الجمعة , نوفمبر 22 2024
صلاح عبد السميع
دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق

الدكتور صلاح عبد السميع يكتب العطاء فى الحكم والأمثال .

 

ما أجملَ أن يتَّصِفَ الانسان بالعطاء وحبِّ الخير للآخرين، والعطاءُ الصادقُ لا يحُدُّه حدٌّ، ولا يُقيِّدُه شرطٌ، عطاءٌ لمن تحبُّ ومن لا تحبُّ.، وكما يقال فى الأمثال ” كونوا كالشجر يرميهم الناس بالحجر فيرمونهم بأحسن الثمر” والعطاءُ بابٌ مُشرَعٌ لكل فئاتِ وطبقاتِ الناس، وهو سهلٌ يسيرٌ؛ ابتسامةٌ، زيارةٌ، كلمةٌ طيبةٌ، دعاءٌ، نفقةٌ، دواءُ طبيبٍ. فلِمَ لا نلِجُ بابَ العطاء؟! لِمَ لا نتعلَّمُ العطاء ونسقِي منه مُجتمعَنا ووطنَنا وأُمَّتَنا؟!

وما أسوأ أن يمن الانسان على من قدم لهم عطاءا ، وما أسوأ أن يدعى الانسان بأنه أعطى وهو لم يعطى ،

فإن العطاء الحقيقى مشروط بسلامة النية وصدق القول والعمل ، وكما ورد فى الحديث الشريف “الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون اخيه   ” وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً “إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس  ”  وكما يقول المثل الصينى ” (اليد التى تقدم الورد لابد أن يعلق بها عبيرها) لهذا وجب تدريب المجتمع على كل معانى العطاء ، العطاء المادى ليس هو فقط الذى يعبر عن مدلول العطاء ، فهناك العطاء النفسي ” جبران الخاطر” عطاء لا يعلم فضله الا الله ، الابتسامة فى وجه المريض عطاء ، الطبيب الذى يهتم بالمرضى ويسأل عنهم ويخفف آلامهم هو نموذج للعطاء  ، المعلم الذى يبتسم فى وجه طلابه ويبذل جهده من أجل أن يبسط لهم المعلومة أيضاً نموذج للعطاء .

 وكما يقول النبى صلى الله عليه وسلم ” تبسمك فى وجه أخيك صدقة ” فما أعظم الابتسامه فى وجه الآخر ، والعطاء قيمة كبرى للإنسان فى حياته ، الأب والأم داخل المنزل نموذجا لعطاء ، الأب يبذل جهداً من أجل اسعاد الأبناء ، والأم  تتفانى من أجل  أن ترى الأبناء فى أحسن حال ولو على حساب صحتها ، ويكون ناتج هذا التفانى من قبل الأب والأم أن يسود السلام النفسي والأمن الأسرى ، وينعكس ذلك ايجاباُ عل المجتمع ككل .

 

ومن الجميل جدًّا أن يكون العطاء سُنَّة نبوية، فالعطاء شعور نبيل، والمجتمع الذي يتميَّز أفراده بالعطاء مجتمع سعيد، يشعر فيه الغني بالشفقة على الفقير، ويشعر فيه المحتاج بالأمان لوجود الكرماء حوله في مجتمعه، فيسود بذلك الحب والسلام، وتقل الجرائم والصراعات، وقد روى مسلم عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: “مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ”.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر) وكان له صلى الله عليه وسلم تميُّز خاصٌّ في بعض الأوقات كرمضان؛ فقد روى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ”.

 

وعلينا لتطبيق هذه السُّنَّة أن نُدَرِّب أنفسنا على “دوام” العطاء ولو بشيء بسيط، وأن نحاسب أنفسنا يوميًّا قبل أن ننام على عطائنا في هذا اليوم، وإذا مرَّ علينا يوم بلا عطاء فلْنبذل في اليوم التالي عطاءً مضاعَفًا، ولا نخشَ قلَّة المال؛ فإن الله يُعَوِّضنا ما أنفقناه؛ قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} (سبأ: 39).

