بقلم : نانا جاورجيوس
في إطار دعمه لأدب السجون ، ودعم الحركة الثقافية في مدينة نابلس من خلال منح حق الطباعة والنشر لعدد من مؤلفاته لدعم الحركة الثقافية للأسرى والمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.حل الروائي الجزائري واسيني الأعرج ضيفاً على مدينة القدس حيث معرض فلسطين الدولي للكتاب . وصرح الكاتب إنه كتب روايته “سوناتا لأشباح القدس” قبل أن يزور فلسطين، مستندًا إلى المادة التاريخيّة، مضيفًا أنّه كتب عن مدينة “يحبها وتسكنه”. وأن هذه الرواية لها حميمية خاصة، فقد كتبتها قبل أن أزور فلسطين وأتعرف على القدس، فالسرد هو ما قادني إلى القدس، فأكبر عدو لمزيل الذاكرة هو الجانب الرمزي، لأن تاريخاً بكامله سيتبعه، وكان سؤالي الأول: بأية مشروعية سأكتب عن القدس؟ فأنا لست فلسطينياً، ولم أزر القدس، ولا أعرفها، لكن الشرعية الإنسانية غلبت على كل شيء، فقد كان هناك مشروع روائي عربي تحت عنوان “العرب من سايكس بيكو إلى اليوم”، فبدأت بالكتابة عن عائلة فلسطينية بجذور جزائرية، ورحلة هذه العائلة، فخرج العمل في 1700 صفحة، ووجدت داخل هذه الرواية التي استمرت كتابتها 4 سنوات ونصف، كمية هائلة من الوثائق تخص القدس، فاقتطعت منها ما يخص القدس ووضعتها وحدها، وبعد ذلك اكتشفت وكأنني أعرف القدس تماماً، وبدأت أصنّع حي القطانين وأرسم المداخل والمقاهي والغبار على الحجارة، فأصبحت فعلاً أعرف المدينة، لأنني جزء من القدس، وعندما حضرت إلى القدس اكتشفت أن المدينة هي كما تصورت تماماً بتفاصيلها، وكان هذا الجانب الأساسي الذي دفعني لكتابة الرواية. فحين تسقط كل القيم، يبقى الفن هو الحافظ للرواية التاريخية، لذلك أدخلت عنصر الفن في الرواية.
وقّع خلال زيارته لمدينة نابلس ثلاث من رواياته هي أنثى السراب، مملكة الفراشة، وسوناتا لأشباح القدس، اذ تناقش رواية ” مملكة الفراشة” تداعيات الحروب الاهلية وتأثيرها من خلال قصة بطلتها” ياما ” التي عايشت ما عرفت بالعشرية السوداء ، بالاضافة الى مناقشتهم لرواية ” سوناتا لاشباح القدس ” التي قال عنها واسيني انها تربطه بالحياة حتى في ظل اليأس ، في حين يعتبر رواية ” أنثى السراب ” نشيدا للحب في عز الضغينة. ومن التوقع غداً الإثنين 16 مايو 2016 أن يختتم جولته مع جمهور الأردن لتوقيع روايته الأخيرة( 2084 .. العربي الأخير) التي تنبأ فيها الروائي بالأوضاع العربية من الآن وحتى عام 2084. وتدير اللقاء الدكتور رزان إبراهيم.
– مقطع جديد لإمرأة سريعة العطب بعنوان :” كلما إنزلقت قدماي، تهاويت نحو قلبك”
حبيبي يا خوفي المجنون؟ ما الذي ينتابك كلما تعريت أمامك واحرقتني ثم مددت ناري نحوك؟ كل الظلال تخيفك يا هبلي وكل المدن بلا اسماء ولا سماء. كفي اليسرى لم تغلق أبدا حتى عندما اشتهاني الموت، وأصابعي لم تفقد رجفة الطفولة. في انتظارك بلا ملل، عندما أتوسد رماد الشمس الليلي وماءها الفجري. لست سيدة لنبوة تهدي العشاق بوصلة الوقت وفسحة الهرب في غابة الكلمات. أبغض نفسي إذ أكون نقطة تقتل سحر الجملة. أشتهي أن يستمر كل شيء بلا هدنة ولا هداية. لست ككل النساء والرجال أيضا، لأمسح لغتي وأتمادى في غي الوهم الكبير. لست شيئا كبيرا، مثلي مثل اللغة. مجرد عابرة في سبيل لا تعرف مسالكه. لا تطلب الكثير من النجمة البعيدة سوى أن تظل مضيئة، ولا من السيدة التي تعبر الرصيف بسرعة، سوى أن يظل عطرها أطول مدة ممكنة في أنوف تعودت على البارود وشمّ الخوف، لا أملك قدرة الآلهة لاسكن الرعد والبرق في كفي ثم أطرز بهما قبور الموتى حتى أوقظهم من غفوة الأبدية. لا أملك سوى خطواتي التي تسلك الحواف وتحلم بأن ترجع الحياة لكل النجوم التي أصبحت رمادا؟ وكلما انزلقت قدماي تهاويت نحو براكين قلبك وتركتني أناااااام. وكم أتمنى أن لا يوقظني أحد.
وإلى قراءة واسينية جديدة لإمرأةٍ سريعة العطب.