بقلم حمدى رزق
« أَحِبُّوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلي مُبغِضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم..»
بصوت يأتي من أعماق قلبه المترع بحب الوطن، أوصاني الدكتور مجدي يعقوب بالحب دواء، يوصيكم بزراعة شجر الحب في الأرض الطيبة تطرح ثمراً تقتات عليه الأجيال القادمة، إن لم تزرعوها ستصبح صحراء جرداء لازرع فيها ولا ماء، إذا لم نترك للأحفاد الحب ماذا سنترك لهم، الكراهية، البغضاء.. هذه الورثة لا تقيم أوطاناً، تضيّع الأوطان، وكم من أوطان ضاعت في موج الكراهية !.
وضع الدكتور مجدي يعقوب يده الحانية علي جرح الوطن النازف، الوطن ينزف كثيرا من ماء الحياة، جرحته الديابة في القلب، وجرح القلب عميق، والدكتور مجدي يعقوب جراح قلب، والحياة تسكن في القلب، وخفقان القلب بين أنامل الجراح نفحة من السماء، معجزات ربانية يراها أصحاب البصيرة المنيرة، سبحانه مقلب القلوب بين حب وكراهية.
وصية الدكتور مجدي يعقوب للزمن الآتي، يخشي علينا من هبوب رياح الكراهية، اذا اطلقت من عقالها لن تبقي ولن تذر، يوصيكم بحكمة السنين، ازرعوها بشجر الحب، لسان حاله، مالي أري البوم ينعق علي شجر الزقوم، مصر عطشي للحب، الحب صحة للقلوب، وصحة للشعوب، إذا أحبت الشعوب الحق والخير والجمال، كتبت لها الحياة، تموت الشعوب إذا ماتت قلوبها، أذّنوا في الناس بالحب، ازرعوا الحب تجدوه في أبنائكم.
يسألكم الدكتور مجدى يعقوب، ماذا تركتم للأجيال القادمة؟.. إذا تركتم الكراهية ستحصدون هشيماً تذروه الرياح، يخشي علي مصر التي في خاطره وفي دمه من موج عال كالجبال يضرب شواطئ المحروسة بقسوة، يستغرب.. من ذا الذي يزرع الكراهية في الأرض الطيبة ؟!.
الدكتور مجدي يعقوب والذين معه في مهمة اخيرة في قلب مصر، كتيبة طوعية تركب سفينة راسية علي ضفاف نهر النيل عند أسوان، تبحر نحو الشمال، تحمل حبا، هناك في الجنوب يعالجون القلوب الصغيرة بماء المحبة، يعقوب يحمل لمصر خيرا، لم يجرب حقدا، الحقد مرض، والغرض مرض.
يستهدفونه، الثعالب العقورة تناوشه، والفتاوي الكارهه تشق عن قلبه، ويناولونه بسخام أنفسهم، وينفسون في وجهه من منقوع حقدهم، وهو من يحنو علي أفراخهم الصغيرة، ويبلسم وجع قلوبهم، ويطبب جراحهم، ويسهر علي راحتهم، «يعقوب» يحمل لنا حباً، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !.
لا يلقي السير مجدي يعقوب بالاً للمتقولين تنطعا باسم الدين، والإسلام منهم وما يأفكون براء، يختلي بنفسه مثل راهب ناسك في قلايته، عاكف علي مهمته، يطبب لا يطلب جزاءً ولا شكورا، النداهة ندهته، مصر ندهته، وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا، ولكنه عاد من فوره ملبيا.
مصر وإن طال السفر، رجع من سفرته الطويلة، حط الرحال، وضرب في صحراء الهجير خيمة صغيرة، مثل مرفأ آمن، يؤمن للقلوب الصغيرة فرصة علاج، لا يبخل بجهد ولا بعلم، علم نافع، عمل صالح، ما ينفع الناس يمكث في الأرض، العلّامة الكبير زرع فسيلة في أرض الوطن، وتعهدها بالرعاية، وأمدها بماء الحب، ولكن الثعالب الرابضة في الدغل تغتال سمعته الطبية العالمية بفتاوي مسمومة، وشائعات خبيثة.. عقورين.
الدكتور يعقوب لا يملك رداً علي هذا العفن الطائفي المتغلغل تحت جلد هذه الأفاعي السامة، ولكنه يملك قلبا مغسولا بماء الحب، ويوصي تلاميذه ان أَحِبُّوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلي مُبغِضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم !!.