أيام قليلة وتأتي الذكري الثانية لثورة الثلاثون من يونيو اليوم التي تحررت فيها مصرنا الحبيبة من ضباب الجهل وغياب الوعي وفساد الفكر يوم انتفضت الامة ليكتمل بنيان ثورة الخامس والعشرون من يناير التي شهد العالم اجمع ان للمصريين صوت حر لايستطيع احد ان يكممه وفي هذا اليوم بماذا نحتفل هل نحتقل انه في مثل هذا اليوم خرجت جموع الشعب لتقول للعزلة لا ام نحتفل ان المصريين وحدوا صوتهم .هل عمل المصريون لتغيير واقعهم الاليم ؟ماذا حدث في مصرنا لن نقول حدث في مثل هذا اليوم بل سنرفع صوتا واحدا ونقول ماذا فعلنا منذ هذا اليوم.
شهدت مصرانجازات غير مسبوقة على الصعيدين المحلي والدولي.
داخليا في استكمال خارطة الطريق باستكمال بناء مؤسسات الدولة، الأمر الذي تمثل في إقرار الدستور وتشكيل مجلس النواب في انتخابات شهدت لها مؤسسات دولية بالحرية والنزاهة و إطلاق الرئيس برنامجا لتأهيل الشباب للوظائف القيادية في الدولة..
واستشعر المصريين في عامين ازمة كبري كان تشكل السبب الاول في عدم رضاء الشعب علي ادارته السابقة في انقطاع الكهرباء وعدم توفير الخبز والوقود ولكن تحرك الرئيس السيسي مع الحكومة لوضع خطة سريعة لتجاوز هذه الازمة وقد نجح في تخفيف هذا العبء الكبير علي المصريين في حياتهم اليومية. وقد اعتمد السيسي على تدشين مشروعات عملاقة لارجاع مصر علي الخارطة الاستثمارية العالمية وجذب استثمارات أجنبية، تبلغ قيمتها تريليون و40 مليار جنيه، كانت قناة السويس الجديدة أول ما تحقق منها بتكلفة بلغت نحو 55 مليار جنيه مصري في مدة زمنية قياسية، ويعد هذا الانجاز هو بداية لمشروع تنمية محور قناة السويس المخطط له أن يكون محورا للتجارة العالمية. كما أطلق السيسي مشروع الإدارة الجديدة بالقرب من إقليم قناة السويس ومشروعا قوميا للإسكان الاجتماعي ببناء نحو 500 ألف وحدة سكنية سنويا، بالإضافة إلى المشروع القومي لاستصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان و تخصيص نسبة من الانفاق العام تتصاعد تدريجيا لصالح قطاع الصحة واضافة مرافق طبية جديدة وتدشين شبكة طرق داخلية جديدة وانشاء شبكة طرق دولية و انشاء عدة مطارات وموانىء واقامة عدة مدن ومراكز سياحية جديدة.
ثم جابه الرئيس السيسي اخطر ملف وهو مكافحة الإرهاب فهذه الحرب تعد من اشرس الحروب التي شنها الجيش المصرى برجاله الاوفياء ورجال الشرطة وشعب مصر علي من يقتلوا ويحرقوا ويروعوا انتقاما لرحيل حلفائهم فمنذ أن رحلت “جماعة الإخوان” عن الحكم، أعلنت الجماعات الدينية المتشددة، التي استوطنت شبه جزيرة سيناء خلال تلك الفترة، الحرب على القوات المسلحة المصرية والشرطة، ونجحت فى تنفيذ عمليات عدائية انتحارية أودت بحياة العديد من الضباط والجنود.
غير أن موقف الدولة كان قويا في الإصرار على مواجهة تلك الجماعات المتطرفة عبر إعادة ترتيب القوات المسلحة وقوات الأمن في سيناء، وإمدادهم بأحدث الأسلحة المتطورة للسيطرة على هذه البؤرة المشتعلة.
ففي كل يوم تذهق روحا نقية طاهرة دفاعا عن امن مصرنا من اعدائها بالداخل قبل الخارج وفي عامين اظهرا الادارة المصرية انها قادرة على حماية شعبها وقطرها ومستثمريها.
وفى سبيل تحقيق الأمن ودعم القوات المسلحة التي تصدت على مدار 5 سنوات لمخطط تفكيك الدولة المصرية، عقد السيسي منذ توليه السلطة عدة صفقات مهمة لتسليح مصر وتعزيز قدراتها العسكرية
.
