د.ماجد عزت إسرائيل
ولد سمير سامى معوض صالح بمدينة حلوان التابعة لمحافظة القاهرة،وبالتحديد فى غرب المدينة، فى10 يناير1962م،لأسرة قبطية متوسطة تعود جذورها إلى الصعيد؛وكان والده يعمل فى أحدى المصانع
التى قام بتشيدها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب ثورة 23 يوليو 1952م،وشاءت مشيئة الله أن يولد سمير فى التوقيت بالذات حيث بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر.
التى ساعدت على تعليم أبناء الطبقة المتوسطة،فكان مولده وش السعد على جيله،حيث إلتحق أبناء هذه الطبقة بالمعاهد المتوسطة والجامعات،وأصبح التعليم مجانا لكل أولاد المصريين.
وفي إحدى مدارس مدينة حلوان الابتدائية التحق الطفل سمير سامى معوض
وعرف عنه تفوقه وحبه للعلم وتعلم اللغات وفنون كتابة الخط العربى بكل أنواعه،وبعد أن تخرج من المرحلة إلتحق بالمرحلة الإعداى، وحصل على مجموع كبير أهله من الالتحاق بمدرسة المعلمين بحلوان
وهى التى كان نظام الدراسة بها خمس سنوات، وبعدها يصبح معلماً للمرحلة الابتدائية
ومن يحصل على مجموع أكبر يلتحق بالجامعة،وبالفعل كان سمير(أبو السماسم) من المتفوقين فحقق أمنيته
وإلتحق بكلية التربية قسم التاريخ بجامعة عين شمس وكان من بين المتفوقين
وبعد تخرجه عمل مدرساً ناحية مدينة الصف،ومن الطريف انه تم اتهامه من قبل مجموعة من المتشدين
بأنه يدعو لعبادة الإلهه رع (إله الشمس)
ففكر سمير فى استغلال موهبته فى تعلم اللغات وإتفن الأنجليزية
وفى عام 1994م،ساهم كاتب هذه السطور في إلتحاقه بكلية التربية قسم لغة أنجليزية بجامعة حلوان
( كان مقر هذه الكلية بالزمالك بالقاهرة)، وبعد تخرجه قبل نهاية القرن العشرين عمل كمدرس
لغة إنجليزية بإحدى المداس الإعداية بمدينة حلوان، ولم يكتفى سمير بما وصل إليه من علم بل إلتحق
بمدرسة الخطوط العربية مع كاتب هذه السطور،وتخرجه فيها ليصبح أبو السماسم حاصل على شهادة المعلمين
وكلية التربية قسم التاريخ بجامعة عين شمس،وكلية التربية قسم اللغة الأنجليزية بجامعة حلوان
وشهادة الخط العربى من مدرسة حلوان للخطوط العربية،بالحق هذا نموذجاً للمدرس المثالى
كما عرف عنه حب التلاميذ لأسلوبه فى الشرح والتفسير والتوضيح، لدرجة أن بعد التلاميذ
كانوا يحولون من فصل إلى فصوله المسنده إليه،وأن دل ذلك على شىء إنما يدل على السمعة الطيبة بين زملائه.
كاتب هذه السطور تعرف على “سمير سامى معوض” وكان يطلق عليه “أبو السماسم”
فى أوئل التسعينات كان صديقاً مخلصاً محباً للكل، لم يأتى يوماً وأن حقد على أى زميل أو تحدث عنه أو تحدث
بلفظ خارج عن اللياقة( النميمة)
وأيضًا أسرته كانت في ذات طبائعه،وعندما كان يحدث له أى مشكلة يلجأ إلى الله ويصلى
حتى يرشده ربنا للحل المناسب، وكان يصاحب كاتب المقال لزيارة كنائس مصر القديمة
أو كنيسة السيدة العذراء بالمعادى
(كورنيش النيل)، أو برج القاهرة حيث كان دائما يقول” هذه الأماكن أحسن مكان للتفكير الصحيح والسليم..”
وكان دائما يشرك والديه ويتشاور معهم للوصول لحل مثالى
يرضى الله قبل البشر،كما كان أمين فى عمله ومعاملاته مع الناس، ولذلك كانت إدارة المدارس التى عمل بها تلحقه بإعمال الكنترول
كما كان يكتب فى جريد حلوان أحيانا في الشعر والأداب والأقول المأثورة.
وعرف عنه حبه للقراءة وشراء الكتب والجرائد والمجلات.
وأيضًا محبا لحضور الندوات والمؤتمرات،ويناقش المحاضرين فى كل كبيره وصغيره!!.
وكان سمير سامى محب للصلاة ولأبونا المحبوب “دواد لمعى” وكتب لنا سمير صلاة لقدس أبونا فى أواخر أيامه
على الأرض وكأنه رسالة تعزية لأسرته ولعائلته الكريمة ولتلاميذه حيث ذكر قائلاً:
” اليك يارب اصلى فى هذا الصباح تعال يارب وأسكن قلوبنا وامسح كل دمعة من عيوننا كن لنا العزاء وقت أحزاننا وكن لنا القوة وقت ضعفننا
كن لنا الدواء وقت أوجاعنا،وكن لنا الرجاء عندما يضعف إيماننا،وكن لنا الهدوء حينما تعصف رياحنا،وكن لنا النور حينما يطفأ نور عيوننا،كن لنا الغفران حينما تكثر خطايانا،وكن لنا الأمل حينما تكثر طموحاتنا
وكن لنا المسكن حينما نفقد أوطاننا،وكن لنا الأمان حينما نفقد سلامنا،تعا يارب واستجيب لكل طلباتنا
وأجعل حياتنا ملك لك. أمين…”.
على أية حال،كان سمير سامي معوض متزوجاً من السيدة “نرجس سعيد”،ولديه مريم بكلية التجارة الخارجية،ومى
بمرحلة التعليم الثانوى، وظل طوال عمره يخدم وطنه بأمانة وشرف حتى رحل عن عالمنا الفانى
فى يوم الخميس الموافق الخميس الموافق(8 فبراير 2018م)،عن عمر يناهز 56 عاماً.
ودفن بمدافن العائلة بمدينة 15 مايو بحلوان.