ولا تنسَوْا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} (النور: 54)

أنـواع العطاء :

  • العفو عند المقـدرة عطـاء .
  • الدعاء لأخيك بظهر الغيب عطـاء .
  • تبسمك فى وجه اخيك عطاء.
  • التماس العذر له وصرف ظن السوء به عطـاء .
  • الكف عن عرض أخيك في غيبته عطاء .
  • ومساعدة الناس حتى بكلمة طيبه عطاء
  • وحب الخير للغير عطاء
  • واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا
  • من الممكن أن تعطي من دون محبة ، ولكن من المستحيل أن نحب دون عطاء.

ومن الحكم والأمثال التى تناولت العطاء :

  • إذا كان لديك الكثير ، فاعط من أموالك ، وإذا كان لديك قليلا ، فاعط من قلبك (مشاعر).
  • اليد التى تعطى تجمع .
  • إذا شئت الأخذ ينبغى أن تعطى .
  • عندما تساعد انسانا على صعود الجبل تقترب معه إلى القمة .
  • العطر يبقى دائما في اليد التي تعطي الورد.
  • الذي يعطي بسرعة (المساعدة العاجلة) يعطي مرتين.
  • في مجال الأشياء المادية ، العطاء يعني الغني. ليس الذي لديه الكثير هو الغني ، ولكن الذي يعطي الكثير.
  • هذا هو قانون المنافع بين الرجال ، الواحد ينبغي أن ينسى ما أعطاه ، والآخر يجب أبدا ألا ينسى ما أخذه.
  • الرجل السخي يزداد غني في العطاء و البخيل يزداد فقرا في الأخذ.
  • الصدقة لا تصنع أبدا فقيرا ، والسرقة لا تصنع أبدا غنيا ، والرخاء لا يصنع قط حكيما.
  • يجب أن تعطي للأخذ ، يجب زرع البذور ، قبل أن تتمكن من جني الحصاد.
  • الرجل السخي يثري نفسه من خلال عطائه ، و الكنوز تجعل البخيل من الفقراء.
  • عليك الزرع قبل أن تتمكن من الحصاد. يجب ان تعطي قبل أن تتمكن من الأخذ.
  • ما تحتفظ به لنفسك تخسره ، ما تعطيه ، يمكنك الاحتفاظ به إلى الأبد.
  • ليس الجود أن تعطيني ما أنا أشدّ منك حاجة إليه ، وإنما الجود أن تعطيني ما أنت أشدّ إليه حاجة مني
  • إذا شئتم أن تذوقوا أجمل لذائد الدنيا، وأحلى أفراح القلوب، فجودوا بالحب كما تجودون بالمال
  • العطاء مهنة الغني
  • العطاء شرف و الأخذ ألم
  • من أعطى وقت الحاجة كانت عطيته مضاعفة
  • أعط و أنفق و الله يرزق
  • كن مثل الشجرة ، تلقي بظلها إلى الخارج.
  • إعطاء مجرد كسرة خبز للجياع أكثر قيمة من إعطاء الغداء للشباعى.

وأخيراً على المجتمع أن يستعيد قيمة العطاء من خلال القدوة ومن خلال الممارسات التى يقدمها المسئول أيا كان موقعه حاكما أو محكوماً ، وحتى يبادر الأبناء الى تطبيق تلك القيمة عليهم أن يروا سلوك الكبار موافقا مع كلامهم ، وكما قلنا العطاء لا يقتصر على من يملك المال ، وأحيانا عطاء الفقير أعظم عند الله عز وجل ، ومن أعظم العطاء الذى يهبه الله لعبده  الرضا انطلاقا من قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحى/ 5

 الى اللقاء مع حكم وأمثال اخرى

شاهد أيضاً

سوهاج

خالد المزلقاني يكتب : أوكرانيا وضرب العمق الروسي ..!

مبدئيا أوكرانيا لا يمكنها ضرب العمق الروسي بدون مشاركة أوروبية من حلف الناتو وإذا استمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.