اضطهاد الأقباط في مصر أظهر ضعف النظام.. ورئيس مجلس النواب “وهابي” ترك مقعده لملك السعودية
النواب الأقباط في البرلمان اعترفوا بفشلهم في مواجهة الظاهرة.. ومن حق أقباط أمريكا الدفاع عن أقباط مصر مادام الدولة ” لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم”
الأزهر ينشر الكراهية في مصر.. والإسلام بريء من خطباء الفتنة
الإخوان والسلفيين وراء الأعمال الطائفية ضد الأقباط.. وغياب دولة القانون السبب في انتشار الظاهرة
البابا تواضروس تواصل مع كنائس أوربا لوقف التظاهرات الاحتجاجية ضد الأحداث في مصر.. وأرفض التدخل الغربي في الشأن المصري
نرفض إقامة دولة خاصة للأقباط.. و”أقباط المهجر” مصطلح خبيث أطلقه السادات لتخويننا
أجرى الحوار أحمد السيد – ماريان ناجي
حوادث طائفية مستمرة تشهدها مصر تبشر بفتنة طائفية قادمة ومحتملة بين المسلمين والأقباط وكان أخر تلك الحوادث حادثة بني سويف التي اشتعلت في مركز الفشن بسبب تجمهر بعض المتشددين أمام منزل شخص مسيحي ورشقه بالحجارة بعد أنباء تحوله إلى كنيسة في القرية، وسبق تلك الحادثة العديد من الحوادث الطائفية الأخرى التي أشعلت غضب الأقباط في الخارج والمعروفين باسم أقباط المهجر مما دفعهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض للمطالبة بتدخل أمريكا من أجل حماية الأقباط في مصر.
“صوت الأمة ” تحاور أحد أهم أقباط المهجر وهو مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية في أوربا الذي رفض ما أسماه باضطهاد الأقباط في مصر شاننا هجوما شرسا على النظام متهما إياه بالتخلي عن الأقباط، والأزهر بحجة إطلاقه خطاب كراهية ضد المسيحيين، مطالبا بضرورة العمل على وقف هذا المسلسل المستمر من الاضطهاد للأقباط في مصر..
للمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار.
أولا كيف ترى الاضطهاد الكبير الذي ظهر مؤخرا في مصر ضد الأقباط وأخره ما حدث في بني سويف؟
بعيدا عن الأحداث، أنا أرى أن هذا الاضطهاد الذي ظهر في حق أقباط مصر مؤخرا في العديد من المحافظات كان لهدف وهو إظهار ضعف النظام وإحراجه أمام العالم، أو قد يكون بسبب اختراق الأجهزة والسلطة التنفيذية من قبل الجماعات إخوان وسلفيين، أو ربما يكون بسبب وجود اتفاق غير مكتوب بين السلفيين والسلطة لإرضاء النظام السعودي، أول لعله مجرد تعصب ملأ وتمكن من نخاع العديد من المصريين.
هل ترى من الممكن أن تحدث فتنة طائفية بين المسلمين والاقباط في مصر بسبب تكرار مثل تلك الحوادث الفردية؟
لا توجد فتنة طائفية في مصر ولكن توجد اعتداءات طائفية نتيجة تعصب البعض.
من من وجهة نظرك المسئول عن زيادة هذه الظواهر المأساوية في مصر؟
من وجهة نظري، المسئول السلطات المصرية، قضاء وشرطة، علاوة علي تعاليم الازهر الناشرة للكراهية، هذا بالإضافة إلى عدم معاقبة أي جاني والاكتفاء بالصلح الذي لا يقيم دولة قانون ويزيد من تلك الأعمال ما دام لا يوجد عقاب رادع لها.
لماذا وصفت خطاب الأزهر بنشر الكراهية؟
لأن تعاليمه لا تنشر الحب للآخر، ويكفي أن بعد صلاة الجمعة بدلا من خروج الناس ينشرون السلام بين ربوع الوطن يحطمون بيوت الأقباط وينشرون الاٍرهاب، ولذلك لابد من مراجعة الخطاب الديني للأزهر وخطباء الجمعة.
هل هذا يعني أن المشكلة في الإسلام أم في الأزهر ؟
انا لا أتحدث عن الاسلام إنما اتحدث عن خطباء الكراهية الذين يبثون الفتنة داخل مصر.
هل اتحاد المنظمات القبطية هو من نظم تظاهرات الأقباط أمام البيت الأبيض اعتراضا على الاضطهاد في مصر؟
نحن في أوربا وليس لنا علاقة بما حدث في أمريكا، ثانيا نحن وطنيين لا نحرض ضد وطنا أبدا بل نخدمه بكل ما أوتينا من قوة، بدليل عقدنا ١٠ جلسات في البرلمان الأوربي لنصرة الثورة المصرية، هذا بجانب بقينا ٤ سنوات نتحدث بكلمات في الأمم المتحدة لدعم مصر، ونظمنا ١٠موتمرات عالمية للميديا الغربية للدفاع عن ثورة يونيو، ودعونا معنا في البرلمان الأوربي درية شرف الدين وأحمد العرابي منذ عامين، واستضافت كل القنوات المصرية شخصي للتحدث عن أعمالنا لأجل مصر، واسألوا لميس الحديدي، جابر القرموطي عن هذا كلهم فهم شهود عليه.