اما علي الصعيد الدولي
فقد نجحت الادارة المصرية في انهاء مفهوم التبعية في علاقات مصر الخارجية، وفق توجه استراتيجي يرتكز على الندية والالتزام والاحترام المتبادل مع دول العالم، مع عدم التدخل في شؤون مصر الداخلية؛ حيث سعت الادارة المصرية لبناء علاقات دولية قوية مع العديد من الدول الكبرى، في مقدمتها روسيا وفرنسا والهند والصين، ووضع العلاقات المصرية الأمريكية في نصابها الصحيح.
وايضا فازت مصر بالمقعد غير الدائم لعضوية مجلس الأمن الدولي. وحصلت خلال العام نفسه على عضوية مجلس الأمن والسلم الأفريقي.
وهنا نتوقف ونسال انفسنا في ان السيسي يعمل يوما بعد يوما لانجاز الوعد وقد انجز الرجل وهاهو يومنا لنجدد الثقة ونتسأل ماذا بعد ؟ ماينبغي ان نفعله لنستشعر الانجاز؟.
يجب ان تتغير منظومة الترويج لمصر وان تنفتح مصر علي كل دول العالم وان يتدفق الزائرون من شتى أنحاء العالم للاستثمار والعمل في مصر حيث ان هؤلاء الزوار متسلحين بخبرات كبيرة ومهارات عالية في العمل والثقافة ليضيفوا خليطا حضاريا متميزا في الدولة.. ويجب ان نكمل طريق التسويق المباشر بتجهيز لمؤتمر سنوي من الحكومة المصرية يعرض تسهيلات جديدة وفرص استثمارية تجعل الشركات العالمية لفتح مكاتب لها في مصر لكونها مركزا محوريا للأعمال في هذا الجزء من العالم..
ولم تعد مصر تعتمد بشكل كلي على السياحة كمصدر لثروتها منذ العام الماضي بل أصبح لديها وسائل وقنوات متعددة تساعد على تحقيق التنمية والتطور على كافة المستويات. مما يعطي الادارة المصرية الفرصة الجوهرية التي تتيح ان نقوم بتغيير البنية التحتية للمنظومة السياحية والخدمية وان يتم تقسيم السياحة المصرية لقطاعات متخصصة تستهدف مشاركة القطاع الخاص في التطوير بكافة المناطق الاثرية لتوفير سبل متقدمة فى النقل وتكنولجية في العرض وترفيهية للسائح اثناء زيارته للمعالم الاثرية ولا يتحمل المشقة السابقة مع البدء فى الترويج الكترونيا لافلام وثائقية بدول العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن الحضارة الفرعونية والحضارات المتعددة في التاريخ المصري لبدء ايجاد الباحث والمهتم بهذا التاريخ
و يجب ان نضع لانفسنا منافسا للتنمية علي المستوي العالمي مثل الامارات و هونغ كونغ وسنغافورة.. حيث ان تاريخ المدن يقول إن هونغ كونغ احتاجت إلى أكثر من 100 عام لتجد لنفسها مكانا وسط العالم أما بالنسبة لسنغافورة فقد استغرقت رحلة بناءها أكثر من 50 عاما والامارات أقل من عشر سنوات فمصر تمتلك الان كافة المقومات فى ادارة وطنية وثورة بشرية عملاقة وموارد بيئية متعددة لان تكون مصر في وضع متقارب لهذه الدول المتقدمة.
بدء تفعيل منظومة صنع فى مصر والبعد عن البيروقراطية في اتخاذ القرار وتنفيذه لكي تتبوء مصر مكانة متقدمة على خارطة التجارة العالمية لقائمة الدول المصدرة للسلع .
انشاء مؤتمر سنوى للقمة الحكومية المصرية في جودة بيئة الأعمال وسهولتها بوقائع مشاريع تضع البيانات والفرص لكل متابع للشأنين التنموي والاقتصادي. حيث انه يجب تفعيل الحكومة الالكترونية في كافة المعاملات وعدم التعامل ورقيا. وهذا يتطلب من الحكومة المصرية الاستعانة بالمصريين اصحاب العقول والخبرات العالمية ،لما تمثله الحاجة في الوقت الراهن الي بنك للبيانات والمعلومات لادارة وتطوير الدولة المصرية وبالتالي نضمن القضاء علي الفساد الذي يعرقل جهود التنمية والتطوير.
فالاقتصاد يسلك طرق التنويع بشكل حثيث حيث يجب ان يتم دعم المسثمريين الصناعيين لكي يكون لمصر حصة استراتيجية بالسوق العالمي .. وبذلك تكون السنة القادمة هي استكمال للانجازات وتسويق وتكملة ماتم انجازة لكي تصبح مصر دولة متقدمة في كافة القطاعات
بقلم السفير الدكتور محمد حمزة الحسيني
رئيس اللجنة الاقتصادية بالجمعية المصرية للامم المتحدة