بقلم المهندس .نادر صبحي سليمان
“الله يعشق ضعفي يا اولاد الافاعي “
تعجبت من اناس قلوبهم لا تملك الا السواد القاتم و نفوس مريضة لا تملك الا الخسة و الغدر و الكذب و يتظاهرون انهم يصنعون مشيئة الله و هم انفسهم الذى قالوا يارب نحن نتحدث باسمك و قال لهم الله انا لا اعرفكم انتم اولاد الافاعى . و هم أنفسهم من قال عنهم الكتاب (إنجيل متى 6: 7) وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ. و أتساءل من منكم فعل هكذا يا اولاد الافاعي الذين ترددون الكلام باطلا !! “سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. متى 5 (38.39)” هؤلاء يا صديقي تتملكهم روح الكبرياء و العظمة و عناد إبليس الساكن فيهم و لا فائدة منهم لأن صوت إبليس دائما بداخلهم يبرر لهم أفعالهم و تصرفاتهم الغبية و الخبيثة و الدنيئة و يقول لهم ابليس انتم هكذا تفعلون مشيئة الله تماما و هم في الحقيقة لا يعرفون الله من الأساس مثل مثال مثل الفريسـي والعشـار.ماذا قال السيد المسيح عندما طلبوا منة ان يتكلم إليهم ..قال يسوع انسانين ذهبوا الي الهيكل ليصليان أحدهم فريسي و الآخر عشار .. أما الفريسي فوقف يصلي في نفسة اشكرك الهم انى ليس مثل باقي الناس الظالمين الزناة و اشكرك انى ليس مثل باغى الضرائب هذا .أصوم مرتين في الأسبوع و أقدم لك العشور من مالي .. أما العشار فوقف من بعيدا و لم يشاء رفع وجهة الي السماء بل قرع علي صدرة قائلا اللهم ارحمنى انا الخاطىء .. ” و الحق اقول لكم أن العشار و ليس الفريسي عاد مبررا أمام الله لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع.. فَأَيُّ الاِثْنَيْنِ عَمِلَ إِرَادَةَ الأَبِ؟» قَال لَهُ: «الأَوَّلُ»… كم من كلمات شكر قدمها الفريسي الي الله في الصلاة!! و لكن الله لا يقبلها بسبب عدم اتضاعة و تعالية و حقدة و قلبة الأسود الذى ان دل فيدل علي كل شماتة و يعتقد انة هكذا يفعل مشيئة الله.
اما نحن نحكم علي أنفسنا نعم نحن العشارين و الزوانى و الخطاة و ذات الضعفات مثل موسي قتل و غضب مرتين و كسر لوحي الوصايا .. نحن مثل جدعون خائف و شكاك و قليل الحيلة ..نحن مثل شمشون زنى و أسير لشهواته .. نحن مثل داود في وقت ما قد زنى و قتل.نحن مثل ايليا يئس و طلب لنفسه الموت . نحن مثل بطرس مندفع و أنكر المسيح أمام الناس. نحن مثل توما إنسان شكاك شك في قيامة يسوع و أصر أن يري ليؤمن . كل الضعفاء و منهم انت و انا يا صديقي هم من استخدمهم الله بقوة .. فهو عاشق ضعفي و قريب لقلبي الخاطيء . انا معاك انا إنسان وحش و بداخلي كل العبر لكن هو عاجبة هو قال فتيلة مدخنة لا يطفىء و قصبة مرضوضة لا يقصف . اختار الرب الغلام الصغير الذي كان يرعى الأغنام ليصبح قائداً لبني إسرائيل. اختاره صغيراً ليجهزه لهذه الخدمة الكبيرة. وأرجو أن نتذكر كيف يختار الله الناس ليخدموه. إن الله ينظر إلى قلوب البشر، ولا تهمه المظاهر لأنه يريد القلب والجوهر. لعن المسيح شجرة التين التي كانت مورقة دون أن تحمل ثمراً (مرقس ١١: ١١-١٤). وهو يريدنا أن نكون مثمرين . نقدم للناس من حولنا ثمراً صالحاً يشبعهم ويفيدهم . لا بالكلام ولا باللسان لكن بالعمل و الحق.ونلاحظ أن حكم الله علينا يختلف عن حكم البشر علينا. كان صموئيل يظن أن أليآب الابن الأكبر ليسى هو الشخص الذي اختاره الله ليكون ملكاً. ولكن الله رأى أن داود هو الأصلح. وقد اختار الله داود لأنه رأى قلبه الصالح.تأكد أن الله يعرف حالة قلبك ويريد أن يعطيك القلب النقي . ويسعدك بأن يغير حياتك الي النافع الأصلح لك ادع الله أن يدخل قلبك ليجعل منك إناء صالحا لخدمته و آلة لطاعته وتنفيذ مشيئته و اتركهم في اوهامهم و عنادهم لأن هؤلاء قال عن امثالهم الكتاب في رؤيا يوحنا ” أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِدًا أَوْ حَارًّا! هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ.
الوسومنادر صبحى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …