🔻سنحكى حكاية كل خائن من الثلاثة خونه …بالترتيب طبقاً لوفاة كلٍ منهم الأول و من يليه وخلصت البلاد من شروره.
⭕️ الخـــــائن الأول: #حســن_بن_مــرعى
▪️بالطبع نعرف جميعاً السلطان المحبوب طومانباى وكيف تم شنقه و تعليقه على باب زويلة وانتهت بموته دولة المماليك في مصر …
▪️بعد هزيمته من السلطان سليم هرب السلطان طومانباى إلي البحيرة اختبأ عند أحد العربان كان يظنه من اخلص رجاله اسمه حسن بن مرعى واستحلفّه علي أن يصون سره و يخفيه في داره ..حتي يلملم شتاته ويسترجع قوته و يستعد لملاقاة سليم الأول مره أخري …
▪️انتهز الخائن ابن مرعى الفرصة و سلمه لعسكر سليم و قبض المكافأة ..ليتم شنق طومان محبوب المصريين ..و تصبح مصر إماره عثمانية بعدما كانت مملوكية ويولى سليم الاول أحد اتباعه يونس باشا شئونها و من بعده تولى خاير بيك.
▪️لم يتحمل سليم الأول تجبر ابن مرعي علي العامه كما أنه كان ينظر إليه و خاير بك علي أنهم خونه، فأمر بالقبض على حسن بن مرعى ، و قبض عليه خاير بيك و سجنه ف القلعة تمهيداً لشنقه ..ولكن نشر ابن مرعي حديد الزنزانة و هرب من سجن القلعة وذهب إلي البحيرة مسقط رأسه يتحامى بعشيرته و أهله ..وكان هذا سنة 1517 وأصبح ينهب و يسرق و يتبعه لصوصه.
▪️استطاع الأمير قايتباى أن يقبض عليه بإرسال تجريدة للبحيرة ولكنه استطاع الهروب مجدداً. ذهب أخاه حماد للأمير قايتباى يطلب منه الامان ويوعده بتسليم حسن نفسه دون مقاومه .. فوافق قايتباى ولكنها كانت خدعه لكسب الوقت. ولكن استطاع الأمير المملوكي “أينال السيفى”وكان كاشف منطقة الغربية القبض علي حسن بن مرعى حتي يسلمه لخاير بيك مقيداً بالحديد.
▪️لكن أتباع السلطان طومانباى من المماليك سبقوه وأغاروا علي محبسه وقتلوه انتقاماً لخيانته سيدهم وذبحوه هو و أحد اخوته كان معه و اركبوهم فرس طومانباى الذي سرقاه بعدما قُبض عليه ، و طافوا بهم شواع القاهرة في موكب ذلٍ يليق بمقام القتيل ويستحقه القاتل …و علقت رؤسهم على باب النصر.
⭕️ الخـــــائن الـــثانى : #خــاير_بيــك
▪️ كان يحكم حلب فى عهد السلطان قنصوه الغورى ..وساعد العثمانيين فى الإستيلاء على الشام ودخول مصر بخيانته بسبب طمعه في ولاية مصر ، فساعد السلطان سليم الأول حتي أخر أنفاسه، ففي معركة مرج دابق كان في الميسرة وفي وسط المعركة انسحب فإنكشف قنصوه الغورى عن شماله بعد تخاذل الميمنة أيضاً و حدثت الهزيمة الساحقة..
▪️و بعد دخول سليم الاول مصر ..سماه سليم نفسه “خاين”بك وكان سليم ينطقها أمام الجميع وهو يحتقره …وعّين أولاً يونس باشا في ولاية مصر و بعدها عًين خاير بك. وخاير الخائن كان قمة الخسة و فى أزهى حالات الدونيه ، التزم بالطاعة والولاء لسيده سليم.
▪️كان خاير رجل قاسى الطباع و لايثق فيمن حوله .. وكان يتفنن في تعذيب الناس فكان له طريقة عرفت بإسمه في تعذيب الناس بالخازوق حيث كان يضعه في ضلوع الضحية ويسميها “شك البتنجان”.
▪️وكان يد سليم الأول في فرض الضرائب وفرض السيطره و تغيرت لغة الدولة الرسميه للتركية و كانت مصر تحت عملية “عثمنة الدولة ” بشكل ممنهج ومنظم برعايته.
