قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية, إن الإرهاب ليس الخطر الحقيقي الذي يواجه مصر, وإنما الزيادة الكبيرة في عدد سكانها, خاصة في ظل ما سمته استقرارها السياسي الغير قوى , وتفاقم أزمتها الاقتصادية.
وأضافت المجلة في تقرير لها أمس 21 مارس, أن ثورة يناير 2011 كان من أحد أسبابها البطالة الواسعة وسط الشباب, وبعد تفاقم هذه المشكلة أضعاف ما كانت عليه في السابق, فإن الأسوأ قد يقع بالبلاد بأي لحظة.
وتابعت ” تعداد سكان مصر يتزايد بسرعة كبيرة، حيث اقترب من 93 مليونا, وهذه إحصائية مفزعة لدولة تجد صعوبة في توفير الخبز لمواطنيها”.
واستطردت المجلة ” مصر أكبر مستورد للقمح في العالم, فيما يتزايد عدد الفقراء في البلاد, ولذا فإن البلاد قد تشهد اضطرابات جديدة, خاصة في ظل استمرار جنون الأسعار, وندرة السلع الأساسية”.
وخلصت “نيوزويك” إلى القول :” إن الزيادة السكانية قد تكون أكبر تهديد للأمن القومي المصري, فيما تركز السلطات على مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش”.
وكانت صحيفة “الجارديان” البريطانية، قالت أيضا إن الانفجار آت لا محالة في معظم الدول العربية, خاصة أن الأسباب التي فجرت الربيع العربي في 2011 لم تختلف.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 2 يناير الماضي , أنه في ظل الفقر، وتزايد أعداد الشباب، وكبت الحريات، فإن الانفجار آت لا محالة.
وتابعت ” الشباب الذين يحال بينهم وبين تغيير مجتمعاتهم بالوسائل الديمقراطية، سيفجرون ثورات جديدة، وقد ينضم بعضهم أيضا للجماعات المتطرفة”.
واستطردت الصحيفة “حالة البلدان العربية التي شهدت ثورات، يرثى لها, حيث تحولت غالبية المدن في كل من ليبيا واليمن إلى ركام, نتيجة الصراعات, التي لم تتوقف، كما شهدت سوريا أكبر مذبحة يشهدها بلد على مر العصور”.
وخلصت “الجارديان” إلى القول :” إن تونس هي الوحيدة التي نجحت في اختبار الربيع العربي, ورغم ذلك, فإن العدد الأكبر من المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة, جاءوا منها, ما ينذر بالأسوأ في الدول العربية الأخرى, خاصة تلك التي تقمع الحريات”.
وبالنسبة لمصر, قالت “الجارديان”، أيضا, إن ثورة 25 يناير 2011 في مصر, لم تحقق أهدافها, بل إن الأوضاع في البلاد تسير نحو الأسوأ, وهو ما ينذر بتفجر ثورة جديدة.
وأضافت الصحيفة, أن مصر, أكبر البلدان العربية من حيث تعداد السكان, لم تشهد الديمقراطية المنشودة منذ إسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وتابعت ” الأزمات تتوالى بشكل غير مسبوق في البلاد, وتزداد الأوضاع الاقتصادية سوءا, وهو ما يدفع بعض المصريين, الذين تملكهم اليأس إلى الهجرة غير الشرعية في قوارب الموت باتجاه أوروبا, بحثا عن حياة أفضل من تلك التي تتوفر لهم في بلدهم”.
واستطردت الصحيفة ” الأسباب التي فجرت ثورة يناير لم تختف، بل إن الأوضاع اليوم أشد وأقسى وقابلة للانفجار أكثر, مما كانت عليه قبل 6 سنوات”، محذرة من أن الأسوأ قادم, لأن إغلاق أبواب الاحتجاج السلمي أمام الشباب, ربما يدفعهم للجوء للعنف.
وكان موقع “تروث ديج” الأمريكي، قال أيضا إن شعبية النظام المصري أصبحت مهددة بقوة, بسبب تفاقم حدة الأزمة الاقتصادية, وتزايد الاستياء الشعبي.
وأضاف الموقع في تقرير له في 4 يناير, أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب, يرى في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, أحد الحكام الأقوياء بالشرق الأوسط, ويحرص على التعاون معه.
وتابع “لكن التطور السييء, الذي يجب أن يكون في حسبان ترامب, أن النظام المصري يبدو عاجزا عن الوفاء بوعوده الاقتصادية المفرطة, ولذا فإن شعبيته آخذة في التراجع بشكل خطير”.
وحذر الموقع من أن تمادي ترامب في التودد للنظام المصري في مثل هذه الظروف, سيضر أمريكا, وسيأتي بنتائج عكسية على مصالحها في المنطقة.
وخلص “تروث ديج” إلى القول :”إن إعجاب ترامب بالحكام الأقوياء, لا يكفي للتعويل عليهم كثيرا, وما يحدث في مصر يثبت صحة ذلك”.