الأطباء في أي مكان في العالم و عبر كل الأزمنه و العصور ينالوا احترام الجميع لما يقدمونه من خدمات رفيعة المقام تجاه الإنسانيه فالطبيب يعمل من أجل صحة الإنسان المريض و الذي تجدنه يتعلق بأبسط الأمال وقت ضعفه و مرضه فالطبيب يحيي النفس بأمر الله بل يحيي الناس جميعاً عملاً بقول رب العالمين {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا(سورة المائده)} ، ولما لا فقد يكون هذا المريض الذي ينقذ حياته رب العالمين علي يدي طبيب هو عماد الأسره و عائلها الوحيد فلو توفاه الله انهدمت الأسرة و تفككت !!
ولكن يغيب عن الكثيريين أن هؤلاء الأطباء في كثيرٍ من الأحيان هم أنفسهم مرضي من عناء العمل و ضغوط الحياه ماديهً كانت أو معنويه ،نفسيهً كانت أو جسمانيه ، ولكن لتجدن الكثيريين يعتقدون أن الأطباء لا يمرضون ولكن الواقع (أن باب النجار حقاً مخلع) فالطبيب هو أسوء أنواع المرضي وأكثرها صعوبه فكل الأعراض الجانبيه و النتائج المترتبه عن العلاج و المرض في ذهنه وهذا ما يزيد الطين بله و يزيد من مرضه أمراضاً أخري .
و نظراً لضعف رواتب الأطباء في بلادنا مقارنةً بغيرنا من المهن الأخري فيها و مقارنةً بأمثالنا من الأطباء في غيرها، يضطر معظم الأطباء إلي الهجره أو الإغتراب خارج حدود الوطن ليحيا حياةً هادئه و حتي يستطيع أن يعيش في حياه كريمه نسبياً و لهذا يتحمل الكثير منا صعوبه الغربه و آلام الإفتراق عن الأحباب .
و تمر السنوات و هو في لهفة العوده إلي أرض الوطن الحبيب و حضن الأحباب و قد ضاعت منه أحلي سنوات العمر و تذهب به السنين نحو الشيخوخه و المرض و ليبدأ مرحله البحث عن العلاج و تخفيف الألم ، و علي الجانب الأخر هناك من تمنعه ظروفه للبحث عن فرصة عمل خارج الوطن و يظل علي أرض الوطن مضطراً للحياه و التكيف مع صعوبات العمل براتب ضعيف و منهم من تُمرضه الضغوط الناتجه عن العمل و مشاقات الحياه ما يضطره لترك عمله بحثاً عن العلاج .
بالطبع يظن البعض أنه حال سقوط الطبيب مريضاً تُسهل له الصعاب و تُيسر له الأمور و لكن كيف هذا فالعلاج يحتاج إلي تكاليف قد تكون عاليه كثيراً عن قدرات معظم الأطباء لذا فنحن ننادي كثيراً بتحسين أوضاع الأطباء مادياً و توفير كافةً الوسائل لراحتهم فكم من طبيبٍ أصابته عدوي قاتله لم يجد من يقف بجانبه ؟ و كم من طبيب ٍ أصابته الأمراض فلم يجد ما يكفيه ليصرف علي مرضه في ظل تأمين صحي لا يكفي لعلاجه في مستشفي علي قدر ٍ جيد من المستوي الطبي ؟
فإذا مرض الطبيب و أهانته الظروف فمن تنتظر ليطبب مرضك ؟ فالطبيب كالمعلم لابد من إكرامهم
[ إنَّ الْمُعَلِّـــــمَ وَالطَّبِيــــبَ كِلَاهُمَــــا, لَا يَنْصَحَـــانِ إذَا هُمَـــا لَــمْ يُكْرَمَــا. فَـــاصْبِرْ لِـــدَائِك إنْ أَهَنْــت طَبِيبَــهُ, وَاصْــبِرْ لِجَــهْلِك إنْ جَــفَوْت مُعَلِّمَـا ].
فهل يعقل أن هناك بعض الهيئات تعالج أعضائها في أفضل المستشفيات و أكبر المراكز الطبيه علي نفقتها الخاصه و حينما يمرض الطبيب يعالج في مستشفاه الحكوميه و التي نعلم جميعاً ضعف الإمكانات فيها !؟.
دائماً ما أتساءل عن دور نقابة الأطباء و أعضاء مجلسها في تطوير منظومه خدميه للأطباء فلا أجد الإجابه فلا هناك مستشفي لعلاج الأعضاء ولا نوادي إجتماعيه محترمه تليق بهم و بأسرهم ولا مشروعات إسكانيه ترحمهم من جشع المقاولين و السماسره !!
في حين أن هذه كلها مشروعات استثماريه كفيله بدر أرباح خياليه و تعمل علي رفاهيه و خدمة أعضاء النقابه جميعاً.
هل بعد كل هذا العناء و هذه المشفه في العمل لا يستحق الأطباء نوادي راقيه للترفيه عنهم و ذويهم ؟ هل لا يستحقون العمل علي توفير خدمه صحيه راقيه تليق بهم ؟
أين نقابة الأطباء علي أرض الواقع ؟ وأين هذا المجلس الذي تفاءلنا به خيراً و ظننّا أننا و أخيراً أصبح لدينا نقابه قويه بنقيب ٍ نزيه قوي يبحث مشاكل الأطباء ؟؟
هل تعتقدون أن الأطباء سيمانعون زيادة الرسوم المطلوبه من أجل هذه المنظومه الخدميه المرجوه ؟ ولماذا لا ننظر لهذه الخدمات نظره استثماريه تنافسية تنافس كبري المستشفيات و المؤسسات العقاريه ؟؟
للأسف لدينا الإمكانات البشريه و الماديه داخل النقابه و لكن ينقصنا الإقدام علي تقديم مثل هذه الخدمات المطلوبه و المرجوه من كل مجالس النقابه المتلاحقه!.
و أخيراً نتمني أن يصبح حلمنا حقيقه و لكن متي ومن سينفذها علي أرض الواقع؟؟
الوسومالدكتور ايهاب ابورحمه
شاهد أيضاً
الكنيسة أمام مفترق طرق
كمال زاخر كما فى السياسة كذلك فى القيادات الدينية، تتحدد المواقف حسب خريطة الولاءات، ومنها …