بقلم / أمل فرج
عزيزتي المرأة أولا والنائبة ثانيا ” سهير الحادي ” النائبة الأشهر الآن بمجلش الشعب ، وعلى ساحة المجتمع النسائي ـ على الأقل ـ الآن :
ماذا يغضبكِ ؟
ترى ماذا يؤرق حياتك إلى هذا الحد ؟!
كيف تشعرين كامرأة تجاه نفسك أولا وتجاه نساء المجتمع ثانيا ؟!
يأخذني الشغف الشديد للتعرف على موروثك الثقافي عزيزتي النائبة ..
ويأخذني أكثر للتطفل على ما تعرضتِ له من عثرات في حياتك ..
قد أكون سخيفة ولكن ليس بحجم سخافة الإحساس الذي شعرت به نساء المجتمع على أثر هذا القانون الذي طرحته على مجلس الشعب وخرجت به علينا بقسوة تفوق استعار الأسعار .. وكأن الجميع قد اتفق على أن يحكم تضييق الخناق على هذا الشعب الذي ليس له إالا الله ، عزيزتي النائبة لا تتوقف نفسي عن الإلحاح في التمني لأن أطرح عليك تساؤلا : فأي سند استندتِ عليه في هذا القانون الذي خرجتِ به علينا ليمنع المرأة المطلقة من أطفالها إن رغبت في زواج آخر ؟! أي شرع ، وأي خلفية اجتماعية وأي نفسية كانت تؤثر عليك وأنت تفكرين في مثل هذا الذي خرجتِ به علينا كالصاعقة ؟! بأي علم وأي عقل وأي عاطفة آدمية تسمح لكِ ولو بمجرد التفكير في أن تنتزعي حق الأم في رعاية ورؤية أطفالها ،أيا كانت مطلقة مقبلة على زواج جديد أو غير ذلك وأيا ما كان وضعها ، في نفس الوقت الذي تسمحين فيه لزوجة الأب أن يكون أبناء الزوج في حضانتها ، وهي ليست الحضانة الطبيعية لطفل لاتزال أمه تتنفس الحياة ، ألم تراودك نفسك للحظة بأنك تنتزعين من المرأة الحق الذي تمنحينه للرجل بغير وجه حق؟!
عزيزتي إلى أي شرع احتكمت في هذا ؟! ما جاء ديننا بمثل ما جئتِ ، فرفقا بالشرع والمرأة وكفاها من قسوة وعنف المجتمع الذكوري ما تتكبد ، كفى بالمرأة المطلقة أن تحتمل ظلم المجتمع وبطئ القانون حتى تستطيع إثبات حقها الذي يمنحها القانون منه الفتات وبعد زمن طويل ، يكون فيه مات مَن مات وشُرد مَن شُرد ..
لماذا تحرمين ما أحل الله ؟! نعم عزيزتي النائبة فأنت بهذا القانون تجبرين النساء على الامتناع عن الزواج مجددا بعد طلاقها من زواج سابق ؛ حفاظا على أطفالهن ، ألم تفكري أنك بهذا القانون تمهدين الطريق لانتشار الرذيلة والتحايل عاى القانون ؟! ألم تأخذك الشفقة بامرأة تحرمينها من أطفالها وتحرمين أطفالا من صمام الأمان وحضن الحنان والرعاية لهم في الدنيا ؟!
ألم تأخذك رحمة بامرأة تنصين قانونا ليمنعها من أن تعيش حياة طبيعية كامرأة سوية ؟! كنت أنتظر من المجلس الموقر أن يفكر في نصوص لقوانين تحمي المجتمع حقا ، وتعدل من سوء قوانين الأحوال الشخصية بدلا من أن نزيد الطينة بلة ..
سيدتي هذا القانون هو القسوة بوجهها الشرس، وليس له من سند في شرع الله ، ولن يستقيم به الحال ؛ فرفقا بمجتمع امتلأ بالانحرافات وما عاد يحتمل المزيد .
الوسومأمل فرج
شاهد أيضاً
المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى
كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …