مرت اكثر من أربعة أعوام منذ الاختيار الإلهي لقداسة البابا تواضروس الثاني ليكون بابا للإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حيث تم تجليسه علي كرسي مار مرقس الرسول في 18 نوفمبر عام 2012م ومنذ ذلك التاريخ كانت هناك كثير من الاحداث علي المستوي الكنسي والوطني والإقليمي والعالمي .
علي المستوي الكنسي :
لقد تولي البابا تواضروس المسؤولية بعد اثنين من الإباء البطاركة الذين تركة بصمة كبيرة في نفوس الشعب ليس في العصر الحديث فقط ولكن علي مدي التاريخ الكنسي بشكل عام وهم قداسة البابا كيرلس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث حيث جلس البابويين العظام اكثر من نصف قرن منهم 12 عام جلسهم البابا كيرلس السادس و41 عام جلسهم البابا شنودة الثالث وهي فترة كبيرة تميزت بالكثير من الاعمال التي تركت اثر كبير علي المستوي والروحي والوطني .
استطاع البابا تواضروس ان تكون الكنيسة كنيسة قبطية ارثوذكسية قوية معاصرة من خلال فكر شاب حافظ علي عقيدة الكنيسة وجدد شبابها من خلال منهج حيث عمل منذ جلوسه علي الكرسي المرقسي علي محاربة البدع والهرطقات والفكر المنحرف وجذب الشباب للكنيسة من خلال مواكبة العصر وغرس القيم الارثوذكسية فيهم والاعتماد علي النهج العلمي من خلال إقامة عدد من الدورات الناجحة علي المستوي اللاهوتي والعقيدي والاجتماعي لتثقيف الكهنة والخدام ومنها دورات < قائد أرثوذكسي مؤثر … مشروع “تراث كنيستنا روح وحياة > وغيرها من الدورات الناجحة .
أيضا اختار البابا تواضروس منذ اللحظة الاولي ان يكون قريب من الشعب حيث لا يمر أسبوع والا ويكون البابا زار كنيسة من الكنائس او دير من الاديرة في القاهرة او في المحافظات المختلفة او خارج مصر حيث يحرص علي الاستماع الي الشعب بنفسه حيث يعتمد منهج البابا في إدارة الكنيسة علي الحفاظ علي العقيدة الارثوذكسية … جذب الشباب للكنيسة من خلال مواكبة العصر … اختيار الاكليروس من الإباء الأساقفة والكهنة بدقة وعلس مستوي روحي واداري عالي … النهج العلمي في أسلوب الإدارة وهو نهج نهض بالكنيسة وزادها قربا من الشعب .
علي المستوي المسكوني :
حرص البابا علي المشاركة في الحوارات اللاهوتية مع الكنائس المختلفة الأرثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية وزيارة قادة تلك الكنائس ويقوم منهج البابا في الحوارات اللاهوتية مع الكنائس المختلفة علي عدة محاور هي < الايمان الشديد بالوحدة المسيحية دون تفريط في ثوابت وعقيدة الكنيسة القبطية الارثوذكسية … تبادل الزيارات وتوسع الحوار لتقريب وجهات النظر … العمل علي توحيد الأمور التي يمكن توحيدها دون المساس بالعقائد مثل العمل علي وحيد مواعيد الأعياد والاتفاق علي تقويم موحد > وهو نهج يتفق مع نهج اباء الكنيسة من البابا اثناسيوس الرسول والبابا كيرلس عمود الدين والبابا ديسقورس وصولا الي البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث .
علي المستوي الوطني :
الكنيسة القبطية الارثوذكسية علي مدي تاريخها صاحبة دور وطني وهناك فرق كبير بين الدور الوطني والدور السياسي حيث لم تمارس الكنيسة علي مدي تاريخها أي دور سياسي ودورها كان دائما دور وطني مخلص وهو الامر الي حرص علية قداسة البابا تواضروس الثاني حيث حافظ علي ابعاد الكنيسة عن السياسية مع قيامها بواجبتها الوطنية اتجاه بناء الوطن وقد شاءت الاقدار ان يتولى قداسة البابا المسؤولية في فترة من اصعب الفترات في التاريخ الوطن حيث تواكب جلوسه علي الكرسي البابوي مع وصول جماعة الاخوان الإرهابية للحكم حيث حرص منذ اللحظة الاولي علي التعامل بحكمة والدفاع عن الكنيسة بصلابة وحينما قام الشعب بثورة الثلاثين من يونيو ضد الجماعة الإرهابية انحاز البابا الي الشعب وساند الثورة بوطنية ولم يقتصر دور البابا الوطني علي ذلك بل عمل علي الدفاع علي مصر في كل المحافل الدولية والدول التي زاراها وهو دور سيكتب في التاريخ لبابا مصري وطني استحق احترام وتقدير كل المصريين .
تحية لك أيها البابا العظيم من قلب كل قبطي ومصري وعربي …. تحية لك يا بابا الكنيسة الصلب وبابا الوطن المخلص.
كاتب المقال : كاتب وباحث في الشأن السياسي والقبطي