الثلاثاء , يوليو 16 2024
Amal farag
أمل فرج

مصر بلا دواء ..

بقلم / أمل فرج
مابين حظر واستغلال وأرواح تبحث عن الحياة يموت المواطن المصري بلا دواء
احتكرت الأدوية ، واحتقرت الأرواح .. هل شركات الأدوية هي المسئول الأول أمام الشعب عن أزمة الدواء الراهنة ؟! أم أنه تعويم الجنيه؟! فتسعير الدولار الآن بعد التعويم أصبح متروكا للأهواء ، وفوضى الاستغلال ، وعليه تستورد شركات الدواء الأدوية والمستلزمات الطبية بالقيمة الجديدة لسعر الدولار ، وبناء على ذلك فهي تطرح الأدوية للسوق بأضعاف تكلفته ،وتريد شركات الدواء تجديد رفع سعر الأدوية للمستهلك لتواكب الزيادة المطردة في سعر الدولار وإلا تكبدت خسارة لا تتمناها ،وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة ؛ الأمر الذي دفع الشركات لتعليق استيراد الأدوية لأجل غير مسمى .. وأيا ما كان ياسادة فليس هناك حظر للأدوية ، ولكنه الاستهزاء والاستهتار بالأرواح ؛ إذ تطالب وزارة الصحة شركات الدواء بأن تتخلى عن الربح وتتحمل الخسارة لنتجاوز الأزمة ، وتصر شركات الدواء على ألا تكون كبشا للفداء أمام تعويم الجنيه وما جرّه عليها من خسارة طاحنة ،ويقف الشعب بلا حول ولا قوة ينتظر رحمة السماء .. ويظل السؤال : مَن المسئول الأول في صناعة هذه الأزمة ؟ قرار تعويم الجنيه بلا حلول لمشكلات متوقعة ؟ أم جشع وأنانية شركات الدواء ؟ أم ضعف وسلبية الحكومة وعجزها عن إيجاد حلول ؟ أم يقف الجميع متهما ، بل مجرما في حق الشعب ؟
وعليه فإذا مات مواطن في ظل هذا الوضع الأسود المُخزي بسبب نقص الدواء ، فمَن نحاسب ؟! لماذا يصر الواقع دائما في مصرعلى أن يجعل المواطن أرخص ما على أرض الوطن ؟! هل مجبر هذا الشعب على أن ترهن حياة أبنائه وقد يموت أبناؤه حتى يتم التوافق بين شركات لا تفكر في أرواح البشر إلا بقانون الربح والخسارة ،وبين حكومة لا تسمع ولا تبصر ولا تقوى على صنع موقف وحل الأزمات؟1
حتى متى نظل ننادي على مَن لا حياة لهم؟! ،حتى متى نظل نستجدي حكوماتنا للإسراع في خدمة الشعب ورعاية مصالحه؟!
وكأنه قدرنا أن نظل نتعجب من قرارات تخرج دون دراسة نتائجها ، أو الاحتياط لها، أو حتى الإسراع في معالجة سلبياتها ..وكأن قدر هذا الشعب ألا يجد مَن يحنو عليه بعد طول صبر وجلد .. يا شعب مصر الشافي هو الله ، والدواء من عند الله ؛ فنحن شعب ليس له إلا الله ..

شاهد أيضاً

انتبهوا لمن يستهدفون سلام ووحدة مصرنا

كمال زاخرالاثنين ١٥ يوليو ٢٠٢٤ هناك فرق شاسع بين المعارضة وبين الإساءة لرئيس الدولة، وهناك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.