بقلم : ياسر العطيفى
راودتني تلك الأية وأنا أتابع المشهد التركي متجردا من أى إنتماء،أو تمنيات ولكن فقط متابعاً محللأ للأحداث ومستخرجنا من المخزون المصري ما عانيناه وتجرعناه في الفترات الماضية ،وكأني أرى نفس السيناريو ينتج بطريقة مختلفة ،طريقة مبهرة على الطريقة (التركية)تماماً كمسلسلاتهم ،كي أكون منصفاً لا أستطيع أن أجزم إن كان ما حدث هو سيناريو امريكى اردوغانى فهناك العديد من علامات الاستفهام تحتاج لإيجابات وإيضاحات حتى الأن ومن بينها مخاطبتة لشعبة من قناة أمريكية CNN، وعودتة من قاعدة انجرليك الامريكية في اكبر طائرة عملاقة حربية في العالم ..طارئة هيركوليس الامريكية .. حتى عودته كانت بحماية امريكية !!؟.أو السيناريو الأخر وهو محاولة تمرد من بعض وحدات الجيش على أسلوب إدارة أردوغان المقصية لكل ماهو معارض فى الفترة الأخيرة -ولكن النتيجه المفزعه هو سرعة تطبيق السيناريو الاخوانى والذى تجلت معطياتة فى الأتي
1-عزل 2740 قاضى من منصبة بحجه دعم الانقلاب دونما دليل (نفس السيناريو في مصر سابقا بحجه تطهير القضاء)
2-تفكيك الجيش الوطني للدولة وتعمد اهانته واضعافة وخلق جيش موازى يدين بالولاء لهم فقط وهذا ما رأيناة جلياً فى الوحدات المسلحة التى نزلت بجانب الشرطه التركيه (دونما صفة) للقبض على عناصر الجيش وتعمد الاهانة والتنكيل بهم وتصويرهم بصور مخذية(نفس السيناريو في مصر سابقا من محاولات التشكيك فى انتصارات الجيش المصرى والتهكم عليه واستقطاب أرذال العالم فى سيناء ومدهم بالسلاح وظهور ميلشيات مسلحه)
3-ما سبق ذلك كله من اغلاق للصحف والقبض على الصحفيين واغلاق قنوات تلفزيونية
4-استخدام شعارات دينية رنانه يستقطب بها الأفئده واللعب على هذا الوتر الذى هو قيثارة الاخوان فى استمالة القلوب وسرقة العقول وهو ما استخدمه بالأمس اردوغان ،وتسمية الجيش التركي بجيش محمد !!
5-البطش والتنكيل والسحل لكل معارض وهو مبدأ قطبي إخوانى أصيل وهو ما سنشهده الفترة المقبلة بجدارة في تركيا من قتل المئات وربما الألاف بحجه المشاركه فى الإنقلاب
6-وأخيرا وليس أخرا حالة الإستقطاب والفرقة والتشيع الذي يبذرونه فى أى مجتمع يحلون فيه وهو ما قد بدأ بالفعل فى المجتمع التركي وهي شروخ لن تندمل سريعا في المجتمع التركي
ولعل ما يثير السخرية بعض العقول الاخوانية المصرية ومواليهم الذين سارعوا فى إسقاط الحالة التركية على الحالة المصرية في شعور مفعم بالدونية والإنبطاحية وهى بالطبع مرض إخوانى خطير وفيرس أصابوا به المجتمع المصري فكل ماهو مصري حقير وذو غرض رذيل!!؟ وكل ماهو غيرة فرائع وجميل وذو غرض نبيل وأصيل!!،وتناسى هؤلاء أن البون شاسع فى الحالتين وربما لو أمعنا النظر فهما متشابتان وإن أختلفت الأوجهه
ففي الحالة المصرية شعب أراد ونزل وأمر جيشة أن ينزل لا لشىء سوي أن يحافظ على هويتة وإعلاء قيم نظامة الجمهوري من جماعة مغتصبة لكل مفردات وقيم الجمهورية
وفي الحالة التركية أيضا شعب نزل أمرا بعض وحدات جيشة أن ترجع محافظأ أيضا على قيمة الديمقراطية الدستورية التركيه ،ففي الأولى لم ينزل المصريين لشخص،والثانية أيضا لم ينزل الاتراك لدعم شخص !! إنما الهدف الأسمى والاعلى كانت الاوطان وقيمها الديمقراطية
ولكن يبدوا أن الإخوان وكعادتهم في خلط الأوراق أبوا إلا أن يصنعوا وثنا يعبدوة ويمجدوة ويهتقوا بإسمة ويختزلوا عظمة الأوطان ويقزموها في شخصيات فردية، فكانت فى الحالة الأولى المصرية (مرسي)،وفي الحالة التركية أردوغان !!!
ولو سألتهم لأجابوا بلسان الحال (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ) يا سادة لو أنكم تعون وتدركون (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) لأرحتم وأسترحتم ، إنما تنهض الأمم وتعلوا وتقوم بإعلاء القيم الدستورية العليا وسلطة القانون وإحترامة والمساواة في الحقوق والواجبات وإعمال الضمير فهلا أستفقنا !!؟؟
الوسومياسر العطيفى