الإثنين , ديسمبر 23 2024
الأطفال
طفلة مذعورة

(طفلك والأشباح)

بقلم : أمل علي

(اللي حضر العفريت يصرفه) مثل شعبي قديم يعبر عن الكثير من الآباء والأمهات لأنهم للأسف هم من يحضرون العفاريت لأطفالهم ثم يشكون من عدم قدرتهم على صرفها.

أن تكون أنت السبب في حدوث مشكله نفسيه لطفلك دون أن تشعر أمر في غاية السوء.

يشكو الكثير من الآباء دوما من خوف أطفالهم من كائنات غريبه كالعفاريت والأشباح أشياء يتخيلها الأطفال تسبب لهم ذعرا يحول حياتهم إلي نوبات من الصراخ والبكاء الشديد بل غالبا ما يصل إلي نوبات من الكوابيس والأحلام المفزعه.

وفى كثير من الحالات يكون الآباء هم السبب الرئيسى لمشكلة أطفالهم فإستخدام أسلوب التهديد بالتخويف كقول الأم مثلا اذا لم تنتهي من تناول طعامك سيأخذك العفريت، اذا لم تذهب إلي النوم سيحضر العجوز ليضربك.

في الحقيقه أن طفلك لايميز بين كلامك كمجرد تهديد وبين الواقع فهو يفكر في كل ماتقوله له على أنه حقيقه ستحدث وموجودة بالفعل وينسج في خياله كيف يكون شكل العفريت وأين يعيش ومتى سيحضر؟

وحتما ستبقى فى ذاكرته حتى أثناء نومه لاتفارقه هذه التخيلات تلازمه كمؤرقا له ومسببا للكوابيس المزعجة وكذلك مشاهدة أفلام الرعب مع الأطفال وكذلك حكايات الجن والعفاريت والأرواح الشريره قبل النوم تؤثر سلبا على طفلك وتزيد من نوبات الخوف لديه.
ويبدأ غالبا الخوف فى الظهور بشكل صريح فى العام الثاني من عمر الطفل ويستمر معه حتى الخامسه ويبدأ بالتلاشي والاختفاء إذا تم التعامل معه بشكل صحيح في عمر السادسه.

ويعد الخوف من الظلام أيضا أهم أشكال الخوف التي تظهر بشكل واضح علي الكثير من الأطفال وترجع أسبابه إلي سلوك الآباء مع الظلام تجاه أطفالهم فالآباء الذين يتخذون من الظلام مصدرا للسخريه من خوف أطفالهم كأن يطفئون الأنوار ويقولون للطفل سيأتي لك (العفريت، ابو رجل مسلوخه، العجوز)

الآن أو يصدرون أصواتا مرعبه تخيف الطفل ويضحكون ويسخرون على خوف الطفل وهو يبكي ويصرخ إنهم بذلك يزرعوا الخوف في طفلهم بأيديهم ويسببون له مشكله كبيره تستمر أثارها معه طيلة مراحل حياته.

وكذلك الآباء الذين يخافون من الظلام ينتقل الخوف بالوراثه والسلوك لأبنائهم فعليكم بالحذر والتحكم في تصرفاتكم أمام أطفالكم حتى لاتتسببون لهم فى مشاكل خطيرة دون قصد.

ولكى نقي أبنائنا من الأشباح (شبح الخوف ) :-

 إبتعد عن إستخدام التهديدات المزعجة مع طفلك
 بدلا من تخويف طفلك من النار حببه فى الجنه وحدثه عن هدايا الله إليه ونعمه عليه فبدلا من أن تجعل رقيبه الخوف علمه أن يفعل الخير حبا في الجنه .

 أخبر طفلك أن الظلام ليس بالشيئ المخيف فالليل يحل علينا ونحن في الشوارع نخرج ونتنزه دون خوف عوده تدريجيا أن ينام بمفرده في حجرته مظلمة كأن تبدأ أولا بالإضاءة الخافته كن بجانبه وانسحب بالتدريج إجعله يتأكد أن الظلام لا يوجد به ما يثير الخوف واحذر أن تسرع إليه ليلا إذا فزع من نومه تضيئ النور أسرع إلي تهدئته دون اضاءه حتي لايربط وجودك بالنور.
تحدث مع طفلك بهدوء وافتح معه الحديث عن مخاوفه أخبره بأن مايخاف منه ليس له وجود واجعله يتأكد بنفسه اطلب منه أن يرسم مايتخيله من أشباح ثم فكر معه هل يوجد كائنات بهذا الشكل تعيش معنا؟ بالطبع لا إذن لن تؤذيك.
شجع طفلك دائما وكافئه على كل موقف يظهر فيه شجاعته فكل الأطفال يحبون التقبل والتقدير وكلما زادت ثقته في نفسه تلاشت مخاوفه.
 الحمايه الزائده تفقد الطفل الكثير من الخبرات الحياتيه والمواقف الواقعيه وكذلك القسوه الزائدة بالضرب والتوبيخ تفقد الطفل أسلحته الدفاعيه وتفقده الثقة بنفسه ويقع فريسه للخوف من أى شيئ وكذلك كثرة الانتقاد والنقد الدائم أمام الآخرين يفقد الطفل ثقته بنفسه ويجعله خجولا وسلبيا.
 تجنب مشاهدة أفلام الرعب وقصص الجن والعفاريت مع طفلك لأنها حتما ستؤثر عليه سلبيا.
 تجنب الشجار والمشادات العائلية أمام طفلك لأنه يؤثر على شعوره بالأمن والإطمئنان.

وأخيرا :- علينا أن نعي بأن ما نشعر به ينتقل تدريجيا إلي أطفالنا فمخاوفنا تنتقل بالوراثه إليهم علينا السيطرة علي أفعالنا والتحكم في تصرفاتنا وأحاديثنا ولننتبه بأن كل مانقوله يرتكز في أذهانهم وينتقل إلي خيالهم فلنحرص على بث الأمان والطمأنينة في نفوسهم وإستثمار خيالهم بشكل سليم فالطفل الخيالي هو الأكثر ذكاءا عن غيره فأحسنوا التعامل مع خيال أطفالكم.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.