▪️حاول أن يلغي كل ما امتازت به دولة المماليك فمنعوا الأفراح فى الشوارع و منعوا زفاف العرسان بعد العشاء و منعوا فتح الأسواق بعد المغرب ومنعوا أيضاً تفريق اللحوم فى عيد الأضحى على الأمراء والعسكر والفقهاء والموظفين كما كانت العادة أيام حكم المماليك وكأنهم يحاولون محو آثار دولة المماليك من الوجود.
▪️و بوفاة السلطان سليم و تولي السلطان سليمان ..ومصر لا تزال تتعثمن بمساعدة كلب السلطان سليم الوفى خاير بك الجبان …
▪️حتي عام 1522 .. و الخائن أصابته عله لا علاج لها احتار الاطباء فيها ..فخاف على عمره وحّل كيس نقوده ليعطي الفقراء والغلابة و اخرج المساجين من الحبس و تصدق بمالٍ كثير ليسألهم الدعاء !! و يبدو أنه كان دعاءاً من القلب لأن حالته ظلت في تدهور دون فايدة ، الموت يقترب و يشعر بقرب نهايته فيبعث لسنان باشا مساعده ويسلمه خاتمه ويوصيه على زوجه و أسرته ..
▪️ويخرج سنان من عنده ويدخل ملك الموت ويقبض روح خاير الخاين في اوائل اكتوبر 1522 و هو في عمر الستين تقريباً ..وسبحان الله كل هذه الخيانة من أجل أن يحكم مصر 7 سنوات فقط !!!! و ليترك خلفه جامع بنى بأموال المصريين سنة 1502 و يتبقى خان خاير في حلب… وإسم مكتوب في احدي الطرقات بحديقة الازهر لا يعرفه أغلب العامه ..
وأما الزبد فيذهب جفاءاً و يظل ما ينفع الناس ..سبحان الله.
⭕️ الخـــــائن الـــثالث : #الــزينى_بركــات
▪️لن نتحدث كثيراً فسيرة الرجل تم تناولها في مسلسل حمل إسمه و تناول قصته بمنتهى الدقة والبراعة و مأخوذه عن رواية الاديب جمال الغيطانى.
▪️الملاحظ أنه كان داهيه يتنقل من عصر لعصر و من خدمة سيد لأخر ويحتفظ بكل الخيوط في يده وينجو من الهلاك مرات و مرات..
▪️بدايته كانت بسيطة موظف صغير خدام يعمل عند محتسب مصر (يشبك الجمالى) ..ايام السلطان قايتباى …و ظل يترقى ..حتي سلطنة قنصوه الغورى بعد قايتباى ..
▪️وكان في زمن قنصوه محتسب لص اسمه (على ابو الجود)كان يبتاع الحلوي لقمة القاضى في متجر والده ..دفع الرشاوى حتي وصل لمنصبه …وبعدما وصل للمنصب ظلم و تجبر علي الناس والغلابة يأخذ أموالهم ! فضجت الناس من ظلمه واشتكوه لقنصوه..فاغتاظ قنصوه وعزله من منصبه..
▪️فظهر بركات بن موسى لقنصوه يعرض عليه تولي منصب على ابو الجود بمبلغ مالي كبير و وعد السلطان بالقصاص من على وأن يدفع ما عليه من ديون للعامه. وهكذا أصبح بركات محتسب مصر و نادوا به في الأسواق واسمع ما قالوا ..
” لما فيه من فضل وعفة، وأمانة وعلو همة وقوة وصرامة و وفور هيبة، وعدم محاباة أهل الدنيا وأرباب الجاه، ومراعاة الدين… كما أنه لا يفرق في الحق بين الرفيع والحقير لهذا أنعمنا عليه بلقب (الزيني) يقرن باسمه بقية عمره”.
▪️ عرف الزينى بركات بدهائه نقاط ضعف قنصوه، الأموال والمغنى والراحة والسفر والتنزه وغيرها ..فأكثر من الهدايا و الحفلات من أجل السلطان ويكفى أن نذكر ان بركات بن موسى كان من سكان بركة الرطلى في الخليج المصرى و كان هذا سكن الوجهاء والأعيان وقتها ..و كان قنصوه ينزل عنده ويقضى ليالى علي النيل بدلاً من أسوار القلعة الكئيبة …
▪️و الزينى له مواقف كثيره و اشدها عندما سافر قنصوه إلي الشام بالجيش ، ترك له أمور السلطنة الإدارية بينما ترك لطومانباى الأمور العسكرية والامن وفي هذا التوقيت تحديداً كان المحتسب الزينى بركات متصرف في عموم البلاد و يملك الكثير من السلطات في يده …حتي هزيمة قنصوه وموته وتولى طومانباى الحكم ..
▪️الأمور تغيرت ..
وبركات لم يلاحظ أو يعي الفرق بين قنصوه و ابن أخيه طومانباي و ظل يمارس وظيفته بنفس الكيفيه فدخل في خصومة مع تاجر في المدابغ اسمه (الدمراوى) فذهب الدمراوى يستنجد ب (الشيخ ابو السعود الجارحى) ..
وكان شيخاً صوفىاً يُعتقدوا بكراماته وله حظوة ونفوذ ويحكم على الأمراء والسلطان نفسه … احتمى به الدمراوى وطلب مساعدته ضد الزينى بركات ..
▪️ عرف الزينى أن الدمراوى يختبئ عند الشيخ ابو السعود
فذهب له مع رجاله ودخل علي الشيخ ابو السعود يطلب منه أن سلمنى التاجر الذي لديك يا شيخ .. فيرفض الشيخ ابو السعود قائلاً له بالنص :يا كلب كم تظلم المسلمين ؟.
▪️ يشعر الزينى بالإهانه ..فيرد علي الشيخ ابو السعود رداً يشوبه سوء الأدب فإذا بمريدي الشيخ يخلعوا عن الزينى بركات عمامته و يثخنوه ضرباً بالأحذيه ،وحبسوه في مكانٍٍ معلوم في كوم الجارح حتي أرسل طومانباى مساعديه لحل المشكله.
▪️ذهب الامير(علان دودار طومان باى) إلي دار أبو السعود … وبلغه ان السلطان يسأله …ماذا يرى في شأن الزينى ؟؟و أن ما يأمر به غير قابل للنقاش، فكان طومانباى يحفظ للشيخ ابو السعود قدره وكان يبغض الزينى و يعلم مصائبه و مكائده كلها منذ زمن عمه قنصوه ولكنها ظروف الحرب التي لم تمكنه منه..فأتت الفرصه و على يد الشيخ ابو السعود الذي طلب من طومانباى شنق الزينى بركات على باب زويلة بعد ما يفضحه بين الخلق ..فوافق طومانباى.
▪️والأمير علان والذي يفترض أن ينفذ فيه حكم الشنق ..كان قد توصل مع الزيني لإتفاق بموجبه يذهب لطومانباى يقنعه بتأجيل حكم الشنق بحجة أن الزينى سارق لخيرات البلد ولو قُتل ضاعت كلها ولن نتمكن من معرفة مكانها أبداً.
▪️ يتأجل حكم الشنق ..و يترك الزينى الأضواء مختفياً حتي يري اتجاه الرياح ، وينشغل طومانباى بالمعارك والكر والفر ويدخل عسكر سليم الاول غزة …ويحتاج طومانباى للأموال بعدما أصبحت خزائن البلاد خاوية ..ويبعث الزينى من السجن انه يستطيع تدبير النفقة كلها.
▪️وتحت وطأة الحاجة واصل الإقتصاد الإنهيار ، و يخرجه طومانباى من السجن ويرجعه عمله مؤقتاً !! حتي تستقر البلد و يرحل العثمانيون عن مصر والزينى يظهر الطاعة له.
▪️طومانباى ينشغل في صد الغازي العثمانى ويهرب و يعود ..ويدخل سليم الأول القاهرة منتصراً ..ويعين رجاله المخلصين فيكون منهم ؟؟الزينـــى بـركــــــات مع خاير بك وكل الخونه من ساعدوه في غزو مصر والشام من قبلها .و لكن الزينى كان اخطرهم بحكم منصبه المتوغل فى كل نواحى الدولة ونجح بشكل وبآخر ان ينشر فيها الفساد ويدمرها تدريجيا حتي تفككت الدولة مع مساعدين يستخدمهم لأكل لحم الناس ويمارسوا عليهم التعذيب وكان يضع جهاز البصاصين لخدمته .
