اكتست مدينة “منية النصر” بمحافظة الدقهلية، منذ مساء الأمس بثوب السواد، وتبدلت أفراحها إلى مأتم كبير، بعد أن منيت بفاجعة مصرع “عروسين” سقطت بهما سيارة الزفاف التي كانت تقلهما داخل البحر الصغير أمام مدينة دكرنس، ولقى العروسين و2 من أهل العروسين مصرعهم جميعا.
تحول زفاف “محمد وآية” إلى جِنازة، وكان الذهول من علامات الصدمة بدلًا من أن يزفوهما لعش الزوجية اللذين انتظراه طوال 4 سنوات حب يشيعونهما إلى مثواهما الأخير بمقابر الأسرة، كان القدر الأليم في انتظارهما داخل البحر الصغير بطريق دكرنس منية النصر قبل أمتار قليلة من قاعة الفرح لتنقلب السيارة ويتحول الفرح إلى مأتم.
تلقى مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، إخطارًا من مدير إدارة الدفاع المدني، يفيد بورود بلاغ من إدارة شرطة النجدة بانقلاب سيارة تويوتا فضية اللون تحمل أرقام 173774 ملاكى دقهلية تقل عريسًا وعروسه، ومعهما اثنان آخران فى مياه البحر الصغير بدكرنس أثناء توجههم لحفل الزفاف على طريق دكرنس منية النصر.
انتقلت قوة المباحث والإنقاذ النهرى لمكان الحادث، وتم انتشال السيارة من المياه وبها الجثامين الأربعة وتبيَّن أنها لكل من محمد عبدالحميد سلامة 25 سنة “العريس”، وعروسته آية السيد محمد عطا 20 سنة، وقائد السيارة ابن عمه أحمد بلال سلامة 24 سنة، وهناء الشربيني الجنايني 20 سنة صديقة العروسة، وتبيَّن من سؤال المشاهدين للواقعة أنهم كانوا متجهين لحفل زفافهم بقرية الدراكسة التابعة لمركز منية النصر إلا أن عجلة القيادة اختلت من قائدها بسبب السرعة الزائدة فسقطت السيارة بهم فى المياه.
تحرَّر عن ذلك المحضر اللازم، وتم نقل الجثامين الأربعة لمشرحة مستشفى دكرنس، وأُخطرت النيابة العامة بالواقعة، فيما شهد مكان الحادث تجمُّع العشرات من أهالي العريس والعروسة وأصدقائهم، وسادت حالة من الحزن بقريتهم، خاصة أن العريس عائد من غُربة وفترة عمل بالخارج استمرت عشر سنوات وعاد من فترة قريبة للزواج.
وتوجه الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة إلى مشرحة المستشفى، وتم تسلُّم الجثامين الأربعة عقب وصول تصريح النيابة بالدفن، وتم تشييعهم عقب أداء الصلاة عليهم، وخرجوا وسط صراخ الأهالى من واقع الصدمة الأليمة فقد كانا على بُعد دقائق وأمتار من حفل عرسهما اللذين انتظراه 4 سنوات حب.