النجاح هو تحقيق الطموح وبلوغ الأهداف ، واستغلال الطاقات بشكل فعال ، والتعلم من أخطاء الماضي، والاستفادة منها، والتغلب عليها، والشعور بالسعادة.
والنجاح كما يقاس مردوده على مستوى الأفراد ، يقاس أيضا مردوده على مستوى المجتمع والأمة ، ونجاح الدول يتوقف على نجاح الأفراد والجماعات ، وللنجاح مقومات يجب أن تتوافر لدى الفرد ولدى المجتمع ، منها التصميم الواعي على تنفيذ فعل معين أو أفعال معينة، يسبق ذلك الثقة بالله تعالى والتوكل عليه ، وعدم التردد ، وعدم استعجال النتائج ، واستبعاد الفشل من قاموس الأفراد وثقافة المجتمع ، وعدم الالتفات الى الرسائل السلبية من النفس أو من الآخرين .
وعندما نرصد مؤشرات النجاح والفشل فى مباريات كأس العالم التى تستضيفها روسيا ،نرى منتخبات قداستعدت بشكل جيد ومتميز ، وأخرى انتابها الغرور نتيجة تاريخها الكروى الحافل بالبطولات ، والبعض الآخر ارتضى منذ البداية أن يكون حضورة مجرد تشريف ،ولهذا رأينا دولة لا يزيد تعداد سكانها عن اربع ملايين نسمة تصل الى نهائى الكأس ، بينما دول تعدى تعداد سكانها مائة مليون نسمة لم تستطيع أن تحقق فوزا واحدا أو حتى ان تحقق تعادل فى أى من المباريات . ولعل السبب يرجع الى عدم التأهيل وعدم الاختيار الفعال ، والهزيمة النفسية المسبقة ، كلها أمور ساهمت فى غياب النجاح والتمثيل الحقيقى لتلك المنتخبات .
ان النجاح وان كان فى كرة القدم ، له اسباب وله مؤشرات يرصدها العالم أجمع ، فما بين دموع منهمرة من اللاعبين ومن الجماهير نتيجة الهزيمة وبالتالى مغادرة كأس العالم ، نرى فى المقابل فرحة عارمة نتيجة انتصار من قدر له أن ينتصر ، والفرق هنا بين مرارة الهزيمة وحلاوة النصر ، هو الفرق بين وفق و أعد العدة وبين من لم يوفق و تكاسل واختار الهزيمة النفسية وارتضى بمجرد التمثيل المشرف لبلاده .
ان كأس العالم لكرة القدم نجح فى أن يجند شعوب العالم بأسرها لكى تتابع وتجلس امام التلفاز ، لتتابع قضية نجح المخرج فى أن يروج لها اعلامياً ،فكانت النتيجة أنها أصبحت تمثل أحد اوليات الاهتمام من قبل شعوب العالم كافة ، فتناسي الجميع القضايا الأهم والأولى فى أن تنال الاهتمام ، تناسي المجموع العام للأمة المسلمة أن النجاح يجب أن يكون أولا فى علاقة العبد مع ربه ، فغابوا عن أداء صلاة المغرب وصلاة العشاء فى جماعة ، نسوا لقاء الله فى المسجد ، وفضلوا لقاء المنتخبات العالمية فى كرة القدم ، فهل تلك أمة تستحق ان تنصر ؟
يقولون فى الأمثال ” النجاح حالة لا تعرف الراحة” وتلك هى الحقيقة يمكن رصدها عبر التاريخ من خلال حركة الشعوب التى اختارت أن تصنع ما تلبس ، وتحصد ما تزرع ، فكانت النتيجة حضارة تخلد عبر التاريخ ، ولهذا لا تصنع الحضارات كما قلت بأناشيد تردد هنا وهناك ، ولا تبنى مؤسسات فى غياب الرؤية والعمل الجمعى ، ولهذا يقال فى الأمثال ” من سار على الدرب وصل ” فياليتنا نرى الدرب ، وياليتنا نتعلم كيف نسير عليه؟ وكيف نصل اليه ؟ .
