حاولت “كاثرين وين” رئيسة وزراء أونتاريو وسط تهالك شعبيتها أن ترشو ناخبي أونتاريو فأعلنت قبل الانتخابات بستة أشهر الماضي امتداد التأمين الصحي ليشمل الأدوية للأطفال والبالغين حتى سن الرابعة والعشرين.
ولكن شعب أونتاريو لم ينصاع لهذه الرشوة وأسقطها وأيضا أسقط حزبها، لأن الحزب الليبرالي فقد وضعه كحزب معترف به في قانون أونتاريو لأن المقاعد التي كسبها في الانتخابات الأخيرة كانت سبعة مقاعد فقط، وقانون الأحزاب لا يعترف بحزب ليس له 8 مقاعد على الاقل.
“فورد” كسب المعركة لجسارته بالرغم من محاولة الخصوم في اثارة ما يشينه.
الكثير من الأخطاء أسقطت “كاثرين وين” وحزبها، ولكن في رأيي أن من جذبها وحزبها للهاوية أنها حاولت تغيير مفاهيم الافراد وبعض المؤسسات أيضا بما يتفق مع مفاهيمها، بل اقرت مواد تدريس لا تتفق مع ميول الكثيرين، وفى الوقت الذي لم يدينها شعب أونتاريو لمفاهيمها الخاصة في الانتخابات قبل الأخيرة أصرت هي ان تغير مفاهيم الأطفال بما يتفق واياها، بل أصرت أن تعاقب المؤسسات الدينية التي لا توافق على مبادئها فمنعت المؤسسات الدينية التي لا توافق على زواج المثليين من المنح الحكومية.
المجتمعات الحرة تطلب عدم ادانة كل معتقد للآخر ولكنها لا تفرض معتقدها على الآخر ولا تعاقب الذين لا يؤمنون بما يؤمن به البعض الآخر، حتى المجتمعات الإسلامية المتدنية جدا في حقوق الآخرين لا تفرض على المؤسسات التي لا تؤمن بتعدد الزوجات أن توقع على انها تؤمن بتعدد الزوجات.
كل شخص حر بما يؤمن به ويمارسه ولكن حريته تقف عندما يريد ان يلزم الآخر بما يؤمن هو به، ولهذا كان سقوط كاثرين وين عظيما بالرغم من رشوتها للناخبين، ليس بالسكر والزيت كما يفعل الأخوان المسلمين في مصر، ولكن بامتداد التامين الصحي للأدوية لبعض الأعمار.
د. رافت جندي