أخيرا تخلصت منك ..اغتسلت وتطهرت من آثار عطرك بجلدي .. من قيد حضنك لتفاصيلي ..دعكت جدار روحي وأعتاب نبضي من علامات قدومك متسللا كل مساء إلى مدن اليقظة وحوانيت الشغف وسرير القلق والمسرة ..
أخيرا تخلصت منك ..قصصت شعري الذي عقدته لي .. محوت اسمك المنقوش بظهري كتعويذة لا فكاك منها ..حتى أظافري التى لونتها لي ذات مرح نزعتها حين تعلمت كيف تفتش عنك بين السطور وكيف أتقنت سرقة ملامحك خلسة من كل الصور..مزقت كل الحروف التى عنك بوحت بها على الأرصفة وبين الأصحاب.. تخلصت منك ..من وخز صوتك في صخبي ..من مطاردة مشاغاباتك السعيدة لمحاولاتي الجادة والفاشلة كلها ..تخلصت من وهمي وهمي بك ..من ولعي فيك ..من سقمي وخيبتي وحنيني إليك ..
تخلصت منك وأنت اللعنة الطاعنة في خصري بالوشم المستحيل ..
تخلصت منك..والآن فلحت حين سكبت دمك من وريدي وتجرعته جرعة واحدة ..شهقة شهقة..نبضة نبضة .. فصرت شتات موت ..حين جففت دمي الهارب عن عشقي لخمرك وهذيك غير المرتب .. إذ صرت صراخا فقد النطق وأنك أنت بعينك جنيّ المباغتات المربكة ولعنة الترقب الشهي..