بقلم :- حمدي عز
الفقر ليس مجرد مشكلة تتعلق بالفقراء فهو أحد التحديات التي تواجه جميع المدافعين عن العدالة الإجتماعية وجميع الباحثين عن النمو المستدام ولا سبيل إلى بلوغ الهدف المتمثل في تحثيق اقتصاد عالمي مستقر ومزدهر الا بتحقيق القدره الانتاجية والاستهلاكيه لكل مواطني العالم.
يعمل العامل كي يعيش، ولا يعتبر العمل حتى جزءاً من حياته، ولكنه تضحية بحياته، فما ينتجه لنفسه ليس الحرير الذي ينسجه، وليس الذهب الذي يستخرجه من المنجم، وليس القصر الذي يبنيه.
إن ما ينتجه لنفسه هو الأجر، ويعبر كل من الحرير والذهب والقصر عن نفسه بالنسبة له في كمية محددة من وسائل العيش، ربما في شكل سترة قطنية، أو بعض العملات المعدنية أو الإقامة في كوخ. والعامل الذي يظل 12 ساعة يغزل، أو ينسج، أو يثقب، ويدير الماكينات، ويبني، ويحفر، ويحطم الصخور، ويحمل الأثقال، الخ فـهل يعتبر هذه الساعات الاثنى عشر من الغزل والنسج أو الثقب أو تشغيل الماكينات أو البناء أو الحفر أو تحطيم الصخور أو حمل الأثقال مظهراً لحياته، كحياة، على العكس، تبدأ الحياة بالنسبة له عندما يتوقف هذا النشاط، على المنضدة، في المقهى، أو فوق السرير.
يبيع العمال عملهم مقابل مبلغ من المالـ أي أجورهم، وما يحصلون عليه يعتمد علي السعر الجاري لعملهم ويشبه كثيرا ما يحصل عليه البقال مقابل البيض والذي يعتمد أيضاً علي السعر الجاري. فيبدو أن هناك “عمل يومي” عادل مقابل “أجر يومي عادل”.
اننا نتعايش مع نظام اقتصادي ميني علي النهب الاستغلال طبقه تملك كل وسائل الانتاج لطبقه اخري لا تملك سوي قوه عملها , فانظام يقوم عامه علي قاعده اساسيه هي ان الدفع وراء النشاظ الاقتصادي هو تحقيق الارباح للراسماليين وليس تلبيه الاحتياجات الاساسيه للبشر . ومن ثم فبما ان المحرك الاساسي للراسمالي هو الربح فقط ومراكمه راس المال لذا نجد تسابق رجال الاعمال في السوق علي تخفيض التكاليف الانتاجيه من خلال زياده وتكثيف استغلال العمال اما بتخفيض اجور او زياده عدد ساعات العمل لديهم وبالتالي فان ثروه الراسماليين ورجال الاعمال عامه مصدرها جهد وعرق العمال .
والحقيقة القاسية هي أن الجمهور الأعظم من السكان لا يمكن أن يحظى بحياة شبه لائقة إلا إذا كانوا مستعدين لبيع عملهم لهؤلاء الذين يسيطرون على وسائل الإنتاج. ربما كانوا أحرارا في شيئ واحد فقط هو أنهم غير مجبرين على العمل لدى شركة أو رأسمالي محدد واحد، ولكن لابد لهم من السعي للعمل لدى شخص ما.
يستثمر الراسمالي وينتج لانه يتوقع ارباحا وليس لانه يريد اسعاد البشريه او يمعني اوضح تلبيه الاحتياجات الهامه والضروريه للبشر ومن ثم لا غرابه حين نجد في مصر ملايين من المواطنين يسكنون المقابر وعشش الصفيح داخل مناطق عشوائيه في حين المستثمرين الكبار في قطاع العقارات يتكالبون علي بناء القري السياحيه والفيلات والقصور والعمارات الفخمه التي تتكلف المليارات بدلا من بناء مساكن شعبيه ادميه يعيش فيها هؤلاء .
فكيف السبيل لتغيير اجتماعي يطيح بكل اشكال الاستغلال , وكيف السبيل الي تغيير تخلق فيها الجماهير اشكالا جديده لتنظيم الحياه وادارتها لتكون هي السلطه الحقيقيه داخل المجتمع .
الوسومحمدى عز
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …