السبت , نوفمبر 23 2024
المستشار هشام جنينة

المستشار هشام جنينة يفتح النار على الجميع قائلا حاولوا اغتيالى لهذه الأسباب

معارك عديدة خاضها المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات المصري، بدأت قبل ثورة 25 يناير 2011 عندما أسس مع مجموعة من القضاة ما عرف وقتها بـ«تيار استقلال القضاء»، تصدوا خلاله لمحاولة تزوير انتخابات البرلمان عام 2005، قبل أن يتولى مسؤولية الجهاز المركزي للمحاسبات في عهد الرئيس السابق محمد مرسي. وفي فترة الولاية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلق تصريحا أثار أزمة كبيرة حيث أكد أن تكلفة الفساد في مصر خلال 3 سنوات بلغت 600 مليار جنيه، وهو ما نفته السلطات المصرية، وأعقبه صدور قانون يسمح للسيسي بعزل رؤساء الأجهزة الرقابية. وظل جنينة يمثل صداعا في رأس السلطة المصرية حتى بعد عزله من منصبه، حيث فوجئ المصريون بإعلان الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق عزمه الترشح في مواجهة السيسي، معلنا اختيار جنينة في فريقه الرئاسي.
وقبل أيام تعرض جنينة لاعتداء قرب منزله، أكد أنه كان محاولة اغتيال بسبب دفاعه عن عنان، مشيرا أن الاعتداء جاء بينما كان متوجها لتقديم طعن على قرار الهيئة الوطنية للانتخابات باستبعاد عنان من الترشح للرئاسة، عقب القبض على الأخير وإحالته للمدعى العسكري بتهمة «التزوير» و«محاولة الوقيعة بين الشعب والجيش المصريين».
جنينة روى في حواره لـ «القدس العربي»، تفاصيل واقعة الاعتداء عليه، وكواليس ترشح عنان في انتخابات الرئاسة قبل استبعاده، نافيا أي ارتباط بينه وبين جماعة «الإخوان المسلمين».

٭ ما تفاصيل الاعتداء عليك؟

٭ كنت سأتقدم بتظلم بشأن استبعاد الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق من انتخابات رئاسة الجمهورية، ووقعت في خطأ، إذ كنت أتحدث في التليفون بحسن نية خلال الـ 48 ساعة السابقة على يوم السبت قبل الماضي الذي شهد واقعة الاعتداء، بشأن ما سنكتبه في التظلم ضد استبعاد عنان، والأسانيد القانونية التي سنبني عليها هذا التظلم، إضافة إلى أنني كنت سأتوجه في اليوم نفسه، إلى مجلس الدولة لتقديم طعن، أمام القضاء الإداري فيما يخص هذا الموضوع، وعلى المستوى الشخصي كان لي طعن خاص بي يتعلق باستبعادي من رئاسة الجهاز المركزي للمحاسبات بالمخالفة للقانون، وأجد أن محاولة الاعتداء علىي تتعلق بموضوع الفريق سامي عنان، لأني توجهت أكثر من مرة بشأن الطعن الخاص ولم يحدث اعتداء علي، لكن الجديد في الأمر ما يخص مرشح رئاسة الجمهورية الفريق سامي عنان.
وفوجئت يوم السبت قبل الماضي، بسيارة سوداء متوقفة على بعد 300 متر من منزلي، وبمجرد أن مررت بجوارها تحركت خلفي، ثم تقدمت واستعرضت الطريق واستوقفتني، وفي هذه اللحظة وجدت سيارة وقفت في الخلف، وخرج شخص ضخم من السيارة السوداء، وفتح باب سيارتي وسألني هل أنت هشام جنينة، فأجبت نعم، فطلب مني أن أنزل فرفضت، فقام بالاعتداء علي برفقة ثلاثة اشخاص يحملون أسلحة بيضاء، فأصبت في عيني، وحال حزام الأمان بالسيارة دون محاولتهم إخراجي منها، لأنهم حاولوا أن يجهزوا علي داخل السيارة وتفاديت الضربات بمحاولة الدخول أكثر داخل السيارة.

٭ هي محاولة اختطاف أو محاولة اغتيال، وهل تتهم أحدا بعينه؟

□ بالطبع كانت محاولة اغتيال. لا أعفي أجهزة التحري والأمن من التواطؤ في هذا الأمر، لأن من سيبحث عن الدليل وهو يعرف أن الدليل سيدينه، كما حدث في أحداث ثورة يناير، هل متوقع أن هذه الأجهزة ستقدم دليلا لإدانتها، حتى الآن نسأل عن الطرف الثالث الذي كان دائما المتهم في قضايا قتل الثوار في الأحداث المختلفة.