▪️ويدخل سليم الاول مصر و يترك فيها 5 الاف جندى ومئات من الموظفين ..ويعين خاير بك والى ونائب لسلطان بنى عثمان ويعين الزينى محتسباً .. ومتحدثاً ويقبض على طومانباى بالغدر وسليم الأول يفكر جدياً ألا يقتله لأنه احترم شجاعته واستنكر الفكرة.
▪️ولكن سواد قلبه والذي لم ينسي لطومانباى موافقته على حكم الشيخ ابو السعود القاضي بشنقه ..وكاد يشنقه فعلا لولا الحيلة ؟!! انه الزينى بركات الذي كان سبباً في شنق طومانباي…
▪️راح يعرض علي سليم المخاوف من تركه دون شنق ومنها أنه الآمر الناهي لجموع المماليك و كيف أنه لو تركه حياً قد يكون سبباً في قلاقل للدوله الحديثه وكذلك هو الحال لو تم نفيه خارج مصر…فكان مهزوماً ومعرضاً للموت ولم يستسلم و قاوم حتي النهايه ..فلا حل إلا بالخلاص منه حتي يعم السلام والأمان..و ظل علي هذا حتي أصدر سليم أمره بشنق طومانباى وتعليق جثته على باب زويلة …
▪️ويتم شنق طومانباي على باب زويلة ..وتظل سيرته العطرة حاضرة بيننا حتي اليوم ..ويمسك الزينى زمام امور البلاد ويعاون خاير بك الوالى في نهب البلاد..
▪️ويموت خاير بك في يومٍ اسود عليه أبيض علي المصريين و يتم تعيين والى جديد لمصر العثمانية اسمه مصطفى باشا سنة 1522. والبلاد فيها قلاقل ومشاكل من مماليك طومانباى وغيرهم ممن كانوا يرفضون حكم الدوله العثمانيه للبلاد ..
فكانوا بين الحين و الأخر يشعرون بالقوة ويحاولوا الاستقلال بالمناطق التي يسيطرون عليها ويعيدوها مملوكية خالصة بعيدة عن يد بنى عثمان. ونختص بالذكر منهم اثنين بعينهم ذكرنا اسم احدهم من قبل : “إينال السيفى” كاشف الغربية ..و الأخر”جانم السيفي” كاشف البهنسا والفيوم في مصر الوسطى ..
▪️وقرروا انتهاز فرصة موت خاير ليسترجعوا البلد من العثمانيين و استعد كلٌ منهم بمنطقته..و دارت حرب شوارع بين جند بنى عثمان الماكثين في مصر وبين امراء المماليك ورجالاتهم الباقين من عهد طومانباى …
▪️وجد مصطفى باشا نفسه في اضطرابات منذ اليوم الأول و كأن المماليك و الشعب المصري يحتفل به فأقسم علي الإنتقام من المماليك و أراد أن يرسل تجريدة من الجنود لتهدم عليهم مناطقهم…ولكن أحدهم أشار عليه بالمفاوضات معهم منعاً لتفاقم الأوضاع وكان هذا…؟؟؟ هو الزينى بركات.
▪️ طلب بركات أن يكون رسول والى مصر لأمراء المماليك حتي يقنعهم بوقف القتال والتفاوض ..و وافق مصطفى باشا و يذهب الزينى بركات بمنتهى الثقة والخيلاء واثق الخطى متصوراً انه سينجح ف مهمته التي أوكلته إليه لكنه خاب ظنه و أصبح لقمةً سائغه في يد المماليك.
▪️دخل بركات خيمة إينال السيقى و استعد للحديث و حاول اقناعه وترغيبه و لكن الأمور تنفلت من بين يديه ويتطاول لسانه علي إينال ويهدده فيرفع إينال سيفه قاطعاً رقبة الزينى بركات في طرفة عين !!
▪️ويموت الزينى بركات مطلع عام 1523 مقتولاً ومغدوراً به ..وبعثوا برأسه للوالي مصطفى باشا الذي جن جنونه و أرسل بعدها أكتر من حملة للقبض علي إينال وجانم السيفى فيموت إينال وهو يقاوم القبض عليه. ..ويموت الثانى شنقاً على باب زويلة ..لأنه لو كان الموت فرضاً .. فلقد ماتوا اشجع ميتة.
🔻وهذه كانت نهاية الخونة التلاتة ..
حسن بن مرعى .. خاير بك .. الزينى بركات
للتواصل مع الكاتب أضغط هنا