بقلم / ياسر العطيفي
كلنا يعرف أسبوع الألام لدى أخوتنا المسيحيين، أما شهر الألام فهذا فقط يعرفه العاملون بفندق مارتيم جولي فيل الأقصر ويكتوون بناره حتى الآن !!يمر الآن شهر كامل على معاناتهم وآلامهم ضد إدارة فندق متعنتة تم تعيينها من قبل الشركة المالكة والتي يملكها (حسين وخالد سالم) ،تلك الإدارة المعينة تحيل بينهم وبين مواصلة عملهم ولا تسمح لهم بدخول الفندق لأسباب واهية !!إدارة فندق جعلت شعارها فى الإدارة (كله بالحب)!!لاتعنيها الخبرة ولا الكفاءة !!أكثر من 32 عامل الأن وسبقهم العديد بنى على أكتافهم هذا الصرح الفندقي الشامخ منذ التسعينات،عاملون أفنوا زهرة شبابهم كي يكون هذا الفندق صرحا يرتاده السائحون ويطلبونه بالإسم كى يلتقوا بمن ارتبطوا بخدمتهم وتفننوا فيها منذ سنوات،حتى صارت بينهم وبين العاملين فيهم علاقات اجتماعية يعرفونهم وأسرهم وأولادهم بالإسم ،بل ويزورونهم فى منازلهم أيضا حاملين الهدايا لأطفالهم ،وكيف لا وهؤلاء العاملين يزرعون طريق استقبالهم عبر سنين بالابتسامات بل ويعرفون طلباتهم حتى من قبل أن يطلبوها بمجرد إيماءة عين،كل هذا لم يشفع لهم عند إدارة جديدة وافدة على أقصرنا همها الأول والأخير التنكيل بالأقصر وأبنائها وامعانا فى التعنت ترسل لهم تلك الإدارة إنذارات لانقطاعهم عن العمل فى مشهد درامي تراجيدي فاجر مبتذل ورخيص وهم من يمنعوهم عن ممارسة عملهم!!لقد طرق هؤلاء العاملون المظلومون كل الأبواب المشروعة الممكنة من مكتب عمل و شرطة سياحة ،ونقابات،ونيابات،وحتى نواب مجلس الشعب ظانين أنهم ملاذهم ودروعهم وصوت حقهم ولكن كانوا (كالمستجير من الرمضاء باللهب)لم يتلقوا سوى وعود زائفة وكاذبة،ولم يسمعوا سوى ضجيجا ولكن بلا طحين!!!كل ما يريدة هؤلاء العاملون هو العدل وفتح تحقيق شفاف مع تلك الإدارة الجائرة والإستماع لهم ومعرفة أسباب ذلك المنع والتعنت معهم والسؤال الصارخ فى ضمائرنا أليس هؤلاء بشر يا سادة يألمون كما تألمون ،ولهم أسر وأطفال يأكلون ويشربون و يكتسون،ولهم فى الأرض معايش لها يقضون!! لمصلحة من هدم وخراب تلك البيوت العامرة وإذلال تلك الأسر الأقصرية المكلومة التى صبرت واحتسبت منذ 25 يناير على ضيق الرزق و رضيت بالقليل من إجازات إجبارية،واقتطاع من مرتباتهم وتخفيضها لأقل من النصف مرددين في أنفسهم قوله تعالى{ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } فما كان جزاؤهم إلا نفورا !! شهر كامل حتى الآن وأسر أقصرية عائليها بلا عمل ،لا ندرى من أين يأكلون وينفقون ثم نرفع أيدينا إلى السماء وندعوا الله فكيف يستجاب لنا وإخوة بيننا مظلومين وربما جائعين ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ»
المصبية يا سادة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار!!وما يحدث هذه الأيام أن الكل يرفع الأيدي بالدعاء لرفع الظلم ولكن الكل ظالم مستبد كل في دائرته فلا يستجاب دعاء!! وتغرق الدنيا في المظالم اكثر وأكثر،والظلم مؤذن بخراب العمران،وإن مقاومة الظلم لا يحددها الإنتماء لدين أو عرق أو مذهب، بل يحددها طبيعة النفس البشرية التي تأبى الاستعباد وتسعى للحرية،وأخيرا لكل عاقل لا تقف ابداً موقف المتفرج من الظلم أو الغباء.. القبر سيوفر متسع من الوقت للصمت،وإلى أعضاء الأقصر في البرلمان اذكركم بموقف سيدنا لوط مع ضيفه المكرمون حين قال لقومه مدافعا عن ضيفه( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78) …هذا حال سيدنا لوط مع ضيفه فما بال حالكم مع أهلكم وقومكم المظلومين وأسرهم من وثقوا فيكم وحملوكم أمانة الدفاع عن حقوقهم و إيصال أصواتهم المظلومه لأعلى عليين …..أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ (78)