الإثنين , ديسمبر 23 2024

ماجدة سيدهم تكتب : ” حبل غسيل “

لانجيري..

1.. (حبل غسيل )

كثيرا ماتشغلني سلوكيات راسخة اعتادناها و لا أجد لها تفسيرا (لأ لها تفسير ) ومنتشرة بأغلب الأوساط الاجتماعية وليست الشعبية والمتواضعة فقط ..

هي نشر الملابس الداخلية -الرجالي خاصة- لتطل بنصوعها المزّهر من البلكونات بأول حبل غسيل على مرأى البصر ..المشهد لايسبب لنا إزعاجا لأننا آلفناه واعتدناه ..فنجد حتى ف البنايات الفاخرة تتدلي عن بلوكوناتها القطع البيضاء لاتقل ف الغالب عن 8 قطع مصفوفة ومشدودة بحنكة يليها طقم الفانلات البراقة ماشاء الله بنفس عدد البوكسرات أو السليبات أو الكلسون أو..أو (المصطلح حسب مستوى بيئة الحيّ أو المنطقة ) .. ثم ملايات السرير منشورة كأنها مأخوذة من تحت المكواة لتوها ..

..ثم تاتي فيما بعد أي شيء آخر ..

وأظن التفسير الملائم هو استعراض لأمرين ..الأول هو مدي اهتمام الست بنصوع بياض الملابس الداخلية (الغيارات ) لأ فراد أسرتها وتزهيرها كدلالة عن الشطارة والصحصحة خاصة للزوج فهو رجل البيت وعائلها ..

وأما الثاني وهو الأهم هو استعراض القوة البدنية للزوج وصحة الحياة الزوجية في الغرف الخاصة(حتى لو مقطعين بعض )..

..وهذا السلوك الاجتماعي في الموروث الشعبي هو رسالة من ست لست منشورة على حبل غسيل ..تشاهدها كل نساء الحيّ ليأتي الرد المناسب في حبل غسيل مقابل أو مجاور وذلك بنشر قطع أكثر عددا ونصوعا أزهى ..هي مباراة حريمية كيدية فكاهية بلا كلام أو تواصل لفظي ….

ويحدث في الأحياء المتواضعة والأكثر فقرا أن تتغمز النساء ويتقاولن فيما بينهن ..وقد تنشب نزاعات داخل الأسر .. على مثال ( اشمعنى .. )..

هكذا يستمر الكيد على الحبال الذي يصل دوما إلى وصلة ردح بنشر قمصان النوم الملونه والمثيرة حتى لو قطعة واحدة تتطاير مدللة في الهواء ..وياحبذا لو مشروطة بعض الشيء فلها دلاله عن شراسة الرغبات وكفاءة الأداء .. أما لو قميص النوم بلا تهرء فدلالته أن هناك عتيّ يحمل قدرا طيبا من الحنّية والرومانسة.. (ياليلة سوخة على نسوان الحتة )..

بينما هناك احتمال آخر لايستهان به الا وهو أن ليس ثمة أمر فعلي يحدث بالغرف الخاصة والأمر كله محض قطع داخلية تتطاير لكن مفعولها أكيد ..

لذا كثيرا ما يصل الأمر بين الجارات إلى عراك في أول فرصة تحفيزية للانتقام من أكثرهن استفزازا

وكذا خشية سرقة إحداهن أو ملاغاة إحداهن لزوج أخرى ..

تلك هي ثقافة ومفهوم متداول بين الأجيال حتى في أفخم البنايات ولا علاقة لها بمستوى تعليمي بقدر ماتقاس بمقدار الوعي والثقة بالنفس والنظرة الأكثر نضجا وتحضرا تجاه الجسد والأسرة والعلاقة الحميمية والحياة برمتها ..

سؤال..متى يلتفت المثقفون و الإعلام والدراما وكافة المؤسسات المعنية بنهضة المجتمع خاصة بين النساء في الاوساط المتواضعة لنشر السلوك الأكثر تحضرا والأكثر وعيا وفهما نشدانا للخروج من مأزق متوارث شديد التردي ..

وللحبل بقية ..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.