الخميس , أغسطس 15 2024
الكنيسة القبطية
مايكل عزيز البشموري

أيها الأقباط استمتعوا بالإضطهاد .. وتقبلوا الآلم بسرور يكفى أن أسيادكم من الأسود

بقلم / مايكل عزيز البشموري
 عاهدت نفسي بأن لا أتحدث عن الحوادث الطائفية المتكررة التى يتعرض لها المسيحيون المصريون ، فالسبب وراء ذلك يرجع ، لـ تواطؤ قادة الكنيسة القبطية ، وصمتهم المخزي إزاء كل حادثة طائفية ، يتعرض اليها شعبهم ، وذلك من قبل المتطرفين الإسلاميون ، وهذا التواطؤ المصحوب دائماً بالصمت ، أدي إلى تجاهل الحكومات المصرية المتعاقبة لمطالب وحقوق مواطنيها الاقباط .


 مشكلتنا الحقيقية تكمن فى عدم وجود قيادة قبطية سياسية تمثل مصالح الأقلية القبطية داخل مصر ، وما يوجد حالياً هو قيادة دينية مرتعشة تلعب أدواراً سياسية ، وقد دفعت الكنيسة والأقباط الثمن باهظاً وراء لعب رجال الدين الاقباط ذلك الدور ، وطالما لا يوجد لدينا قيادة مدنية حقيقية تعمل على خدمة مصالح الشعب القبطي ، سنرى تكرار المسلسل والسيناريو الطائفى الذي تعايشناه على مدار الستون عام الماضية ، ومازلنا نتعايشه حتى الآن .
 بالطبع سيسألنى أحدهم : ما العمل إذن ؟؟!


الإجابة قديمة ومتكررة : نحن نفتقد للآليات الشرعية  التى من شأنها تدعيم فكرة المواطنة والدولة المدنية ، وبناءاً عليه يحتدم علينا تفعيل المؤسسات المدنية القبطية المعترف بها رسمياً لدي الحكومة المصرية ، وعلى رأس تلك المؤسسات ( المجلس الملى العام ) الذى من إختصاصه إدارة شئون الطائفة القبطية ، وقد تم تجميد المجلس الملى عن قصد من جانب الكنيسة والدولة ، اللتان تحققان أهدافاً مشتركة لصالحهما من وراء إغلاق هذا المجلس .
 وهنا سيُطرح أحدهم سؤالاً آخر : لماذا لا يُفعل المجلس الملى حتى تلك اللحظة ؟!


الإجابة ببساطة : لان المجلس الملى مؤسسة مدنية ونحن نفتقد لقواعد الدولة المدنية ( راجع مسودة الدستور المعيب ) ، وبالنسبة لقادة الكنيسة القبطية ، فهم لا يريدون الدولة المدنية ( راجع تصريحات الانبا بولا حول هذا الشأن ) ، بل ويرفضون إعادة المجلس الملى من جديد ، والسبب فى ذلك يرجع : اولئك القادة يرون أن تفعيل المجلس سيحط من نفوذهم الكبير داخل المجتمع القبطي ، وبالتالي سيمنح العلمانيين الاقباط صلاحيات موسعة تتحكم في تصرفاتهم وأفعالهم عبر إدارة العلمانيين للمجلس ، وبناءاً عليه سيُسحب البساط السحري من تحت أقدامهم ، وسيُحرمون من أغلب الحقوق والامتيازات الممنوحة لهم من جانب الدولة المصرية .


 هنا نرى أن الكنيسة وقادتها باتوا الممثل الشرعي الوحيد للجالية القبطية داخل جمهورية مصر العربية !!! ، لتصبح الكنيسة القبطية دولة داخل الدولة المصرية ، وهذا ليس محض إدعاء أو إفتراء ، ولكنه حقيقة وواقع حياتي يتعايشه أغلب الاقباط ، فالكنيسة أصبحت بالنسبة للكثير منا وطناً موازي ( نادي ، مسرح ، رحلات ، مؤتمرات ، مهرجانات ، مؤسسة اقتصادية ، محلات لبيع المستلزمات الصحية والمأكولات – قنوات فضائية …. الخ ) ، وبالنسبة لحكومة مصر الشقيقة فباتت لا علاقة لها بأبناء الجالية القبطية !
 

والنتيجة ؟؟!!

النتيجة يبقى الوضع على ما هو عليه – بمعنى – لن تفعل الدولة المصرية شيئاً إزاء الحوادث الطائفية المتكررة التى يتعرض لها المسيحيون ، لاننا لا نخضع لسيطرتها ، ولكننا ضمنياً خاضعين لنفوذ الكنيسة وسطوة رجالها !
 وبناءاً عليه ..
أصبحت لدى قناعات خاصة بأن الصمت هو الحل الوحيد للتعبير عن الاحتجاج الجامح الذي يُشعل خواطري ، لان المشكلة فينا .. العيب فينا .. نحن لا نؤمن بأنفسنا .. نحن لا نحترم أنفسنا .. ولا نؤمن بالدولة المدنية .. نحن فاشلون .. بل والاخطر من ذلك ، لقد احتقرنا أنفسنا عندما جعلنا من أصحاب العمم السوداء أبطالاً شجعان على حساب كرامتنا ورجولتنا ، فأصبحنا الشعب الوحيد بالعالم الذي يطلق على رجال دينه لقب : الأسود ، ونحن الأقلية المسيحية الوحيدة فى العالم التى ليس لديها قادة سياسيين .
وهنا لا يسعني سوي مطالبة شعبنا العظيم الاستمتاع بالإضطهاد ، وتقبل الألم بسرور ؛ بالاضافة لضرب المطانيات يومياً لإسيادنا الأساقفة الأسـود !

– خواطر :

السماء لا تحمي المغفلين

شاهد أيضاً

الدكتور عماد فيكتور سوريال يتحدث من خلال الجزء الثالث للأحوال الشخصية عن المرأة

23 رِيحُ الشِّمَالِ تَطْرُدُ الْمَطَرَ، وَالْوَجْهُ الْمُعْبِسُ يَطْرُدُ لِسَانًا ثَالِبًا. 24 اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.