بقلم .جمال رشدي . الكاتب والسياسي
تدق أبواق الاستعداد للانتخابات المحلية . فثقافة الماضي تزاحم طموح الحاضر وتعيق امل المستقبل . منذ عشرات السنوات تبلورت ثقافة أحادية الجانب عن طريق الحزب الحاكم والذي تكون في عهد السادات وتمركز في عهد مبارك .تحالف فيها النظام مع نفوذ العائلة والقبلية والمال فاصبح الهيكل الانتخابي في كل الدورات البرلمانية او الانتخابات المحليه يتشكل من تجار و سماسرة ومعلمين وصبيان معلمين . واصبحت حالة موسمية تشبه شادر لبيع الخضار. فهناك السمسار الذي يقنع المعلم صاحب الخضار بالذهاب الي تاجر معين وهناك التاجر الذي يعقد الاتفاقيات بين المعلمين وهناك الصبيان الذين يقفون وراء وبجانب المعلمين ..فالمعلم هو المرشح البرلماني والسمسار هو الذي يسترزق لتوصيل المرشح الي الراس الكبيرة التاجر. وعادة يكون السمسار هو المواطن الضعيف الذي يجيد التلميع والتاجر هو نفوذ قبلية او مالية إجتماعية او سلطة تنفيذية . والصبي هم الصغار الذين يلتفون حول المرشح كل ذلك في الانتخابات البرلمانية .. وعندما تحل الانتخابات المحلية هنا حساب الصفقات التي عقدها التاجر مع عضو البرلمان أثناء الترشح . وأيضا حساب الصغار الذين ساندوا عضو البرلمان وربما يصبح السمسار من ضمن صفوف الصغار .. فعضوية المحافظة يترشح لها اتباع التاجر الذي هو نفوذ العائله او نفوذ المال او السلطة والذي ساند العضو البرلماني بعقد الاتفاقيات او من صبيان عضو مجلس الشعب ..وعضو المركز أيضا يكون من صبيان العضو البرلماني او اتباع التاجر .. وعضو المجلس القروي يتم ترضيه بعض السماسرة والصبيان الصغار … تلك هي الحقيقة التي لابد أن نتعامل معها حتي نستطيع وضع أيدينا علي مواجع وأمراض بعض الثقافات في وطنا.. وفي وسط هذا الزخم الذي يزدحم به شادر الانتخابات يختفي او ينزوي الأشخاص المستحقين أن يمثلوا الوطن ويمتلكون أدوات العطاء من ثقافة ورؤية وتأثير لانهم لا يتحملون او يتقبلون سخافة المشهد الانتخابي وكل ما يحتويه من تصرفات لا أخلاقية او إنسانية او ثقافية تتنافي تماما مع تكوينهم الثقافي والأخلاقي وربما الاجتماعي..فلابد أن يتم التفكير خارج دائرة ذلك المشهد التقليدي الذي سيطر علي الثقافة الانتخابية للشارع المصري منذ عشرات السنوات فتتحمل الأحزاب السياسية جزء من المسئولية بضرورة البحث عن تلك النوعية من الأشخاص الذين يمتلكون أدوات العطاء ولكن يعتكفون عن الظهور في المشهد وايضا علي أعضاء مجلس الشعب تحمل مسؤولياتهم أمام الوطن وضميرهم بأن تكون مساعدتهم ودعمهم لمن هم يستحقون وان تتكاتف أجهزة الدولة أيضا من اجل ذلك الهدف .ومعها وسائل الإعلام التي اطالبها بلباس جلباب الوطن وتسليط الضوء علي سلبيات ذلك المشهد الغير مقبول وكيفية التغلب عليه . فمن المنظور السياسي عضو المحليات اي ان كان محافظة او مركز او قرية هو من بتعايش ويتلامس مع قاع ومفاصل المجتمع ويري جيدا مكان وحجم ونوع المشكلة . وأيضا يستطيع الدخول في المواجهة معها وكيفية تحجيمها والتغلب عليها عبر أدوات مساعدة من الدولة وايضا تعاون العضو البرلماني معه.. فالانتخابات المحلية القادمة هي مرحلة مهمة من مراحل لملمة اشلاء الدولة الذي استلامه النظام الحالي ويحاول تثبيت أركان ..
الوسومجمال رشدي
شاهد أيضاً
تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”
أمل فرج أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …