بالصور : تعرف ما لا تعرفه عن داليدا في ذكرى انتحارها الحادية والثلاثين ..

انتحرت داليدا ؛ لتثبت للعالم من بعدها ، كما برهن غيرها ممن انتحروا رغم المال ، والشهرة ، والنفوذ ، والجمال ،أن السعادة في الدنيا ، والقناعة بما فيها ، وبكل أقدارها عن رضى نفس وإيمان كنز من كنوز الدنيا ، ودرع واقٍ من أمراض النفوس ، وانفلات زمامها من سيطرة العقل ، وتهذيب الإيمان ..

مر اليوم الذكرى الحادية والثلاثين على رحيل النجمة العالمية من أصول مصرية داليدا ، التي فارقت حياتنا منتحرة بعد عناء مع الاكتئاب ، رحلت داليدا في 3 ملايو عام 1987 مخلفة ألف اغنية وألف ألف وجع في قلوب محبيها .
ولدت داليدا في شبرا لأبوين مهاجرين تعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا ، بدأت داليدا حياتها في عالم الشهرة بالمشاركة في مسابقة ملكة جمال مصر و في عام ب 1954 وفازت بها، الأمر الذي فتح لها أحضان السينما والغناء والشهرة، بدأت داليدا حياتها الفنية في فرنسا .

” يولاندا كريستينا جيجليوتي ” هو الاسم الحقيقي لداليدا التي تلقفها نيازي مصطفى ليقدمها في السينما المصرية من خلال فيلم سيجارة وكاس مع النجمة الراحلة سامية جمال .

اتسمت حياة داليدا بالنجاح الطاغي على المستوى الفني والفشل الطاغي على المستوى العاطفي, تأرجحت داليدا بين نجاح يراه الجميع على الشاشات وبين فشل تعيشه بمفردها فكان الاكتئاب نتيجة طبيعة خيمت عليها فكانت نتيجته موتا حمى عشاقها منها .

تزوجت داليدا من زوجها الأول لوسيان وكانت قصة حبهم حديث الجميع، إلا أنهما انفصلا بعد فترة قصيرة دون أسباب واضحة فأنتحر لوسيان بإطلاق النار على نفسه بعد فشله في زواجه الثاني وفشله في العودة لداليدا، وارتبطت داليدا بعدها في الفترة من عام 1972 وحتى 1981 بريتشارد شانفري، الذي انتحر باستنشاق غاز العادم من سيارته، وفي في 1975 انتحار صديقها المقرب المطرب مايك برانت، الذي ألقى بنفسه من شرفة شقته في باريس.

عانت داليدا من الاكتئاب فكل من أحبتهم انتحروا وكل من دخل دائرته فارقها، عانت الوحدة ، كان الوجع صديقها الوفي الذي لم يتخلي عنها ابدا ، و في يوم 3 مايو 1987، انتحرت داليديا في باريس بتناول كمية كبيرة من الحبوب المخدرة، وتركت رسالة على سريرها كتبت فيها «الحياة لم تعد جميلة..
غنت داليدا عددا كبيرا من الاغاني يصل إلى قرابة ألف أغنية ، غنت بتسع لغات هي العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، غنت للحب بينما كانت تعيش الالم، غنمت للحياة بينما كانت تموت الف مرة وحيدة، التناقض الزاعق بين أضلعها كان أقوى من أن تتحمله، قررت أن ترحل مخلفة ذكريات من الوجع والألم.

كرمها الرئيس الفرنسي ” شارل ديجول ” الذي بدأت داليدا حيلاتها مغنية في ملاهي بلاده، كرمها بإعطائها ميدالية رئاسة الجمهورية، و كرمتها الحكومة الفرنسية بعد وفاتها بوضع صورتها على طابع بريد فرنسي تخليدا لذكراها ، كما أُقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها عام 2001 تخليدًا لذكراها وتقديرًا لمشوارها الفني الناجح .رحلت داليدا التي غنت لمصر ” كلمة حلوة وكلمتين .. حلوة يا بلدي” رحلت داليدا التي لم تُنسيها الشهرة أيامها في حي شبرا، رحلت داليدا واعطت ظهرها للحياة..