يعيق مواكبة التقنية والتغيير وإستشراق المستقبل .
ولهذا على الدول إيجاد منظومة رقابية داخلية مستقلة تعالج مشاكل المجتمع ، وأيضا مشاكل مؤسساتها حتى من قبل حدوثها، بل وتتوقع وتتنبأ بالمشاكل المحتملة لمعالجتها منذُ البداية وترسم ملامح الدولة الناعمة السلمية، التي تفرض إحترامها بين الدول بمنهج أفكارها وقياداتها الحكيمة التي تحافظ على توازن قواها الناعمة والصلبة في نفس الوقت دون أن يكون لأحدهما تأثيره السلبي على الآخر،
وينسجم الأثنان ويصبان في نفس الهدف هو الإرتقاء بالدولة وفرض إحترامها وسيادة قراراتها بين الدول. إذا أرادة قيادة الدولة وتوافرت لديها النية أن تزدهر بلادهم وتصنع أمجاداً تُكتب في التاريخ عليه أن يؤسس لدولة قوية، من خلال تنظيم أفكارها وعمل مؤسساتها، بتعليم عصري يساعد على التقدم
ويعلم أجيالها على هذه المبادئ التي تجعل منها كتلة متماسكة يصعب قهرها، لأن الدولة الضعيفة لا تعيش بسلام طويلاً مهما فعلت وإمتلكت من الخيرات والثروات، بل ستكون محط أنظار وأطماع دول الأعداء ، وحينها سيصبح التنازع حولها يزداد يوماً بعد يوم ، لذا كان يجب من البداية التأسيس لدولة قوية ومرونه داخلية في آنً واحد ،
ونحنُ نرى مصر دولة قوية لديها جميع مقومات الدولة القوية التي تحظى بسيادة مكتملة ، ولكن إذا سلكت قياداتها نهج عدم التغافل ، والتجاهل لمجتمعها لأن الدولة تسمتد قوتها من خلال شعبها فيعطي دفعه قوية لقيادتها في الإستمرارية في جعل الدولة ترتقي يوماً بعد يوم لتزداد قوة ،وتسلم الأجيال المقبلة هذه المسؤولية، لتكمل مسيرة الدولة القوية ذات السيادة المكتملة .