جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
القس لوقا راضى القوصيه اسيوط
أنتشرت العديد من الشائعات حول تمثال أبو الهول الشهير في مصر وحول أنفه المكسور، فمن كان السبب وراء تخريب هذا التمثال التاريخي؟
يمثل تمثال أبو الهول الفرعوني الشهير في مصر أحد أهم المعالم السياحية والتاريخية في العالم، حيث يتربع على هضبة الجيزة منذ 6500 عام تقريبا كحارس أسطوري للهضبة.
ونظرا لقيمته المعنوية الكبيرة، حاول الكثيرون استغلال واقعة أنفه المكسور لنشر الشائعات والأقاويل حول من قام بتخريبه وكسر أنفه، الذي نراه اليوم بصورته الحالية، حتى أن البعض وجهوا التهمة للجيوش البريطانية والألمانية التي دخلت مصر أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، لكن الخبراء نفوا تلك الشائعات استنادا إلى صور للتمثال بدون أنف منذ عام 1886.
أما بالنسبة لاتهام جيوش، نابوليون بونابارت، بكسر أنف التمثال عمدا أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، فقد تم دحض تلك الروايات استنادا إلى معلومات المؤرخين الذين أكدوا أن الرسوم التي تركها المستكشف الأوروبي، فريدريك لويس، عام 1737 للتمثال، أظهرته بلا أنف بوضع مشابه لوضعه الحالي.
كما أن رواية أحد المؤرخين المصريين، من القرن الخامس عشر للميلاد، كذبت تلك الشائعات، حيث زعمت أن من خرب التمثال كان شخصا صوفيا متعصبا يدعى، محمد صائم الدهر، وعقوبة على فعلته قام السكان المحليون عام 1378 بضربه حتى الموت.
لشيخ محمد صائم الدهر اكتشف حقيقة تمثال أبي الهول الطاغوتيه فقام بكسر انفه
بقلم الباحث والكاتب الإسلامي/ أسـامـة حـامـد مرعـي
كما ذكر الرحالة والمؤرخ / عبد اللطيف البغدادي – رحمه الله – نفس القصة ولكن بصيغه مختلفة وهي ما يلي : ( إن الذي حطم أنف أبي الهول وشوه وجهه شيخا من مشايخ الصوفية يدعي الشيخ محمد صائم الدهر, وذلك لاعتقاده بأن الله إنما يرضي عن ذلك , وإن ذلك الحادث كان سببا في زيادة إعتقاد العامة في كرامات أبي الهول )
– ذكر الرحالة / فانسليب تلك القصة فقال ما نصه : ( إنه سمع أن أحد مشايخ المغاربة الصوفية هو الذي حطم أنف أبي الهول وقام بتحطيم تماثيل الأسود التي أقامها الملك الظاهر بيبرس البندقداري ليزين بها قناطر القاهرة وحدائقها التي تحاكي رأس أبي الهول الرمز الوثني الذي كان العامة من الناس يعتقدون في كرامته وخرافاته ) وأعتقد أن الطاغوت (المسيح الدجال ) الإله والمعبود الباطل من كفرة شياطين عالم الإنس والجن في مملكة الشر الطاغوتيه ، هو الذي تسبب في حدوث تلك العاصفة الرملية التي زحفت علي الأرض الزراعية الممتدة من هضبة أبو الهول إلي النيل فأتلفت المزروعات وأهلكتها وذلك انتقاما منه لكسر الشيخ / محمد صائم الدهر – رحمه الله – لأنف تمثاله المقدس (أبو الهول ) وقد نسب العامة من الناس هذا الفعل إلي غضب أبي الهول تمثال الطاغوت (المسيح الدجال) المقدس الإله والمعبود الباطل من كفرة شياطين عالم الإنس والجن من دون الله تعالي ..!!
وهناك احتمال أنه قد حدث بعد ذلك تحطيم لمعظم التماثيل الصغيرة لأبي الهول علي نطاق واسع , والتي قام بتدميرها المؤمنون بالله الواحد الأحد الذين جاءوا في عصر تالي له , وهذه الفترة هي فتره توحيد إيمانيه بلا شك في الحضارة المصرية القديمة , ويدل علي ذلك حيره علماء الآثار والمصريات في العصر الحديث من قله عدد تماثيل أبو الهول في الدولة القديمة مع خصوبة عصرها فيما أنتجت من تماثيل الملوك , وهو الأمر الذي شهد به علماء الآثار والمصريات عندما وجدوا في حفائرهم وحدها البقايا المهشمة لا تماثيل أبو الهول مابين الثلاثمائة والأربعمائة تمثال لأبي الهول ..!!
وقد جاء الرد علي أكذوبة أن نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية علي مصر هو الذي كسر أنف تمثال أبو الهول في سلسلة : (تاريخ المصريين ) تحت عنوان : (من كسر أنف أبو الهول ؟) حيث جاء فيها ما نصه : (هناك خطأ شائع بأن الفرنسيين حطموا أنف أبو الهول في معركة مع المماليك أسمها معركة الأهرامات, ولكن الحقيقة أن معركة الأهرامات وقعت على شاطئ النيل بإمبابة في مواجهة حي الزمالك الحالي, وقتها كانت المنطقة كلها زراعات خالية من المباني , بحيث يمكن رؤية الأهرامات من ذلك المكان كما نراها اليوم من منتصف شارع جامعة الدول العربية ويستحيل أن يصل مدى المدافع الفرنسية إلى هضبة الأهرامات من شاطئ إمبابة ..!!
وأبو الهول تمثال لمخلوق أسطوري، بجسم أسد ورأس إنسان، نحت من الحجر الكلسي، ومن المرجح أنه كان في الأصل مغطى بطبقة من الجص، وملون حيث لاتزال آثار الألوان الأصلية ظاهرة بجانب إحدى أذنيه.