٭ ماذا عن كواليس اللقاءات مع الفريق سامي عنان والاتفاق على ترشيحه في مواجهة السيسي؟

٭ حصل تواصل بيني وبين الفريق سامي عنان وبين حازم حسني، بشأن ضرورة خروج البلد من هذا المأزق السياسي، وحالة الاحتقان التي يشهدها المجتمع المصري، وتمزق نسيج الأسرة الاجتماعي على نحو غير مسبوق، حيث تشهد الأسرة الواحدة خلافات بسبب التوجهات السياسية، فكل عائلة ستجد فيها الإخواني والسلفي والليبرالي واليساري. الحرية الشخصية وحرية العقيدة والفكر يجب أن تكون متاحة وغير مقسمة، وأن يكون الدستور والقانون هو الحاكم من يخترقهما يحاسب، ولا تتحول الخلافات السياسية لمدعاة شق الصف وشق النسيج الاجتماعي من أجل القفز على السلطة. رصدنا في البداية المستفيد من حالة التمزق الذي يشهدها المجتمع، من الذي لديه رغبة في استمرار هذه الحالة وتزكيتها وإشعالها وكلما تخبو جذوة الفتنة يوقدها نارا ويشعلها، أدركنا أخيرا أن هناك مستفيدا من تزكية هذا الصراع.

٭ من المستفيد؟

٭ اعتقد أن السلطة القائمة هي المستفيدة من تزكية هذا الصراع الداخلي وتمزيق النسيج الاجتماعي، تارة باتهامات لا أساس لها من الصحة، بدأوا يشقوا صفوف قادة المعارضة المدنية البعيدة حتى عن الجماعات الدينية، بتوزيع اتهامات، من نوعية هؤلاء خلايا نائمة للإخوان، واتهام آخرين بأنهم يعملون ضد الدولة، والحديث عن مؤامرة كونية واتهام آخرين بأنهم يعلمون لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، الهدف منها اضعاف المجتمع المصري، ويمثل أخطر شيء على أي دولة تواجه تحديات.

تضييق على مرشحي الرئاسة

٭ الفريق عنان أعلن ترشحه متأخرا، فهل كان الهدف تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية، أم أنه كان ينوي الترشح بشكل فعلي؟

٭ الظروف السياسية وحالة التربص بأي مرشح، تجعل التأخر في إعلان الترشح له مبرره، ورأينا رد فعل السلطة على كل شخص كان يعلن أو حتى يلمح لنيته بالترشح، ولنا شواهد سواء مع العقيد أحمد قنصوة، أو الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق، أو محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية الذي منع حتى من إقامة مؤتمر صحافي لإعلان ترشحه، بتعليمات أمنية للفنادق لمنعه من الخطوة، وبالتالي، كان هناك تضييق على المرشحين وملاحقتهم، ولذا كنا حريصين على تقليل الفترة الزمنية، حتى لا ينال الفريق سامي ما ناله الفريق أحمد شفيق وباقي المرشحين، الغريب في الأمر أن حتى الفريق سامي عنان لم يقل إنه ترشح، بل قال إنه يعزم على إعلان ترشحه فور استكمال الإجراءات القانونية التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات، وبالتالي هو لم يتخذ أي إجراء تحضيري قبل أن يستوفي الإجراءات الشكلية.

٭ كنت قريبا من القوى المدنية خلال الفترة الماضية، لماذا اخترت صف الفريق سامي عنان، ولم تختر دعم خالد علي؟

 

٭ علاقتي بخالد علي طيبة جدا، وهو يعلم مكانته لدي، ولكن كانت رؤيتي أنا والدكتور حازم حسني، أن الظرف الراهن يستدعي وجود مزيج بين النخبة المدنية وأركان الدولة العميقة، لأن مما لا شك فيه أن ما أجهض هدف ثورة 25 يناير، من وصول السلطة للتداول، بعيدا عن محاولات الدولة العميقة، وأجهضت كل هذه المحاولات، أن الرئيس الأسبق محمد مرسي، لم يستطع أن يحقق المعادلة المطلوبة من وصول السلطة إلى ما تصبو إليه، وكنا شهودا على عملية الإفشال، وما حدث.
قولنا إن هذه الدولة العميقة موجودة وقائمة، وبالتالي لا بد من التدرج للوصول للحكم المدني، وهذا أقرب إلى طبيعة التعامل مع المصريين، فإذا كنت تريد النجاح في عملية سياسية، فلا بد أن تتعامل مع كافة شرائح المجتمع، وهناك شريحة كبيرة ثقتها كاملة في من يأتي من المؤسسة العسكرية أو من دولاب الدولة العميقة، ولابد ألا نغفل احتياجهم النفسي في أن الانتقال السلس والسلمي عبر الصناديق يكون من خلال طمأنة أكبر شريحة ممكنة من المصريين ممن تربوا في ظل نظام مبارك لمدة 30 سنة، وشريحة الحزب الوطني وماكينة انتخاباتهم، وبالتالي كان لا بد من اختيار شخصية من داخل دولاب هذه الدولة وخدم مع مبارك لسنوات طويلة.

