مع دقات عقارب الساعة التاسعة من صباح، الأحد، فُتح باب ضخم تغلق به وزارة المالية ، مصلحة الخزانة العامة، أمام جمهور عريض في انتظار استبدال العملات الورقية بأخرى معدنية، في مشهد لم نره إلا في «طابور العيش» قبل منظومته الحالية.
الإجراء لم يكن غريبًا، بل هو مظهر يومي لأهالي منطقة المنيرة الواقة بحي السيدة زينب، عند مقر عدد من المصالح التابعة لوزارة المالية، والمجاورة لسوق الخضروات والفاكهة.
طابور طويل تشكل في ثوان معدودة، وفور فتح الأبواب أمام المواطنين المنتظرين منذ الصباح الباكر، في حركة ميكانيكية، تبدو كأنها عادة يومية، اعتاد عليها مريدو ومحبو العملات المعدنية .
وفي هذا الطابور، يبدأ أحد موظفي الديوان بالمرور على جميع الواقفين، ليوزع ورقة صغيرة سميكة نسبيا، مكتوبا عليها «مع تحيات وزارة المالية مصلحة الخزانة العامة».
وبسؤال أحد الواقفين في الطابور، ويدعى أحمد صلاح، عامل في محل كشري، قال إن هذه الورقة يتم تسليمها لموظف الشباك، مع العملة الورقية، التي يرغب المواطن في استبدالها بـ «الفكة» –عملات معدنية- وبالتالي يكون كل يوم أحد مزدحمًا، بسبب عطلة المصلحة يومي الجمعة والسبت.
ويرد آخر يعمل بقالًا إنه يأتي كل فترة إلى مصلحة الخزانة لتغيير العملات الورقية، لأنه يستفيد بها في التعامل مع الزبائن، وأن هناك أزمة في إيجاد هذه «الفكة».
ويضم الطابور تشكيلة كبيرة من الباعة الجائلين وأصحاب المحال والبقالة، والكثير من المتعاملين بالعملات المعدنية، من العاملين بالتجارة.
ووسط كل ذلك تلاحظ مرور الموظف، مرة أخرى، لإخراج الأطفال من الطابور، بسبب عدم تخطي أعمارهم الـ 18 عاما، لكن الأطفال يصرون على تغيير العملة لأنهم مكلفين من أصحاب العمل، وهو ما يجعلهم يتفاوضون مع أناس آخرين من البالغين للتغيير لهم.
وقال إدوارد جميل، صاحب محل لبيع الدواجن، إن «الزبائن يرفضون ترك الباقي، سواء كان ربع جنيه أو نص جنيه، ويسأل الزبون الآن عن كل ما يتبقى له، وهو ما يضطرنا للسعي وراء العملات المعدنية، والمحظوظ اللي بتجيله عملة قناة السويس».
وذكرت وزارة المالية أن مصلحة سك العملة أنتجت عام 2014 نحو 19.5 مليون قطعة من العملات المعدنية المتداولة فئة «1 جنيه، 50، 25، 10، 5 قروش» خلال الربع الأول من العام المالى الحالى بقيمة 10.350 مليون جنيه بتراجع نسبته 26.7% مقارنة بإنتاج الفترة ذاتها من العام الماضى والبالغ نحو 24.5 مليون قطعة بقيمة 14.125 مليون جنيه.