انها لظاهرة كارثية تهدد المجتمع المصرى بل المجتمعات العربية ولكن تتجلى بشدة فى المجتمع المصرى وذلك لانه يُعد من أكثر المجتمعات حيوية . فى علم الاجتماع يقولون أن العلاقات الانسانية البشرية علاقات توازنية تكاملية أى- مثل الميزان اذ رجحت كفة ما من ذلك الميزان خفت الاخرى . وبغض النظر عن الكوارث الارهابية مدعشنة اللون والطراز والذى يصدر لنا الموت فى شكل انسان منزوع الانسانية مغسول العقل ..انسان اليكترونى بحزام ناسف ينتحر وتنتحر معه أيضَا ثقافة الحياة التى خلقنا الله عليها وطبٌع الانسان الأول عليها كما ذكرت كل الأديان وأعطاه الله منهج وثقافة الحياة حتى بعد الخطئية الاولى وثقافة الاثمار والأعمار .
وكان لكل ما هو مرتبط بالانسانية ماهو الابمثابة ارتباطًا وصلة بالله فالصلاة هى صلة لذا كان الحب صلاة والخير صلاة والانسانية صلاة ..
ومن هنا رجحت كفة الميزان فى الافتراء وصناعة الموت فى صف الانتحارى المُصدر لنا ثقافة الموت وكان من الطبيعى أن تخف كفة الميزان الاخرى وتصبح مستوردة لثقافة الموت ولمنتج مشوه مريض , هى نتاج طبيعى ولكن مرض لايمكن قبوله كمثل نتاج المرض الطبيعى عن انتشار فيروس ما . فأصبح المتضررون من تلك الصناعة والواردات المهٌلكة للجنس البشرى يتسمون بالقبول والخنوع والتقبل الكامل وعدم المقاومة –لا الحرب- ولكن المقاومة للحياة المقاومة لثقافة الحياة التى خلقنا الله عليها وأصبح الاستسلام لذلك المنتج استسلامًا منفرًا يهللون له كمثل التهليل للشهادة ولكن شتان !
الاستشهاد لأجل الوطن والعقيدة وأى مبدأ يتبناه الانسان هو من أسمى ما يكون ولكن متى ؟ عندما تفرغ همتنا من المقاومة لاجل الحياة عندما نثور لأجل الحياة ونحارب من أجل عطية الله ونعمة الحياة ,عندما نقاوم الفكرة الدلاسة بالفكرة النظيفة ,عندما نقاوم التيار المهلك بالتيار البناء ,عندما نورد لهم ايضًا منتج الحياة ..عندما نصنع جيلأ من أمل وعقول وعلم
فأى عدل على وجه المسكونة يقول اننا نستورد ثقافة الموت الداعشية ونورده لأولادنا ولأطفالنا ولاجيال قادمة بمنتهى التهليل والحب والراحة النفسية .؟؟
الاستشهاد أسمى لدى الأقباط من كل شئ عندما تأتى الساعة لانكار عقائدهم ولكن أعرف جيدًا أن هناك ما هو أسمى فى جعبتهم ! وهو تصدير ثقافة حبية فهم يعرفون أن الله هو المحبة المطلقة فى ذاتها فلماذا عوضًا عن استيراد منتج الموت من الارهاب الخسيس بكل فرح ان يصدروا له ثقافة جديدة ثقافة الحب القوى ويصدرون لاولادهم المقاومة لأجل الحياة التى نعم الله علينا بها ؟ بكل أوجه وطهر وقداسة النضال الاعنفى !
لا نطمح فى أن تخف كفة الميزان المملوكة فى قبضة يد العقلية الارهابية ولكن على الاقل ان يحدث توازن ولايكون المشهد اليمًا يظهر فى كل عَبرة من عبرات جنسى ذلك الاستسلام الخنوع الغير مبرر والمرضى ونقول عفوًا لن نأخد منتج الموت بهذا الحب والتهليل ولنعلى منتج الحياة ..
د\ماريان جرجس
الوسومد\ماريان جرجس
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …