الجمعة , نوفمبر 22 2024

جولة «العربي الأخير» بين فلسطين و منتدى عمان بالأردن

بقلم : نانا جاورجيوس

في ختام جولته الأدبية ما بين فلسطين والأردن، والتي جال خلالها صاحب «العربي الاخير» الروائي الجزائري واسيني الأعرج لتوقيع عدد من رواياته. هي أنثى السراب و مملكة الفراشة، وسوناتا أشباح القدس،وفي منتدى عمان وقع روايته الأخيرة «العربي الاخير». يشغل صاحب «العربي الاخير»، منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون في باريس، والحاصل على العديد من الجوائز من جهات ثقافية متعددة، آخرها جائزة كتارا للرواية العربية عن فئة الرواية المنشورة, وجائزة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي، عن رواية «مملكة الفراشة”.

صرح خلاله الروائي بأن المناخ العام لروايته الاخيرة «العربي الاخير» يحاول إثارة أجواء إستشرافية لما يحمله المستقبل في المنطقة العربية من جرس إنذار ومحاذير. وقام خلال منتدى شومان الثقافي بتفكيك تفاصيل روايته الأخيرة «2084… حكاية العربي الأخير » أمام جمع من المثقفين و الأدباء والطلاب الجامعيين وعاد بالحضور إلى المرجع الأساسي لروايته والتي إستلهمها –كما قال — من رواية الكاتب العالمي جورج ورويل « 1984» التي كتبها في عز الإحتفالات المخلدة لإنتصار الحلفاء على النازية رواية متشائمة. وأنه أراد تقديم « ما آل إليه العرب داخل دوامة التحلل والتفكك التي قذفت بهم خارج التاريخ وحولتهم الى شعوب ضائعة بلا ارض ولا هوية يبحثون عن معاشهم وسط عالم جشع» مشيراً إلى أن الرواية « تعد كما قال تصور أدبي للواقع الحالي للعالم ».

وبعيداً عن عنصر التشاؤم الذي يميز الرواية أكد الأديب أن ” العربي الأخير” يتنبأ فيها بمستقبل الأوضاع العربية من راهنها إلى غاية 50 سنة قادمة وبأنها تأتي في ظرف عربي عصيب هو الحلقة الأضعف والعرب هم ضحية خيراتهم”.

وقال أن المغامرة في هذا النوع من الكتابة الاستشرافية تخلق نوعا من ردود الافعال عند القراء، مشيراً إلى أن من يقرأ رواية «العربي الأخير» سيصادف بعضاً من شخصيات أورويل ولكنها بشكل مقلوب، كما سيصادف جزئية التاريخ وجزيئة حكاية هذا العربي الأخير، حيث تتجلى الخطورة في كلمة «الاخير» كاسهام حضاري. وبين انه لكتابة روايته احتاج الى مراجعات واللجوء للوثائق والمراجع العلمية والتاريخية، مشيرا الى ان بطل الرواية اسمه «آدم» وهو عالم في الفيزيائيات يعمل في مختبر في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الاميركية.

وفي حواريته المتبادلة مع الناقدة والأستاذة الجامعية رزان إبراهيم حول مجمل أعماله،والتي إختتم فيها ندوة منتدى شومان الثقافي بعمان، بتوقيع كتابيّ حكاية العربي الأخير لواسيني الأعرج، وكتاب “التخييل في عالم واسيني” للدكتورة رزان إبراهيم. حيث أدارت المنتدى دكتورة رزان، والتي إستهلت الإفتتاحية بكلمتها معبرة فيها عن إبداعات ضيفها، قائلة:« إن كان واسيني قد اختار انخراطاً في شهوة الكتابة لا تقل عن شهوته للحياة, فإن براعة أدبية ملموسة ما كان لها أن تحضر بمنطق فانتازي يغادر قوانين الحياة إلا لتقول الحياة نفسها, فهو من أولئك الذين اختاروا العيش بكل حواسهم, وفتحوا حواراتهم مع نصوص سردية كبيرة قالت الكثيرعن اشتراطات حياتية إنسانية بروح كونية هي أساس كل أدب عظيم يحكي الألم الجمعي ويعبر عنه».

و أشارت إلى أن رواية «العربي الاخير» لواسيني الأعرج، ترفض نزعات التناحر والتدمير، وتتطلع على نحو جاد إلى تشكيل وعي نقدي تجاه كل فئة ظالمة تعكر صفو الحياة وتسيء إليها، وهو ما ينسجم ورهان الكبير للروائي على كلمات من شأنها زرع المحبة وتجبير شقوق الروح في زمن عربي صعب تغدو فيه رواية مثل « حكاية العربي الأخير» فسحة مناسبة لتأمل ذواتنا العربية في خضم صراعات ثقافية سياسية معقدة، أو لعلها تكون سبيلاً من سبل الاقتراب من حقيقة مهما كانت هذه الحقيقة معتمة.

13226949_1087659834627064_6454348043481856261_n

شاهد أيضاً

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهر 82 عاما

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 30 أكتوبر، توفي الفنان مصطفى فهمي عن عمر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.