صدر حديثا عن دار العربي للنشر والتوزيع كتاب “أرمن مصر وفلسطين …… بعيداً عن السياسة” للدكتور ماجد عزت إسرائيل” وكتب مقدمة هذا الكتاب المؤرخ الكبير الكتور عاصم الدسوقي.
وهنا نعرض لهذا الكتاب.
يُعد الأرمن من أهم الشعوب التى تشتت فى بقاع عديدة فى العالم، ولذلك عكف كثير من الدارسين علي الاهتمام بهم وتتبع أصولهم وحياتهم فى المهاجر فى شتى مناحى الحياة، وأيضًا التطور الذي عاشته بلادهم عبر عصورها التاريخية؛ إذ تميز طابع أرمينيا بالكر والفر نتيجة لطبيعة البيئة الجغرافية الطاردة للسكان، والصراع بين الأمم عليها، ولذلك منذ بداية الخليقة وحتى القرن الخامس الميلادى، لم يكن لديهم تاريخ مكتوب بلغتهم ذات الأحرف الأرمنية، لأنهم لم يعرفوا الأبجدية الأرمنية إلا فى القرن الخامس الميلادى.
ومنذ أن عرفت أرمينيا المسيحية فى عام 301م وهى الديانة الرسمية فى البلاد أى قبل صدور مرسوم ميلانو الصادر فى عام 313م، من قبل الأمبراطور قسطنطين الأول وبفضل الكنيسة الأرمنية تمكن الأرمن فى الشتات وبلاد المهجر من التواصل العرقى والمحافظة على لغتهم وتراثهم وثقافتهم وعاداتهم
تقاليدهم.
تعرض الأرمن للعديد من المذابح منها المذابح الحميدية وهى التى حدثت ما بين (1894-1896م) تحت إشراف السلطان عبد الحميد الثانى(1876-1909م)، وتحت حكم الاتحاديين (1919-1923م) وقعت مذبحة “أضنة” عام 1909م وهى التي راح ضحيتها نحو 20 ألف أرمني،ومذابح الإبادة العرقية التى وقعت أثناء الحرب العالمية الأولى وبالتحديد ما بين (1915-1917م).
ومنذ تولى محمد على باشا ولاية مصر عام 1805م،شهدت البلاد تغيراً فى النظم السياسية والإدارية
والاقتصادية،ولذلك فتحت مصر أبوابها لكل الأرمن المهاجرون والنازحون واللاجئون والفارون من نيل الأعداء والاضطهاد الديني الذي تعرضوا له على يد العثمانيين، وبين عشية وضحاها أصبح الأرمن من أهم الجاليات غير الإسلامية تقلداً للمناصب السيادية بالدولة، فاحتلت عائلة بوغوص مكاناً بارزاً فى الإدارة والسياسة المصرية طوال القرن التاسع عشر،فكانت نظارة (وزارة)الخارجية احتكاراً أرمنياً.
وقد احتفل العالم فى عام 2015م بمرور مائة عام ؛على المذابح الأرمينية التى حدثت في تركيا فى إبريل 1915م، وتوج الأرمن فرحتهم باعتراف كثير من دول العالم بقضيتهم.
وقد قمت بتقسيم الكتاب إلى جزئين: الجزء الأول وينقسم هذا الجزء إلى فصلين، وخاتمة، ويستعرض الفصل الأول “الجالية الأرمينية والنشاط الاقتصادى فى مصر فى القرن التاسع عشر”
أما الفصل الثانى “الحياة الدينية للجالية الأرمينية فى مصر”،فيرصد الحالة الدينية لأرمينيا قبل مرسوم ميلانو 313م.
أما الجزء الثانى من الكتاب فيتناول الجالية الأرمينية بفلسطين، وبالتحديد بمدنية القدس،فقسمت هذا الجزء إلى خمسة فصول وخاتمة: يستعرض الفصل الأول”الملامح الجغرافية والتاريخية لمدينة القدس”
أما الفصل الثانى “تاريخ مدينة القدس”ويخصص الفصل الثالث” للجذور التاريخية للجالية الأرمنية بمدينة القدس” ويستعرض الفصل الرابع “ممتلكات الجالية الارمنية بمدينة القدس” ويتناول الفصل الخامس” النشاط الاقتصادي والثقافي للجالية الأرمنية في مدينة القدس”