الخميس , نوفمبر 28 2024
عبداللطيف عبدالغنى
عبداللطيف عبدالغنى

الدول العربية وقطر: “ساعة الحساب والقاضى ترامب والتهمة إرهاب”

بقلم : د: عبداللطيف مشرف
إن الإرهاب كمصطلح ظهر حديثا، هو مصطلح مطاط ولا يوجد اتفاق بين الساسة والمفكرين حول تعريف ثابت له، فهو من التعريفات التى ظهرت خلال القرن العشرين هو ومصطلح لجان حقوق الإنسان، فى وسط الثورة التكنولجيا والعلمية، وبدأت الشعوب النامية تنضج عقول أبنائه وتدرك أهمية بلادها وثروتها، وكيف يتحكم فيها الغرب ويحتلها احتلال مباشر، بدأ الغرب يتحايل على هذه الأمور ويجمل شكل الحكام الذي يتولى زمامهم أمام شعوبهم، ويجد فرصة سانحة ولا أحد يستطيع أن يتهم هؤلاء العملاء بالخيانة وفقدان الثروات وتحكم الغرب، فعمل على تجميلهم ، بأحداث تلك التعريفات والمسميات، ليجد الفرصة سانحة لتدخل فى شؤون البلاد والسياسات، وبمباركة الغافلين من الشعوب، ويحفظ ماء وجه من يتحكم فيهم وهم على رأس الأمور.
فنجد أن كلمة الإرهاب هى أكثر الكلمات شيوعاً الآن وهى ليس لها أصل، والطامة الكبرى، بأن نجح فى التدخل وأخذ الثروات، وجعله فزاعة لحكام الشرق، ووسيلة طاعة له حتى يحافظوا على مناصبهم وأمن شعوبهم ويظهرون بأنهم حامى الحمى، ولكن أكبر ظلم بأن ينجح و يلصق الإرهاب بالإسلام، ومن يروج هذا أعلام الدول المسلمة وحكامها، فهذا قادر على أن يبكى الصخر، ويبكى كل مسلم حر شريف .
ولنا فى واقع الأحداث الآن عبرة، فيما يحدث بين الدول الإسلامية العربية صاحبة التاريخ واللغة والعرق والأخوة الواحدة، بأن يتهموا بعضهم البعض بالإرهاب وهم لا يعرفون أصلا معنى كلمة الإرهاب، ضيعوا أنفسهم وركعوا أمام الغرب والصهاينة، ودفعوا الأموال وجاعت الشعوب، وفقدوا الثقة فيما بينهم، وكادوا يقتلون الأخوة والعروبة والإسلام فيما بين الشعوب وبعضهم البعض، فأصبح حالنا، فرقة وحالهم توحد، فأصبح حالنا عداء وحالهم أخوة، فأصبح حالنا فقر وفقدان ثروة وحالهم مخزون من الثروة وغنى، فأصبح الجهل يعتلي حكامنا، وأصبح التخطيط والقوة من نصيبهم، وهذا دليل .
ترامب الصهيونى يعلن عن دولة مسلمة أنها إرهاب، ولم يع بأنهم من يصنعون الإرهاب ويربحون بمصانع أسلحتهم دماء وأموال العرب، أتى لأخذ الجزية ومن رفض وماطل أعلنت عليه الحرب، لا تحسبن الأمر على هذه الدولة عسير بل قدم لنا ترامب وللأجيال القادمة هدية على طبق من فضة بدون أن يشعر لأنه ليس رجل سياسى، بل براجماتى نفعى وغشيم بلغة أهل السياسة، فضح ترامب عملاءه فى الشرق وعملاء الصهاينة بدون أن يشعروا، شكراً بأن عرفتنا من هم رجالك المخلصين وشكرا للصهيونية، بأنها لم تصبر ولم تدير الفتنة باحترافية كالمرات السابقة، حيث كانت تنفذ بدون وجود آثار دم وجريمة، ولكن خانتكم ألاعيبكم هذه المرة فكشفتم عن عملائكم بكل سهولة ويسر، شكرا بأنكم أكدتم لنا أنكم تديرون أنظمة وأعلام كاملة وليس لدينا إعلام بل لدينا مخبرين.
شن الإعلام حملة بكيت عليها ليس على قطر، ولكن تذكرت عندما سبت الدنمارك وغيرها من الدول الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يأخذ أى نظام ولا أى قناة إعلامية موقف ولا حملة منظمة كالموجودة على قطر الآن بل سجن من قال نقاطع، ولم نقاطع وزادت مبايعات حليب نيدو وغيره.
كشف ترامب المستور بعدم حنكته السياسية، وعرف أن من يدير الأمور فى الأوطان عرفنا ان الكل يدفع الجزية ومن لم يدفع سينال اشد عقاب، عرفنا من أين خزائنكم مملوءة وبطون المسلمين جوعى وتئن من الفقر والمرض، عرفنا أين أموالنا تذهب، عرفنا بأننا بدون عزة، ولا خير فيمن يحكموننا، لأنهم لا يحكموننا بل أنتم من تتحكمون فيهم وفينا.
