الثلاثاء , يوليو 16 2024
Amal farag
أمل فرج

لو أنني إنسان ..

بقلم / أمل فرج
عذرا أخي الإنسان ، سامحني ؛ فقد شربت نخب سعادة الأعداء على أشلائك ، ورقصت معهم فوق جثث أطفالك ، واعتدت أن يرقص العالم القذر في أنهار دمائك ، دون أن أصرخ ، أو أتكلم ، أو أن أدعو الله أن يبدل حالك ، وأن ينصرك على أعدائك ..
أخي الإنسان في بورما ، لقد صمت طويلا مع الصامتين ، ولكني أرفع اليوم عن نفسي وزرصمت العالم أجمع ، والعالم العربي والإسلامي ـ خاصة ـ أمام ما يحدث على مسرح العار والخزي في بورما ، في مشهد مستمر يشهده جمهور العالم أجمع ، وفي ذلك أدين بعنف وقسوة الإعلام العربي ـ خاصة ـ على اختلاف أنواعه ووسائله ، الذي قرر الصمت الرهيب طويلاعلى قضية إبادة مسلمي بورما وأهلها على مدار كل هذا الأمد ، ولازال العار العربي بطل المشهد ، ولكن لماذا يصر العالم على الصمت في قضية إبادة بورما وتعذيب أهلها والتمثيل بجثامينهم ؟!
قد يبدو السؤال ساذجا ، ولكن لم أكن أتمنى أن تزداد سذاجة السؤال حين أتساءل به عن أمر العرب ، والمسلمين ـ تحديدا ـ ولكنه وإن لم يلقَ إجابة إلا أنه يبدو جليا أمر التعتيم المتعمد على أمر الاتفاق على هذه الجريمة ، إنه العار الذي سيظل يلاحق العرب والعالم الإسلامي ، والحقوقيين، الذين يتشدقون بالدفاع عن حقوق الإنسان وقتما شاءوا ـ فقط ـ أو وقتما أُمروا .. وفي كل الأحوال ليس القلم هنا للإشارة إلى قضية بورما ، ولا لإدانة الخذلان العربي و الدولي المتوقع والطبيعي فقط ، ولا لاستحثاث الإنسانية والضمير الإنساني الموءود ، قدرما هو لتبرأة الذمة أمام الله ، إنها المسئولية أمام شعب مستضعف ، يضرب به المثل فيما تعرض للتنكيل وفنون التعذيب ، خاصة وأن الوزر الآن قد أصبح عاما في ظل هذا الإجماع على الخرس واختيار الهزيمة دائما في مثل هذا النوع من القضايا ، وأنوه للجميع بأن الوزر يمتد لكل عربي مسلم بالتحديد، وإننا جميعا لمسئولون أمام الله ، وعلينا أن نرفع الوزر ولو بالدعاء لهم ، علينا ألا نغفل دورنا ؛ فالأمر ليس هينا عند الله ، وكم راودتني نفسي بأوهام المنى لو أن تدخل مسئول واحد من أولي الأمر ، ولو بكلمة إدانة واحدة ، أو قرار واحد في هذا الشأن ؛ ليرفع عنا جميعا عبءمثل هذا الوزر ، كان هذا الواجب هو فرض الكفاية ، أما الآن ، وفي هذا الوضع الراهن فهو فرض عين يلزمنا جميعا بتحمل المسئولية ولو بالدعاء ، وكل قدرما تستطيع أن تفعل يمينه ، أو أن نتحمل جميعا عقاب هذا الجرم .. اللهم إني أشكو إليك ضعف همتي ، وقلة حيلتي ، وأسألك اللهم أن ترد بني الإنسان للإنسانية ردا جميلا ..

 

 

 

 

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.