٭ الفريق عنان أحد أعضاء المجلس العسكري في الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير، وبالتالي يتحمل ضمن أعضاء المجلس أخطاء هذه المرحلة، فماذا رأيتم في عنان ما يجعله بالنسبة لكم مختلفا عن السيسي وهو ابن المؤسسة نفسها؟

٭ مع احترامي لجميع قيادات القوات المسلحة، هو مختلف عن الرئيس الحالي، هو ذو ثقافة عالية، يعرف الواقع المصري معرفة جيدة، يعرف ثقافة احتواء التباينات والاختلافات السياسية، لا يحمل جمودا فكريا ولا سياسيا يجعله يصل إلى نقطة إن لم تكن معي فأنت ضدي، يدرك تماما أن الحكم الرشيد، هو النجاح في احتواء التباينات الفكرية والثقافية والإيديولوجية والعقائدية التي يموج بها أي مجتمع صحي، فالظاهرة المرضية هي أن نتحول جميعا إلى رجل واحد وصوت واحد، لذا فهو رغم أنه كان ابن المؤسسة العسكرية وأحد قادتها الذين تولوا السلطة في المرحلة الانتقالية، إلا أنه صاحب فكر ورؤية، وهذا ما جلعنا نضع أيدينا معه، لم نكن لنضع يدنا مع شخص لا نثق في أنه سيؤدي إلى تغيير حقيقي ملموس ينشده الشعب المصري.

اعتقال الفريق والفساد

٭ هل تواصلت مع الفريق عنان بعد القبض عليه؟

٭ سامي عنان قبض عليه أثناء توجهه لمكتبه، اعترضته سيارات بأشخاص ملثمة واقتادوه لجهات غير معلومة، وتلقيت اتصالا من نجله سمير الذي أخبرني أن والده يمثل أمام المدعي العام العسكري، فتوجهت إلى هناك ووجدت سمير خارج المبنى، وعندما سألته لماذا لم تدخل لرؤية والدك، قال لي إنهم يرفضون دخول أي أحد.

٭ لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كذبت تصريحك الخاص بأن تكلفة الفساد في مصر خلال 3 سنوات بلغت 600 مليار جنيه، فما ردك؟

٭ هذه اللجنة شكلها السيسي برئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية، وهذه اللجنة معيبة منذ نشأتها، فهي لجنة شكلت ممن صدرت بحقهم تقارير رصدت تجاوزاتهم، فاللجنة هي خصم وحكم.

٭ هل أنت متمسك بهذا التصريح حتى الآن؟

٭ أنا متمسك بهذا التصريح، بل قلت إن هذه الدراسة تحدثت عن أن تكلفة الفساد بلغت 600 مليار جنيه في 14 قطاعا فقط وليس في كل قطاعات الدولة.

٭ أقمت طعنا على عزلك من منصبك كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات، إلى أين وصل الأمر في القضاء؟

٭ القضية منظورة أمام المحكمة الإدارية العليا وكان محددا لها للمرافعة، جلسة السبت 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، وحال الاعتداء علي دون حضور الجلسة.

٭ دائما توجه لك اتهامات تتعلق بارتباطك بجماعة الإخوان؟

٭ السلطة تمكنت من شيطنة جماعة الإخوان في المجتمع المصري وجعلها فزاعة لتخويف المصريين، للدرجة التي بات أي شخص تنسب له تهمة أنه إخوان يصبح مجرما يجب التخلص منه والقضاء عليه، ونجحت وسائل الإعلام في ذلك الأمر، وكلنا نعرف من يسيطر على الإعلام في مصر، من أجهزة استخبارات وأجهزة أمنية توزع اسكربيت على البرامج، والمسائل كلها لا تخرج عن منظومة تجري إدارتها لتزييف الوعي العام، ما حدث في أعقاب ثورة 25 يناير، من سيطرة هذه الأجهزة على وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة، تهدف إلى قلب الحقائق.

٭ كنت أحد أعمدة تيار استقلال القضاء قبل 25 يناير، كيف ترى أمر القضاء الآن؟

٭ تم الإجهاز على فكرة استقلال القضاء، هناك كثير من القضاة الشرفاء، لكن

المنظومة هي المعيبة، أنا على علاقة مع تيار استقلال القضاة وهم في أشد الاستياء والحزن من الأداء العام داخل منظومة العدالة، ولم نكن نتمنى أن تصل منظومة العدالة إلى هذا المستوى، كان أملنا رفعة القضاء وتمكينه من أداء رسالته لأن هذه رسالة وليست وظيفة، أنا لا أعمل عند رئيس الجمهورية، هذه رسالة حملها الله للقضاء لأن من صفاته الحق والعدل، وما يحدث الآن يخالف الأعراف القضائية.

شاهد أيضاً

البيئة الكندية

توقعات الأرصاد الجوية بأول تساقط للثلوج في تورونتو الكبرى

الأهرام الكندي .. تورنتو أعلنت الأرصاد الجوية توقعاتها حول أن الأسبوع الأول من ديسمبر سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.