يا ليتك تتذكر انت وبنى صهيون وتقرأون عن هارون الرشيد وكيف كنتم تدفعون له الجزية وتركعون أمامه، يا ليتكم تتذكرون عزة الإسلام ورحمته بكم، تتذكرون أننا من علمناكم الحضارة وأنتم من علمتم الدنيا كلها الإرهاب‘ فأخذتم منا كل جميل ونجحتم وتركتم فينا كل عفن وشهرتم بنا وهو من صنعكم وأفعالكم، ليس الإرهاب فينا بل الإرهاب صنعاً وفعلا فيكم، ليس نموله لأن ليس لدينا ما يكفينا حتى ندعمه، فنجحتم بأن تدمروا اقتصادنا، وتأخذوا أموالنا بفضل هذه الكلمة ونجحتم بها فى زرع الفتنة بيننا.
فاعلموا اننا أمة نائمون ومريضون ولكن إذا استيقظنا سنهدم كل ما فعلتموه فى ملايين السنين ما بين الفجر والمغرب فاعلموا أن الخير قادم لا محالة والعزة قادمة على رماد الفسدة من أمتى، وسيدفع الجميع الثمن قريبا سنعرف من الإرهابى ومن الممول من الحق ومن الباطل من سيكون فى مزبلة التاريخ ومن سيكون كيوسف بن يعقوب من غيابة الجب إلى عزيز مصر، سيكتب التاريخ بأن شعوب الدول التى أظهرتم أنها ملك لكم فكريا ورأياً، وأن الإعلام أنتم من تتحكمون فيه، بأن الشعوب شىء وحكامها شىء، الشعوب ستقدم درساً قاسىياً لأنظمتهم، وسيعرف الجميع بأننا شعوب واعية، وعرفت من أين تاتى الخيانة ومن الفاسد ويجب مقاطعته بل وإعدامه، ظهر جيل يعرف الحق من الباطل فعلى الجميع أن يخشى هذا الجيل، وإمَا ستكون النهاية مؤسفة للجميع.
فالأن تحاسب الدول العربية قطر بتهمة الإرهاب، لتدعيمها حماس وغيرها، بأمر من ترامب والصهاينة، فهذا واضح لمصلحة من، حيث زادت قوة حماس وضرباتها، ولم يعد الاحتلال قادر على صدها وردعها، فأصبحت قوة لا يستهان بها، وأصبح الأموال ليست عائق، وأصبح لها عقول قادرة على صنع أسلحة متطورة بأقل الأمكانيات، فكانت النتيجة أن أصبح فى إسرائيل هجرة مضادة وهو ما أعلنته أشهر المراكز الاستراتجية فى إسرائيل، حيث قالت أن بعض مدن إسرائيل غير أمنه من صواريخ وعمليات حماس، مما كان سبب فى هجرات اليهود من هذه المدن، فهذا يسبب أكبر ضرر، ومن الممكن أن يصبح أكبر ضربة قاسمة لأنهيار إسرائيل فى ظل ازدياد قوة حماس والجماعات الإسلامية.
فهنا بدأت الحرب على كل من يساهم فى تمويل حماس إى كان هو، حتى لو هناك مصالح وقواعد أمريكية على أرضه، فمصلحة إسرائيل فوق الجميع، فنصبت المحكمة لقطر الذي ظنوا أنها من تمول، ولكن الإيمان بالله هو أكبر ممول لحماس، فاتهموا الحق والمدافع بالإرهاب بمباركة من هم من دينهم ومن هم أحق بحمل القضية والدفاع عنها عن حماس وحتى من يمولها فتمويلها شرف لأستعادة الأرض من المحتل، فكانت الفتنة ومحاسبة قطر والقاضى ترامب والشهود إسرائيل والعرب، تحول الحق لباطل والباطل لحق بأيدى من يخذلون القضية ويخذلون الدين أنهم حكام العرب، فهذه هى الحكاية والفتنة، فأن الدول التى أعلنت المقاطعة مع أبناء دينها، حكام هذه الدول لا يملكون قرارتهم من رؤوسهم، لأنهم لا يأكلون من عمل أيديهم فلا يملكون قرارتهم ولا سياستهم، فاستخدمهم ترامب ومن يحركونه من الصهاينة، فأصبح الجميع أمعة ولعبة في أيديهم.
وقريبا ستعلن أمريكا عن حل الأزمة بين قطر والخليج الأشقاء، فالذي يصالحنا ويفرقنا عدونا، ولكن أراد ترامب والصهاينة، أن يعطوا درساً لمن لم يطع الأوامر، ويعطى أموال وخيرات الشعوب لهم ويقول سمعاً وطاعة، هذا هو المقصود من الموقف، يا ليت عزة وتاريخ أمة الإسلام القديم أراه أمام عينى مرة أخرى فهذا كل أمنياتي.

شاهد أيضاً

Abdel Fattah El-Sisi

أمة فى خطر

كمال زاخر الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ حديث المصالحة مع جماعة الشر ليس احادياً او ضعيفاً، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.