بقلم/ أمل فرج
إليك أيها الرجل الشرقي ..
ما أروعك !
ما أبدعك !
تبهرني شهامتك و نخوتك ، فإنه لا يغفل عن الرجل الشرقي توغل أصابع العنوسة لتفسد على الفتيات حياتهن ؛ فقررالفارس الشرقي أن يكون المنقذ لأحلام العذارى ! كما أنه تابع بشغف كيف هي تزايد أعداد الإناث أمام أعداد الذكور ؛ فاستشعر ما ينتظر المجتمع من سوء العواقب ؛ فقرر أن يهطل علينا من السماء في هيئة (السوبرمان) لينير المجتمع بإشعاعات تبدد ظلام الكون من حولنا ، فوحده من يمتلك المفتاح السحري .. لقد فتح الرجل الشرقي في الآونة الأخيرة ملفا كنا نعتقده قد نام مليًا في أدراج النسيان ، ولكن تأبى نخوة الكثير من الرجال أن ينام السلاح والعدو يتربص !.. ولكن أيها الرجل الشرقي كم أنت بارع ! .. نعم ، كثير من رجال الشرق بارعون في الكذب على أنفسهم وعلى من حولهم .. بارعون جدا في السعي للباطل بارتداء ثوب الحق .. كثير من رجال الشرق دائما لا يجيدون شجاعة المواجهة بالحقيقة والاعتراف بها ، كثيرا يٌخفي نواياه التي يخجل من الكشف عنها بستار الدين والرجولة والشهامة وكل ما خلق الله من نٌبل الأخلاق ..
اضطرار الرجل للزواج بأخرى في أغلب حالات الزواج الثاني اليوم أٌكذوبة تدعو للضحك الهستيري .. فليست هذه هي الحقيقة يا سادة ، الحقيقة أن كثيرا منهم لا يملكون جرأة الاعتراف بفرط الأنانية وإدمان النزوات والتحليق فوق زهور البساتين .. لقد أفتى كثير من العلماء بجواز الزواج الثاني لأسباب قد تقنع العقل وأسباب قد تدهشه ، ولكثير من هؤلاء الفقهاء أقول لهم : فلتقولوا ما تقولون ، فكلمة الحق واحدة ، واضحة ، مقنعة لجميع مستويات العقول والثقافات في كتاب الله ، أما أنتم فتحملون على عاتقكم أكبر الوزر فيما تعاني كثير من زوجات اليوم ، أنتم تتحملون إثم انهيار كثير من الأسر وتبعات ذلك ؛ فكثير من الأئمة راح يفتي كل منهم بما تميل له نفسه وليس بما جاء في شرع الله ، حتى وصل الأمر اليوم أن يفتي أحد كبار الفتوى بجواز زواج الرجل بأخرى لفرط رغبته الجنسية ، وآخر يجيزه نظرا لأن الزوجة لا تكون على استعداد لاستقبال زوجها في الفراش لأيام في الشهر
أو أثناء مرضها ، أو حملها .. وكأنهم ينظرون للرجل وكأنه من قطيع الدواب لا يملك أن يكبح جماح شهوته لبعض الوقت .. فتاوى تجعل لجميع الرجال حجة من نسج الوهم وباسم الشرع الذي ابتدعوه وفسروا به شرع الله كما اشتهت أن تفهم أهواؤهم ، ولو كان هذا من الشرع في شيئ فكيف نظر الإسلام للمرأة ممن هي في مثل ظرف مثل هذا النوع من الرجال ؟ ، ولِمَ لَم يٌسرد الإسلام الحديث عنها ؟ .. هل كان سيعذر الرجل والمجتمع مثل هذه المرأة في أن تٌطلق من زوجها لمثل هذا السبب ؟! سؤال ساذج وغير منطقي لا يحق إلا للرجل فقط ؛ فوحده من يملك الإحساس والمشاعر !!
عزيزي الرجل .. ليس من الحكمة والعقل والعدل أن تهدم جدران أسرتك وتؤلم زوجة تملك من الحسرة ما يقتلها رعاية لفتوى الأهواء والغرائز .. لقد أباح الله التعدد بضوابطه التي إن لم تتوفر أصبح الحلال حراما ؛ لما يترتب على ذلك من أضرار على كافة المستويات ، و احتراما للمرأة كإنسان يتألم ويشعر وصاحب حق وكرامة، وحفاظا على كيان الأسرة ونسق المجتمع ، و لهؤلاء الذين يقولون إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوتنا ،و قد تزوج بتسع زوجات ، أقول لكم يا سادة : إن رسول الله لم يتعدد في زوجاته شهوة أبدا ، وإنما كان يتزوج بأمر الله أحيانا ولخدمة الإسلام في كل حين وحماية للمسلمات من ذويهن من المشركين خشية ألا يجدن من يعولهن مما يضطرهن للارتداد عن الإسلام كما كان مع (سودة بنت زمعة ) ـ رضي الله عنها ـ تزوجها رسول الله رغم أنها كانت امرأة عجوز على مشارف الموت ،وقد تنازلت عن يومها مع رسول الله للسيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ فلم يعاشرها رسول الله معاشرة الأزواج ؛ وما كان زواجه منها إلا حماية لها ولدينها .. كما أنه -عليه السلام – قد منع عليًا -كرّم الله وجهه -من الزواج على فاطمة ابنته لأن ما يؤلمها يؤلمه ، وخشية أن تُفتتن في دينها ،ياليت كانت لكم في نبيكم أسوة ـ حقا ـ أيها الرجال ..
لست بصدد تحريم ما أحل الله ، ولكن الله لم يحل هذا الأمر بغير ضوابطه وضروراته ، كمن مرضت زوجته مرضا لا يٌرجى شفاؤه أو طال أمده ، أو العاقر ، وغير ذلك من أسباب تقنع العقل وتهدأ النفس لتقبل الزوجة بزواج زوجها بأخرى عن طيب خاطر وبأقل ألم لمشاعرها وكرامتها، ومراعاة لأبناء أسرة أنت مسئول عنهم أمام الله ،الذي حكم سبحانه بأن الرجل وإن توفرت له أسباب الزواج الثاني حيث لن يستطيع أحد أن يجادله فيه أو يٌثنيه عنه بأنه لا مفر آثم ؛ لأنه لا مفر لن يعدل ولو حرص ، ذلك ما حسمه تعالى في قوله الكريم
( ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ) ، أما لكثير من النساء فأقر أن على كثير منهن أن يتحملن مسئولية زواج أزواجهن بأخرى ، و لذلك حديث مٌنفرد ، أما هنا فيا أيها السادة الرجال.. اتقوا الله ، وتدبروا بعقولكم ، وافقهوا بقلوبكم ، وارحموا أولادكم ، واحترموا زوجاتكم ؛ احتراما لربكم