الإثنين , ديسمبر 23 2024
ماريا ميشيل
ماريا ميشيل اخصائية نفسية

الموهبة من منظور سيكولوجى .

انها لكنز ثمين يختبئ بين كمائن النفس, كما يختبئ الماس و البلاتين,, يتلألأ كذهب نفيس يضوى بين حبات رمال,, تخفيه ما بين ظلال و جبال,, و لكن قد يبرزه سحره صاعدا به الى اعلى درجات المنال,, او قد يضعف و يطويه سره الى غياهب المحال.. و هنا لا نجد ما يقال .. و كنزنا هذا ما هو الا هبة وضع بذرها الخالق بين خفايا الذات,, لتنكون مصدر للانبات ,, لتأتى بزهور تغطى شتى المجالات, من شعر و فن و موسيقى و كلمات,, بل الى ابعد من كل تلك المسميات,, فعندما تنقلنا طاقات بشرية,, من حدود الواقعية,, لنشعر انها عبرت بنا اجواء خيالية… فها هو الابداع.. فحينما نقرأ مقطوعة و لا نصدق انها من وحى قلم و كتابات…او حالما نرى لوحة و نحير هل هى واقع ام ابداعات ؟؟,, وقتما ننظر الى تحفة و نظن انها من حلى تقلدتها الاميرات,, و مهما تنوعت الابداعات لكننا نشعر فى كل دروبها بتلك الومضة التى توحى لنا بروح الموهبة الحقيقية
فالموهبة هى” قدرة استثنائية فطرية غير عادية يولد بها الانسان و ليس للذكاء و المهارات العقلية دخلا فى وجودها .. و قد تكون تلك القدرة موروثة او مكتسبة و تتنوع ما بين قدرات فنية,,عقلية, شعرية,, كتابية,,ابتكارية..الخ”
و اكد الاخصائيون النفسيون ان لاى موهبة شقين
شق فطرى : اى يولد به الانسان و يجعل له استعدات متفاوتة الدرجة تدفع الشخص للتميز فى مجال معين دون غيره من الافراد و تبدأ تلك الاستعدادات بدءا من النبوغ و العبقرية تدرجا الى مستويات اقل
الشق المكتسب : هو الاكثر اهمية,, فهوالذى ينمى الشق الفطرى عن طريق صور التشجيع المختلفة عبر البيئة المحيطة بالشخص الموهوب كأسرته , عمله, مدرسته….الخ و بدون هذا الشق تذبل الموهبة الى ان تتلاشى.. فطفل يولد باستعدادات فطرية عالية فى مجال ما و لكنه لم يجد البيئة الملائمة فتزول الموهبة تدريجيا,, بخلاف طفل اخر لديه استعدادات فطرية اقل و لكن تحتضنه البيئة فتثمر موهبته بابداعات مذهلة
و اثبتت الدراسات الحديثة ان نسبة المبدعين من الاطفال من سن الولادة الى سن الخامسة تصل الى 90% منهم ,, و عندما يصل الطفل الى سن الثامنة تقل هذة النسبة لتصل الى 10% و ما ان يصل الى العاشرة تحط الموهبة رحالها و يبقى 2% فقط منهم
و من بعض اهم سمات الشخص الموهب حسبما ذكر الخبراء النفسيين :
الموهوب شخص.. قوى الذاكرة,,محب للاستطلاع , يقظ,, لديه قدرة فائقة على الملاحظة, يكون شخص اكثر حساسية,,مرهف المشاعر,, لديه فضول عقلى ينعكس فى اسئلته المتعددة,, لديه قدر كبير من الثقة و الاعتداد بالنفس, يسرع لتقديم الخدمات الاجتماعية ,لا يحب تدخل الاخرين فى شؤوونه, يعانى احيانا من الاحباطات نتيجة ضعف الفرص و عدم التمكين, يتمتع بقدر عالى من الصحة النفسية, سريع الغضب عنيد, لا يستغنى عن رأيه بسهوله, لديه قدرة فائقة على نقد الذات, ارادته قوية لمواجهه المعوقات
هاهى المواهب تنمى فتكون كالساحر الصامت الذى يجبر عينيك على التحديق فى تفاصيل ابداعاته المبهرة او تهمل فتذبل كزهرة لم يشتم احد عبيرها بعد… فلنتكاتف معا لننمى مواهب ابنائنا لئلا يطويها النسيان لانها حتما ستعود على مجتمعنا بالبنيان
اخصائية نفسية
ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.