بقلم : د/ عفاف طلبة
للأسف تشهد مصر الآن حالة انفلات وفوضى إعلامية واضحة خاصة الإعلام المرئي لعدم وجود معايير لمقدمي البرامج وعدم وجود آليات تنظم عملهم ، وتحولت المنابر الإعلامية إلى حلبات سباق معيار الفوز فيها
كيفية اجتذاب المشاهد وتحقيق الإعلانات باى وسيلة ، بعيدين كل البعد عن المسئولية المهنية والإعلامية ومواثيق الشرف الاعلامى ، فأصبح الإعلام له دور سلبي في حياة الشعب
لا يزيد حياتهم إلا المزيد من الصراعات والانقسامات والفوضى فنجده يطرح المشكلات ، ويضع العراقيل ولا يقترح الحلول ولا يشارك في مواجهة مشاكل المجتمع وأزماته بل يتسبب في المزيد من الأزمات ، وهذا ما نراه ونلمسه في الكثير من البرامج التلفزيونية مثل برنامج العاشرة مساءا للاعلامى وائل الابراشى
والذي يعتمد فيه على الإثارة والمبالغة والتهويل ، وبث روح الإحباط ليصبح بذلك معولا للهدم لا للبناء ، وقد فوجئت بالصدفة وانأ أشاهد برنامجه انه يهتف فيه على الهواء ( تحيا الفساد ) ، بالرغم أن المتحدث إليه أكد له أن الرقابة الإدارية قامت بالدور المنوط لها في كشف الرشوة والقبض على الجاني ، ولكنه سيادته قام بالسخرية كعادته بهذه العبارة وقلب المعنى الوطني له ( تحيا مصر )
واستخف بالمعاني والمشاعر الوطنية ، بدلا من أن يبث رسالة أمل وتوجيه المجتمع للسلوك الايجابي والمشاركة المجتمعية والسياسية بل جعل الهدف مدعاة للسخرية ، لأنه دائما يميل إلى تناول المواضيع من منظور سودواى خالطا فيه بين وظيفتي المحاور والناشط السياسي
أيها الاعلامى : ان الإعلام رسالة أخلاقية قبل أن تكون مهنية ، ويجب أن يترفع الاعلامى عن كل ما يسيء لمصر الوطن … الشعب … التاريخ ، فالإعلام الهادف يمثل للأمة وقت الضعف سلاحاً قويا في مواجهة أعداؤه من الداخل والخارج ، ويعمل على توحيد الصفوف وحفز الهمم والمساهمة في حل الأزمات ، ومن يجهل رسالة الإعلام الحقيقية يجب أن يبتعد ولا يقف عثرة في سبيل بناء المجتمع .
عذراً سيدى ( تحيا مصر ) وليس ( تحيا الفساد )