الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
المهندس نادر صبحى

عفواً العبث بسلطان الحلّ والربط سيفقد الشعب الثقة فى السلطان الكنسى

بقلم المهندس / نادر صبحى سليمان
قرأت قصة تحت عنوان “عايزة أتناول” حكايات ايمانِية معاصرة “5” سوف اروى اليكم هذة القصة اولا من ثم نناقش هذا الموضوع “عايزةِ اتناِول” هى سيدة فقيرة وصلت الى كنيسة الانبا انطونيوس بشبرا متأخرة فمنعها ابونا من التناول لعدم حضورها القداس من البداية و جلست السيدة فى احد اركان الكنيسة تبكى حتى نامت 

وبعد مدة استيقظت من نومها فوجدت قداساً اخر و مجموعة من الكهنة تصلى و ليس فى الكنيسة اى فرد من الشعب فأسرعت ببساطة الى حجرة المناولة

وسألت احد الكهنة الموجودين فى الهيكل ” هل يمكن ان اتناول” فأجاب: “نعم” و حضرت القداس و فى نهايتة تناولت من الاسرار المقدسة وحدها مع الكهنة الذين صلوا القداس و بعد انتهاءة حرجت فرحانة جداً فوجدت ابواب الكنيسة مغلقة ..فأخذت تطرق الباب حتى فتح لها الفراش فتعجب لوجودها داخل الكنيسة

فقالت لة “انا كنت حاضرة القداس الثانى ” فقال لها : ” لم يكن هناك غير قداس واحد ” و حضر كاهن الكنيسة ليستمع ما حدث مع هذة السيدة و فهم انها حضرت قداساً مع الاباء السواح و تأكد من الامر بنفسة خاصة عندما دخل الى الكنيسة ووجد الاوانى و المذبح الجانبى مبللاً بالماء.

من هنا نحن امام سلطان كنسى و هو سلطان الحل و الربط هذا السلطان منحة السيد المسيح للرسل، وليس لجميع الناس، و ايضاً لخلفاء الرسل من بعدهم الاساقفة و الكهنة و لكن هناط اسئلة عديدة تستحق الوقوف بصددها و الاجابة عليها و مناقشتها هل يحق لكل كاهن أن يحل أو يربط كيفما شاء ؟ كثيراً ما نسمع من بعض الكهنة أو بعض الأساقفة كلمة : ( لا حل ولا بركة لك )

وهنا نحن امام حكم لا نقاش فية والسؤال المطروح من معظم الناس ، هل يحق للكاهن أو الأسقف أن يحلّ ويربط كيفما شاء ووقت ما شاء ، وحسب تقديره الشخصى؟ 

أو حسب مزاجه الشخصي ؟، أو حسب قبوله و ارتياحة لبعض الاشخاص أو عدم ارتياحه للبعض الآخر ، كعطية نالها بوضع اليد أو الرسامة ، حسب التسلسل الرسولي و التسليم الابائى !!! وهل يحق له أن لا يغفر لأحد قد إهانه ؟

يجب ان نوضح اولا ان لا خلاف على سلطان الحل و الربط و هو قانون كنسى لابد منة من اجل التوبة و الخلاص و رغم أن السيد المسيح أعطى الكنيسة ممثلة فى الكهنة حق الربط و (الحرمان) إلا أن الكنيسة لن تقبل ابداً ان تفرط فى أبنائها فهى الشعب و مجموعة المؤمنين و كنيسة بدون شعب ليست بكنيسة وهى موجودة من أجلهم و الكنيسة لا شك أنها تغفر على الدوام ولكن التوبة ضرورية للغفران. والشخص المحروم من الكنيسة يقال عنه Anathemaied

أما الشخص المبعد من الكنيسة فيقال عنه Excommunicated أما الكاهن الذى يسقط من درجته الكهنوتية فيها عنه Depsed والقطع من الكهنوت يسمى Depoces هذا غير إيقاف الكاهن نذكر كل هذه التعبيرات ، لكى نفرق بين كل هذه الأنواع من العقوبات لأن كثير من العامة لا يعرفون غير كلمة “محروم” .. كما يحدث أحياناً أن الكاهن فى حالة غضب يصدر حكمه على أحد المؤمنين فيقول له : أنت محروم ! وذلك دون أن يحدد معنى أو نطاق هذا الحرم !! هل حرمان من التناول مثلاً ؟

أم حرمان من دخول الكنيسة ؟ أم حرمان من جماعة المؤمنين؟ 

وهل هو حرمان لمدة معينة؟ أم حرمان دائم؟ ولا يفهم الإنسان المعاقب معنى هذا الحرمان ، وربما لا يكون فى ذهن الكاهن معنى محدد لهذا الحرم !!

ولكنها مجرد كلمى صدرت فى ساعة غضب؟؟ ومن المفروض أن يعتمد الحرم على قوانين وعلى إجراءات معينة .

ولا يجوز أن تستخدم كلمة الحرم عبثاً بدون سبب كنسى يوجهها حسب القوانين الكنسية .

ولا يجوز أن تكون عامة مبهمة بدون تحديد المقصود منها ..وإلا يقع الناس فى عثرة وشك 

وقد يفقدون الثقة فى السلطان الكنسى .