ولعل من يرصد واقع المجتمعات التى تصدر الرسائل السلبية عبر وسائل الاعلام ، وكذلك عبر الممارسات اليومية ، ويسيطر عليها لغة الجدل ، وتسطيح العقول والاستغراق فى استدعاء كل ماهو سلبى ، وسيادة لغة الأنا من قبل من يدير المشهد سواء فى الأسرة أو المؤسسات على كافة أشكالها حكومية كانت أو خاصة ، فمن المؤكد أن نتاج ذلك سيكون مزيد من الفشل على مستوى الأفراد وعلى مستوى المجتمع .
و كما يقال فى الأمثال ” النجاح يقتضى الأمانة ” وعندما تغيب الأمانة فى لدى الفرد ولدى المجتمع فلا حديث عن نجاح ، ويقولون فى الأمثال ” الناجح يرى فى العمل أملاً والفاشل يرى العمل ألماً” وبالتالى ففى غياب العمل الحقيقى المبنى على العلم والمعرفة وليس المبنى على شعارات وأناشيد وطنية تردد فى الصباح ، هو الذى يثمر بيئة ايجابية ومجتمع منتج ، ومؤسسات تحترم نفسها وبالتالى تحترم روادها .
ان النجاح كقيمة للفرد يكون دائما نتاج جهد وصبر طويل ولهذا يقال فى الأمثال ” النبوغ صبر طويل” ويقال أيضا ” رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة” وغالبا ما تكون النهاية كما يقول المثل ” حلاوة النجاح تمحو مرارة الصبر ” . فهل علمنا الأبناء معنى وقيمة النجاح .
- ومن الحكم والأمثال التى تناولت النجاح :
- من طلب شيئاً وجده
- العمل شجرة النجاح
- الفشل طريق النجاح
- التشاؤم طبع والتفاؤل ارادة
- إذا كنت ذا رأى فكن ذا عزيمة
- النجاح رحلة وليس هدفاً
- ليس كل من رمى أصاب .
- فاز من سلم من شر نفسه
- نأمل فى النجاح ونتوقع الأسوأ
- إذا أهانتك الحياة بارزها بسيف الإرادة وأرسل إليها شاهديك : العمل والصبر
- عند الامتحان يكرم المرء أو يهان
- لا يمتطى المجد من لم يركب الخطر
- قشة بعد قشة يصنع العصفور عشه
- سلم النجاح ليس مزدحماً عند القمة
- سر النجاح أن تكون مخلصاً لأهدافك
- إذا لم توجد المجازفة فلا وجود للنجاح
- لن تنال ما تأمل إلا بالصبر على ما تكره
- من يمارس عدة مهن لا ينجح فى اى منها
- إذا لم تخطط للنجاح فقد خطط للفشل
- الثبات طريق النجاح والحكمة مصدر القوة
- لكى نعرف النجاح لا بد أن نذوق طعم الفشل
- الناجح يفكر فى الحل والفاشل يفكر فى المشكل
- إذا كان مصعد النجاح معطل استخدم السلم درجة درجة
- نجاح الخطط بعيدة المدى يلزمه مشكلات قصيرة المدى
- كى تنجح عليك فعل الأشياء التى تظن أنك لا تستطيع فعلها
- كن مستعداً أن تخسر جولة مقابل أن تكسب المعركة فى النهاية
- النجاح أن تجعل من الماضى عبرة ومن الحاضر تجربة ومن المستقبل أملا
- إذا كنت قد بنيت قصوراً فى الهواء فلا تحاول هدمها بل ابدأ فى وضع الأساس تحتها
- الحياة مليئة الحجارة فلا تعثر بها بل اجمعها وابنى بها سلماً تصعد به نحو النجاح
- لا يقاس النجاح بالموقع الذى يتبوأه المرء فى حياته بقدر ما يقاس بالصعاب التى يتغلب عليها
- قدرتك على حفظ اتزانك فى الطوارئ ووسط الاضرابات وتجنب الذعر هى العلامات الحقيقية للقيادة الناجحة
- سر النجاح ان تتعلم كيف تستخدم الألم والمتعة بدلاً من السماح للألم والمتعة باستخدامك فان فعلت ستتحكم فى حياتك
- إن الخصال التى تجعل القائد ناجحاً هى الجرأة على التفكير والجرأة على العمل والجرأة على توقع الفشل .
الى اللقاء مع حكم وأمثال جديدة