إذا هل هذا يعني أنكم كأقباط مهجر ترفضون ما فعله أقباط المهجر في أمريكا من تنظيم وقفة أمام البيت الأبيض؟
أنا ليس لي أن أرفض أي عمل لأَنِّي مؤمن بأنني قبل أن أقول للباكي لا تبكي يجب أن أقول للضارب لا تضرب، والإعلام المصري يهتم برد الفعل وليس بالفعل، فلم يرى انعدام الأمن والأمان للأقباط ، وأعمال التهجير، وحرق البيوت، ولا يوجد من يعاقب، ويجبر الاقباط علي صلح عرفي، كل هذا يؤكد أن الدولة فاشلة تماما والسلطة التنفيذية تجنب القانون، وكل هذا تغاضى عنه الإعلام ورأى فقط وقفة أقباط أمريكا أمام البيت الأبيض!.
ولكن هذه التظاهرات استقواء بأمريكا ضد مصر ؟
سأقولها لك ثانية، قبل أن تطلب الباكي ألا يبكي أطلب من الضارب ألا يضرب، الداخل “عامل أطرش وأعمى وأخرس”، بل حتي اعضاء مجلس الشعب الاقباط صرحوا بفشلهم بعد تعنت “عبد العال” الوهابي الذي ترك مكانة للملك سليمان.
هل ترى الكنيسة سببا في ضياع حق الأقباط في مصر؟
انا ليس لي علاقة بالكنيسة، فهي من وجهة نظري مكان صلاة واعتقاد روحي فقط، وانا مصري، وأعمل لاسترداد حقوقي من خلال الكفاح السلمي والتظاهر، فلا يضيع حق وراءه مطالب.
كنت أول من دعمتم الرئيس السيسي في حربه على الإخوان سيان بتظاهرات أو مؤتمرات.. هل تغير هذا الموقف بعد الأحداث الحالية؟
نحن مازلنا مع الدولة المصرية علي أمل أن تعود لصوابها، وتترك الصلح بالإذعان، وتقيم دولة القانون.
هل هناك تصعيد في حال استمرار عمليات الاضطهاد ؟
أنا أدافع عن بلادي وأرفض أي تدخل غربي في شئوننا، ولكنني وفي الوقت نفسه أحمل النظام المصري تدهور حالة الأقباط في مصر وأطالبهم بإقامة العدل وحماية الأقباط، وأقول ما قاله الكاتب جهاد عودة في السابق الدولة التي لا تستطيع حماية جزء من مواطنيها.. دولة ناقصة السيادة.
هل حدث اتصالات بينكم وبين البابا تواضروس كما قال لتهدئة الأوضاع في أمريكا وأوروبا ؟
انا شخصيا لم يحدث معي اتصال وكلمات البابا كانت للكنائس وليس للأفراد أو الهيئات الحقوقية.
سؤال صعب ولكنه ضروري الآن.. هل تجددت أفكار بعض الاقباط
بضرورة عمل دولة خاصة بالأقباط في مصر في ظل استمرار الأحداث المأساوية التي يتعرضون لها؟
هذا هراء وكلمات شخص معتوه، لأن مصر بمسلميها وأقباطها، بمساجدها وكنائسها، ولا يمكن أبدا أن ينفصل هذا المزيج الوطني الرائع، وأنا كقبطي أجد سعادتي مع أخي شريك الوطن المسلم المعتدل، وأطالب الإخوة المسلمين الشرفاء الذين لم يلوثوا بأموال الوهابية أن يكونوا مع الحق، وأن يرفضوا الظلم الواقع على شركاء وطنهم.
هل تواصلتم مع أقباط المهجر الذين نظموا وقفة أمام البيت الأبيض؟
لا لم أتواصل معهم فأنا مسئول عن أوربا فحسب وليس أمريكا، فقد أسست اتحاد المنظمات القبطية في أوربا ونجحت في الوصول إلى أعلى القيادات الأوربية مثل رئيس البرلمان الأوربي، ووزير خارجية البرلمان وغيرهم.
أخير ماذا تقول في نهاية حوارنا؟
فقط أريد أن أعبر عن رفضي لمصطلح أقباط المهجر، فهو تعبير خبيث أطلقه الرئيس السادات ليشوه الأقباط ويقول أن انتمائهم للغرب بينما ثبت من هم الأقباط المصريين في بلاد المهجر، فهم أكثر وطنية من سفراء مصر الذي كانوا يبايعون الإخوان ونحن فدينا ثورتنا بأرواحنا، ولن ينجح أحد في النيل منا بدليل أعمالنا، فلا يهاب السحاب نباح الكلاب.