بقلم . شحات عثمان كاتب و محام
قال تعالي :
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ .صدق الله العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق . صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
هذا ديننا الاسلامي وهذا ما تألفه النفوس البشرية السليمة الخالية من دنّسْ ورواسب الأفكار الشيطانية .
أن ما نراه بأعيننا فى بقعة من بقاع الكرة الأرضية من قتل وسفك دماء على يد أخرين ينّدي له جبين الانسانية جمعاء ، و عندما يكون القتل وسفك الدماء المقدسة من عند رب البرية على يد الأقارب من الدرجات الأولى والثانية هنا الطآمة الكبري وأبشع الجرائم المرتكبة ولا ريب فى ذلك فقد أقترن القاتل والمقتول فى صورة مجسمة تصبح منقوشة فى جدارية الشر الإنساني.
أخ يقتل أخاه وأب يقتل أبنه وأبن يقتل أمه وأبناء العمومة والخوال يقتلون بعضهم البعض ،ناهيكم عن عادات الثأر التي تتجاوز حدود العين المتسببة الى نفوس الأخرين ، إنها علامات أخر الزمان التى لم يكن للعقل البشري تخيل وقوعها أو حدوثها يوماً من الأيام .
الجهل وانعدام الضمير والطمع والتخلف والعصبية المقيتة والغباء المجتمعي وعدم وجود الرادع القانوني والأخلاقي مُسببات لا تخفي على عاقل فى الوصول إلى هذا الحال ،ولكن ما هى الخطوات الفعلية التى تم البدء فيها على أرض الواقع للقضاء علي تلك الظواهر الاجتماعية السلبية ؟
إجابة التساؤل وفك رموز إشارة الأستفهام معروفة سلفاً بإنه لا يوجد أى خطوة فعلية تجاة الخروج من بوتقة الظاهرة رغم تواجد الكثير من القواعد التى يمكن أستغلالها فى إطلاق أشارة البدء والبناء عليها مهما طال المشوار .
العسيرات وغيرها من القري والمراكز المصرية مثال صارخ على التردي الأخلاقي والفكري السلبي والإيماني ، رغم وجود قامات علمية وثقافيه منطوية على نفسها لا طائل من وراء علمها سوي المثاليات فى الفكر على الأوراق دون تأثير فعلي فى الوسط المحيط بها .
هالني وأرعب تفكيري ثلاث أخبار فى مدة زمنية لا تتجاوز شهر قتل أخ لإخية لنزاع على قطعة أرض وقتل أب لفلذة كبده الذى لم يتجاوز الحادية عشر من عمره تحت ستار العقاب والتأديب وقتل نفس بشرية خارج حدود القانون فى عادات ثأريه منبوذة ودائرة مفرغة لن ولم تقفل حلقاتها .
متي نفيق من غفوة الضمير ومتى نعلم أن النفس البشرية أغلى وأرفع وأسمي من دنس الدنيا ورواسب الفكر الهدام ؟
سؤال لا يبدو له مؤشرات فى الأفق القريب طالما استمرت المثاليه على الأوراق وخلف الشاشات الذكية دون تأثير وإنصهار فى المجتمعات .
قابيل وهابيل ولدي أدم عليه السلام لم تنتهي واقعتهم فهي تاريخ يتكرر وواقع أشد إيلاما ولم تترك شعائرنا السماوية وسنن الأنبياء عليهم السلام بعدهم لنا أى أعذار نتحاجج بها أمام القهار عند العرض والحساب ولسنا بحاجة لغراب يبحث فى الأرض ليعلمنا كيف نواري سؤاتنا فقد أصبحنا نجيد دفن الأجساد ببراعة منقطعة النظير بعد أن يمزقها طبيب شرعي ليكتب تقريرا يبين فيه سبب ضياع الإنسانية