بقلم: عبداللطيف مشرف.
وقعت أراضى الشعوب العربي ما بين استعمار وسيادة وحماية، فكلها من اشكال الاستعمار ، ولكنها بطرق مختلفة، لكن فى النهاية هى قتل أراداة الشعوب، وسرقة ثرواتها، وتعطيل مصيرها فى تحقيق حق تقرير المصير، إلي أن خرج الاستعمارمن أراضى العرب، فيما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وخرجت قواته أمام الجميع وأعلن استقلال الدول العربية المستعمرة، بشكل علنى.
ولكن الحقيقة ظل الاستعمار موجود بيننا إلي الأن، لأنه يدرك معنى الشرق وثرواته، فخرج بمعداته ولكن ظل بفكره وبخبثه إلى الأن بيننا، فخرج ووضع السلطة فى يد مخلصينه من أبناء العرب شكلياً، ولكن فعلياً يدير هذه السلطة إلى الأن، بمبدأ “نحن لا نحكم الشعوب ولكن نحكم من يحكم الشعوب” وظل يختلق المشاكل إلي الأن حتى، يجد الفرصة للسيطرة على الشعوب والتحكم فى سياستها، ولا يحرج رجاله المخلصين أمام شعوبهم، فيضع الأزمة وقت ما يشاء، ويعمل علي حلها وقت ما يشاء، ويظل مسيطر بشكل فعلى علي الثروات والأفكار.
فكانت من نتائج الاستعمار:
– زرع النعرات المحلية فى أبناء الشعوب، فظهرت النعرة الفرعونية لدى المصريين، والفينقيه لدى لبنا وسوريا، والسومرية لدى العراقيين، ليقتل بينهم مفهوم الأمة.
– جعل لغته هى لغة التعليم وبل فرضها بالأجبار كالفرنسيين في دول شمال إفريقيا ” المغرب – تونس – الجزائر”، وذلك ليفصلها عن هويتها الإسلامية وعروبتها.
– وصول عائلات إلي الحكم، تكون ولائها للاستعمار، وولائها الأول والأخير له، وربط مصيرها بولائها، وخلق قضايا الحدود الوهمية وقسمها بطريقة دوما تحدث صراع.
– زرع الفتنة الطائفية بين الشعوب، المسلميين والمسيحيين فى مصر، والسنة الشيعة في العراق وسوريا، والدروز والموارنة فى لبنان، حتي تظل المنطقة منطقة صراع دينى طائفي، ولا يلتفت أبناء هذه الشعوب لتنميته ومحو أثار الأستعمار.
– عمل على أيجاد أنظمة سياسية مختلفة فى منطقة الشرق، ما بين الجمهورية والملكية، حتى لاتتفق أبدا فيما بينها، ويظل الشك هو المبدأ الوحيد بين هذه الأنظمة، فتضيع مصالح الشعوب في صراعاتهم التى لا تنتهي.
– خلق العديد من أشكال التعليم والثقافة، حتي يحدث أزدواجية فى التعليم والثقافة، فلا ينجح شباب الوطن الواحد أن يلتقى ويوحد أفكاره، فهذا تعليم عام، وهذا خاص، وهذا اجنبي، وهذا أزهرى، فالأفكار مختلفة، فيظل الأختلاف بينهم، والغرور والقتال من أجل فكره هو الأفضل، فيضيع تعليم وطاقة هؤلاء، في أشياء لا تثمن ولا تغنى، ويضيع على الأوطان ثمرة فكر هؤلاء وطاقاتهم، فيظهر الصراع والتخلف والجهل بينهم، فتتعطل تنمية المجتمع في صراع وهمى، يظهرأنه علمى وثقافى لكنه جهل حقيقى بالمعنى، وينزف عقول هؤلاء وتفوقهم فيما بين هجرة لحال أفضل، أو بطالة تقتل ذاته، أو قمع وديكتاورية تحوله لمريض نفسى.
– تقطيع العالم العربي والإسلامي إلى دويلات صغيرة وأقاليم.
– إلغاء الخلافة الإسلامية والدعوة إلى العلمانية بفصل الدين عن الدولة، زاعمين أن النهضة منوطة بالتجرد من الدين.
– سلب الدين: وهو إبعاد الناس عن دينهم، وكان هذا جراء تسليم المستعمرين السلطة لمن تأثر بهم من أهل البلاد، مما سبب قيام الثورات العسكرية في بلاد الإسلام (مصر الجزائر الشام)، وتدعو الثورات تلك إلى الاشتراكية أو العلمانية، ولم نجد ثورة تدعو إلى الحكم بكتاب الله، وهذا السلب الديني يتمثل في أشياء كثيرة منها الإفراط بالدعوة إلى حرية المرأة ومنها الحرية المطلقة منذ الطفولة والمراهقة، الغزو الفكري، التهاون في الأخذ بالإسلام…. وغير ذلك.
– زراعة الفرقة بين المسلمين من خلال إشعال فتيل الأحزاب والطوائف والعنصريات والقوميات والمذاهب الدينية، مما أوجد حزازات بين المسلمين فيما بينهم.
– الاستبداد بالأموال والثروات.
– التخلف عن مسايرة الركب التطوري والرقي الحضاري.
– زرع الأنظمة العسكرية التي لا تعني بالدين ولم تلتزم بالقانون، وقد تميز حكمها بالاستبداد والضعف الاقتصادي.
– هدم القيم والأخلاق، وإشاعة الرذيلة والفحش في المجتمعات الإسلامية.
وهذه بعض أقوال قادتهم لتأكد النتائج السابقة:
لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود ، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود
[راندولف تشرشل]
كان قادتنا يخوفننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل تلك المخاوف.. كانوا يخوفنا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني الأصفر، والخطر البلشفي.. لكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا، والبلاشفة الشيوعيون حلفاؤنا، أما اليابانيون، فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم. لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام، وفي قدرته على التوسع والاخضاع، وفي حيويته المدهشة.لورانس براون.
في كتابه “العالم العربي المعاصر”: إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب الإسلام. يجب محاربة الإسلام، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية.مورو بيرجر.
لما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب الإنكليز بعنف على كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقلال تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول الإسلامية مرة أخرى وتهجم على الغرب. فأجاب كرزون: (( لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة. فصفق النواب الإنكليز كلهم وسكتت المعارضة )) .
[كرزون وزير خارجية إنكلترا]
إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحوّل بالتبشير اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية.القس سيمون.
إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنةً على العالم وخطراً، أو أمكن أن يصبحوا أيضاً نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين، فإنهم يظلون حينئذ بلا وزن ولا تأثير… يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين، ليبقوا بلا قوة ولا تأثير.
“ما دام هذا القرآن موجود في أيدي المسلمينفلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق””القائل :جلادستون ، رئيس وزراء بريطانيا سابقاً “
قال لويس التاسع ملك فرنسا الذي أسر في دار ابن لقمان بالمنصورة في وثيقة محفوظة في دار الوثائق القومية في باريس:إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال الحرب وإنما باتباع ما يلي: ـ إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين ـ عدم تمكين البلاد العربية والإسلاميه أن يقوم فيها حكم صالح ـ إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة ـ الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه ـ العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة ـ العمل على قيام دولة غربية في المنطقة العربية تمتد لتصل إلى الغرب
“إننا كنا نعتبر أنفسنا سور أوروبا الذي كان يقف في وجه زحف إسلامي يقوم به الجزائريون وإخوانهم من المسلمين عبر المتوسط ليستعيدوا الأندلس التي فقدوها، وليدخلوا معنا في قلب فرنسا بمعركة بواتييه جديدة ينتصرون فيها ويكتسحون أوروبا الواهنة ويكملون ما كانوا قد عزموا عليه أثناء حلم الأمويين بتحويل المتوسط إلى بحيرة إسلامية خالصة من أجل ذلك كنا نحارب في
الجزائر””القائل :من محاضرة عنوانها لماذا نحاول البقاء في الجزائر”