الإثنين , ديسمبر 23 2024

ماجدة سيدهم تكتب : الابداع لايسير في اتجاه واحد

وعن صور الرسام التي أثارت استياء الكثيرين .. لكن في نقاط ..

*من حق أي فنان أن يطرح رؤيته الفكرية أو الواقعية أو الفلسفية أو الثائرة على المألوف بالتخيل الذي يولد من روحه ويخرج من ضميره الإبداعي محققا إضافة و مزيدا من الجمال والتنوير والتحضر للمجتمعات على السواء

*الأمر المثير للاستياء كان حول صورة كوبر والمطابقة لصورة السيد المسيح …لما لها من دلالة خاصة في الوجدان المسيحي فضلا عن أنها تحمل استخفافا لايليق خاصة وإن الرسومات جاءت بعد الخسائر المتكررة للمنتخب المصري ..

الخطأ الكبير أو القصور الواضح اللي وقع فيه الرسام أو غيره هو في المفهوم السائد لدى العامة والذي تدعمه التوجهات المغيبة للدولة أن الفن القبطي هو فن مسيحي فقط يقتصر على تجسيد لوحات القديسين و سيرتهم وكل مايخص الكنيسة القبطية العريقة التى وحدها حرصت في الحفاظ على روح الهوية المصرية القبطية ..

بينما بقليل من الفطنة كان يمكن تجسيد تلك الرموز الرياضية أو غيرها بذات الخط القبطي الخالص .. دون إضفاء مسحة القداسة الخاصة بالشخصيات الدينية المسيحية …لو فعلها لقوبلت بترحاب ودعم غير مسبوق …الفن القبطي فن هوية وليس فن ديني …الحكاية مش مجرد خروج عن النص لمجرد الفرقعة ..سقطة عن جهل

وعليه من خلال هذا المفهوم الضيق عن الفن القبطي نجد ذاك المبرر الواضح للمؤسسات المعنية بإهمالها وتجاهلها و تقصيرها المتعمد للانفتاح على الفن القبطي والتراث واللغة والتاريخ القبطي باعتبار هذا الانفتاح هو ترويج لنشر الفكر والثقافة والإيمان المسيحي (.طبعا ومن وجهة نظرهم ) خشية منهم على سلامة التخلف والجهل والتعصب لدي المجتمع الصبياني المندفع بل وإرضاء للتيارات السلفية المتأججة والمنغلقة ..

والسؤال هل حرية الفن والإبداع تمنح اي فنان أن يتناول رسم أي من اللاعبين في إطار شخصية إسلامية ما ؟ الإجابة تحدد ان كان هذا إبداعا أو تجاوزا أو مجرد كرسي ف. الكلوب

أظن الخوف من السطوة الدينية السائدة تدفع بالكثيرين للتعبير عن الغضب والرفض بالتهكم والتعدي على الدين المغاير (المسيحية ) لأنها لاتشكل ثقافتها خطرا أو ملاحقة أو محاسبة قد تؤدي للسجن أو القتل ..

ورغم ذلك وكل ما أثير من ردود الفعل فهي لم تتعدى حدود رد الفعل في التعبير عن الرأي بالقبول أو الرفض أو الاعتراض..ولايفترض أن تتعدى ذلك وهو ماحدث بالفعل فلا مجال اطلاقا للاتهام بالإزدراء أو الحجر أو المحاسبة أو المصادرة ..

تذكرت متأسفة منذ سنوات حين تم منع عرض فيلم كود دافنشي بمصر وبعض البلدان من قبل الكنيسة لاعتراضها على فكرة الفيلم والتى تمثل جرأة وتحديا في طرح المخرج لرؤيته الفكرية ووجهة نظره وربما هي وجهة نظر كثيرين ..انضجوا بالمجتمعات ولا تخشوا عليها فيما بعد ..

ماقصدته هو أن المجتمعات العلمانية الناضجة لاتهتز ولا تتأثر معتقدات مواطنيها على السواء إثر اي عمل فني حتى لو مونولوج أو كاريكاتير ساخر ..فقط بعض من الدراسة والوعي والتمييز يصل بنا لمستوى فني أرقى هدفا ..

شاهد أيضاً

المصريون يعتقدون بأن “الأكل مع الميت” فى المنام يعني قرب الموت .. وعالم يؤكد بأنه خير

يستيقظ جزء كبير من المصريين باحثين عن تفسير ما كانوا يحلمون به بالليل بل ويقضون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.