محفوظ ناثان :
دخل وبهدوء تام لحضور الصلاة في إحدى الكنائس وهنأ الجميع بالعيد ثم انصرف بسلام وكان أحداً لم يشعر به. ذلك هو الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين “
لم يتم الهتاف ولا التصفيق الحار لانه وبكل بساطة تم المشهد كله في دور عبادة ومكان مقدس، والكل يعي جيداً ذلك لأنهم يرفعون الصلوات لمن هو أهم من أب إنسان مهما عظمت قوته ومهما امتد سلطانه.
تلك هي الشعوب الناضجة فكرياً يعرفون أن لكل مقامٍ مقال وأن دور العبادة لا يليق بها التصفيق والهتاف لانه لابد وان ينشغل الناس بالصلاة والصلاة فقط.
ولكن المشهد المحزن والسيناريو الأكثر إلاماً
هو عند وصول الرئيس المصري لافتتاح كاتدارئية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة التي تبعد عن القاهرة الجديدة 45 كم.
والذي كان قد وعد بإنشائها منذ عام
حتى قام جموع المصلين بالتصفيق الحار والهتاف والمصافحة ورش الورود ،
وترك الجميع الصلاة وتفرغوا لتمجيد الرئيس مع كامل احترامنا له ولكن الامر لا يتعلق به بل بالشعب الذي ترك الخالق وتفرغوا لتمجيد المخلوق .
هل في دور العبادة تحدث مثل هذه الممارسات ؟!
هل يتم التصفيق والهتاف والمصافحة وإيقاف الصلوات والتفرغ للتبجيل والتمجيد؟!
هذا ومع ان دماء شهداء كنيسة مارمينا بحلوان ، ودماء شهدائنا في سيناء لم تجف بعد . وجراحات الوطن لم تلتأم والحداد لايزال قائماً .
هل تليق مثل تلك المماراسات بدور العبادة .؟!
الا يمثلوا هؤلاء بتصرفاتهم تلك حجر عثرة امام من يتطلعون الى غد افضل ومستقبل مشرق وفكر مستنير له رؤى واضحة . يستطيع ان يدرك الأمور ويضعها في نصابها بدلاً من يعثر ويعوق الذين يريدون التقدم سواء من النواحي الروحية او غيرها
أستطيع ان أجزم انه لو ظل الرئيس لوقت متأخر لاستمر الناس في الهتاف والتصفيق الحار دون اعتبار لقدسية المكان وايضاً لانقطعت الصلوات حتى يكمل الرئيس مهامه.
ما هذه الافكار وما تلك العقليات ؟!
أبهذا سترتقي امتنا ويعلو وطننا ؟!
اننا نحتاج الى عشرات السنين حتى نعي ونفهم جيداً ما هو لنا وما هو علينا؟
بدلاً من ان نكون حجر عثرة امام الجميع لما لا نكون مصدراً لإلهامهم؟!
بماذا يمكن ان نصف هؤلاء ؟!
هل هم حجرة عثرة في سبيل التقدم، ام ماذا ؟