والعقوبات الكنسية تختلف بإختلاف نوعية الخطية ومدى تكرارها فهى تقع على من يخطئ وعلى من يقصر فى واجباته الروحية ، وكل خطأ له وزنه وقدره وقد وضع ألأباء قاعدة قانونية هامه هى : “لا يجوز فرض عقوبتين على خطية واحدة ” ويستثنى من هذه القاعدة الهرطقة والبدعة ، وكل إنحراف عن الإيمان السليم

وعلى سبيل المثال لا الحصر أكد قداسة البابا شنودة الثالث خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية بتاريخ 5 مايو ٢٠١٠ على أن قوانين الكنيسة لا تعطى الآباء الكهنة حق التعدي على أيًا من أبناء الكنيسة بالضرب،مشددًا على أن تلك السلوكيات تسيء لصورة الكاهن وتُشعر الشعب بـ”النفور” من الكنيسة والانتماء لها، مؤكدًا في الوقت ذاته إلى أن عاقب أحد الكهنة المشهورين بالحرمان شهر من ممارسه مهامه الدينية لأنه تعدى بدنيًا على أحد المخدومين.

وايضا فى من كتابات تحت عنوان “وزنات” بقلم قداسة البابا شنودة الثالث 10فبراير  2010

قال قداستة توجد موهبه السلطة و المسئولية اى ان الانسان المسئول يجب عليه ان يتصرف و يتحلى بروح الحكمه و الفكر المدبر و ليس الكبر فقد قيل ان من يدك اطلب دمك هذه هى المسئولية فالمسئوليه ليست رئاسة و فخامة لا بل هى حساب نؤديه امام الله و لا نخجل من احد و نواجه المخطئ بخطأة و الا فالله سيحاسبنا معه على هذا الخطأ

وتكون العلاقة بين الكاهن و الرعيه علاقة ابوة و ليست رئاسه فلا تهتموا بالرئاسة ولكن اهتموا بالأبوة و ايضا من المفروض ممن يأخذ السلطة ان يستخدمها جيدا فالنسبة للكاهن يجب ان يصبح حريصا جدا فى الحل و الربط . فالله سيحاسب على الحل و الحكم الاثنين سويا .

ويجب ان نتذكر فى موضوع السلطة و الرعايه ان نتذكر كلمه السيد المسيح له المجد حينما قال : ( ها انا يا رب و الذين اعطيتهم لى عرفتهم اسمك و سأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى احببتنى بهم و اكون ايضا فيهم ) و فى هذا الصدد ايضاً يقول القديس كيرلس الكبير عامود الدين في تفسيرة لنص كلمات المسيح له المجد للرسل بتقليدهم سلطان الحِل والربط مَنْ الذي يحق له أن يغفر تعديات الخطاة التي يرتكبونها ضد الشريعة الإلهية ، إلا واضع الشريعة نفسه ؟

لذلك فهذه الكرامة التي قلدّها المخلِّص لتلاميذه إنما يجب أن تكون متوافقة مع طبيعة الله ، لذلك فقد رأى الرب أن الذين قبلوا منه الروح القدس الذي هو إله ورب ، يكون لهم أيضاً السلطان أن يغفروا ويربطوا الخطايا ، بمعنى أن الروح القدس الذي يسكن فيهم هو الذي يحل ويربط الخطايا بحسب مشيئة الله ، بالرغم من أن الفعل يتم من خلال الواسطة البشرية ] ( القديس كيرلس الكبير – تفسير إنجيل يوحنا 20: 22 )

إذن فالذي يحل ويربط هو الروح القدس ، وبحسب مشيئة الله ، والكاهن هو الأداة أو الواسطة البشرية ( مع ملاحظة أن ليس له السلطان أن يحل ويربط كيفما اتفق ووقت ما شاء ، وهذا يظهر بوضوح في صلاة تحليل الخدام التي يصليها الكاهن في بداية القداس يكونون محاللين من فم الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس ] الحلّ والربط هو سلطان مُعطى للكنيسة لتمارسه بحسب مشيئة الله وليس بمشيئة إنسان أو حسب رأيه الشخصي

أو اعتقاده الخاص ، وليس ليمارسه فرد بمفرده مستقلاً عن الكنيسة أو حسب علاقته مع الناس وقربه منهم أو خصومته مع أحد أو حتى خلافه الشخصي مع أحد و الكهنوت رسالة مقدسة لآ يجب أن تشوبها أية شائبة وعلى الأب الكاهن أن يكون قدوة لآ يتملك الشر من قلبة بل الخير والمحبة والسلآم.

ومن هنا اوجه رسالتى الى السادة الاباء الكهنة الموقرين و الذين يستغلون سر الحل و الربط عبثاً و عن دون وعى تذكروا “إن قلنا: إنه ليس لنا خطية نُضلُّ أنفسنا وليس الحق فينا” (1يو1: 8) و ايضاً تذكروا ان (الحل و الربط) سلاح ذو حدين (مت 18: 18): اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ. ” و تذكروا ايها السادة الاباء الموقرين (هو 6: 6): “إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.”

و اخيراً تذكروا جيداً (يو 8 :-3. وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً.

وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ
4. قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ.5- وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟»6-. قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ.7-. وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!»8-. ثُمَّ انْحَنَى أَيْضاً إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ.9-. وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِداً فَوَاحِداً مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ.10. فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»11-. فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.