بقلم/ وليد وصفي
لم أكن قد أكملت عامي ال18 وقت اندلاع تظاهرات ال25 من يناير 2011 والحقيقة أنني لم أشارك بها إذ أنني كغيري من الملايين اللذين تربوا على اللاوعي والجهل السياسي والثقة في كل ما تقوله وتفعله الحكومة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك
ونظرا لحياتنا في الصعيد وابتعادنا عن زحمة وضوضاء العاصمة جعل سماعنا بتلك الأحداث تهدد أماننا وتثير قلقنا وتهز كل أرجاء الصعيد إذ أن كل أحلامنا وآمالنا البسيطة هو أن يمر يومنا بسلام نأكل ونشرب ونذهب لعملنا ومدارسنا ونرجع نجتمع في منازلنا وسط عائلاتنا
في البداية اعتقدت انها مجرد موجه من الغضب والكبت الشعبي والتي سرعان ما تنتهي إذ أنني لم أسمع عن مثل تلك التظاهرات منذ إدراكي بما يدور حولي ولكن كان ظني خاطئ فقد مر ثلاثة أيام ولم تنتهي وفي اليوم الرابع يوم ال28 وبعد صلاة الجمعة جلست مع عائلتي لأتابع الأحداث على التلفاز وقد اشتدت الأجواء واشتبكت الشرطة والمتظاهرين وبدأنا نسمع عن سقوط قتلى وازدادت الأعداد وصارت بالمئات
إمتدت التظاهرات إلى الكثير من الميادين في كل المحافظات المصرية وبعد أن كانت المطالب بتغيير الحكومة ورحيل وزير الداخلية أصبحت المطالبة برحيل نظام مبارك بأكمله
وفي 11 فبراير أعلن اللواء عمر سليمان نائب الرئيس في بيان أذاعه التلفزيون المصري تنحي مبارك عن الحكم وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد
كنت حينها أقف أمام التلفاز أنتظر البيان وحينما عرض لم أستطع أن أمنع دموعي عن التعبير بما يدور في داخلي جهة البلد وجهة الأوضاع الأمنية بعد ذلك
بالفعل هانحن بعد مرور 8 سنوات وأوضاعنا تسوء يوما بعد يوم ونسينا وتناسينا كل قضايانا وأصبحنا نتصارع ونتجادل عن ان 25 يناير ثورة شعب أم نكسة وطن؟ عيد الشرطة أم عيد الثورة؟ وفي الحقيقة لقد قدم الجميع شهداءا للحرية على مدار السنوات الماضية سواء من الشرطة أو من المدنيين ومن وجهة نظري إننا لا نستطيع أن نجمع بين عيد الشرطة وعيد الثورة ضد سياسات الشرطة بل من الممكن أن يكون يوم ال25 عيدا للشرطة وال28 عيدا للثورة لأنه اليوم الذي سقط فيه الشهداء مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة