بقلم الكاتبة / حنان بديع ساويرس
على هامش الحلقة التى آثارها وائل الإبراشى ببرنامجه العاشرة مساءاَ الأسبوع الماضى بخصوص المسيحيات والحشمة داخل الكنيسة !! كان لى عدة مُلاحظات الا وهى .
1- كيف يكون الموضوع خاص بالمرأة بشكل أساسى ورغم ذلك لا نجد إمرأة واحدة ضمن ضيوف الحلقة سواء المُعارضين أو المؤيدين لحرية المَلبس ؟!!!
– لذا إنتابنى شعور بأن المرأة المسيحية لقمة سائغة في أفواه الرجال على مائدة الإبراشى وليس لها حتى حق الدفاع عن نفسها فتخلو الحلقة من تواجدها الا من بعض المُداخلات النسائية التي تَبَنَت إحداهن هجوماَ يدعو للإشمئزاز ، فوصفت المرأة بأنها قطعة لحم !! ويجب على الكنيسة على حد تعبيرها المُستفز ” لم لحمها ” فإذا كانت ترى نفسها قطعة من اللحم ويجب ” لمها ” فما ذنب الآخريات في هذا التشبيه المُهين والمُحتقر للمرأة عامة والمسيحية خاصة لمُجرد تجاوز بعضهن في المَلبس في بعض المناسبات !!!
– ورغم أن الإبراشى آثار موضوع لا يعنيه ليصنع نوعاً من التوازنات !! ففي الوقت الذى تقوم فيه بعض الجهات بالمٌنادة بخلع النقاب وغيرهم بخلع الحجاب يقوم بإعداد حلقة عن ملابس المرأة المسيحية !! مع ذلك أعجبتنى مقولته بأن موضوع الإحتشام موضوع نسبى بمعنى ما أراه أنه عرى قد تراه أنت إحتشاماً .. والعكس صحيحاً .
– الكاهن وهو أحد ضيوف الحلقة المُعارضين لطريقة ملابس المرأة في المُناسبات ، فيبدو عليه البساطة فثفافته وتعليمه أيضاً ربما يكون محدوداً ، حتى مَعرفته بالكتاب المُقدس لا تتناسب مع كونه كاهن!! وظهرهذا جلياً في عدم حفظه لآيات الإنجيل فلم ينطق بآية واحدة دون الإستعانة بالموبايل لقراءتها منه !!! رغم أنه يتضح من مظهره ولحيته أنه كاهن قديم الأيام !!
– فنحن في الإرثوذُكسية ندعو الكاهن ” أباً ” .. فكيف يكون هذا الكاهن أب ويخرج علينا على الشاشة من أجل الظهور في الإعلام ليتحدث عن بنات الكنيسة عامة دون إستثناء ويصورهن على إنهن خَليِعَات بإنتقاده لملبسهن تارة ومَشيَتِهن وحديثهن تارة ليصور لملايين المُشاهدين أن هذا حال المرأة المسيحية عموماً ؟!!
– فكيف يفضح الجميع من أجل تصرفات فردية .. فهل يشكو الكاهن بنات الكنيسة للإبراشى ؟!! أم يَشكوهن للرأي العام ؟!!
– وما الفائدة التي عادت عليه من ذلك ؟!! فهل الإبراشى وجمهوره هم من سيقوموا بحل المُشكلة التي تؤرقه وتزعجه .. أم ما الهدف من هذه الفضائح ؟!!
– هل يقوم الأب الكاهن بتأليب الرأي العام على المرأة المسيحية ولا يكفيه المُتبرعون بأذيتها أدبياً ونفسياً طوال سنوات طويلة مضت تتلقى فيها المُضايقات نتاج الفرز الطائفى في الشارع المصرى بسبب الزى تارة والعنصرية المَقيتة تارة وكل ذنبها أنها لم تقم بتغيير طريقة ملابسها كما قامت بتغييره الآخريات !!
– علق الكاهن أيضاً على طريقة المشى والكلام للفتيات !!! فخرج بنا من نطاق الملابس والحشمة إلى أشياء غريبة !! وهذا أن دل على شيء لا يدل سوى على أنه مُتربص لبنات الكنيسة لأنه لايوجد شخص واعِ يقول مثل هذا الكلام لأن طبيعة المرأة الفسيولوجية غير طبيعة الرجل وكأن الكاهن يريد أن يرى أمامه إمرأة بمواصفات رجل أي أن صح التعبير ” إمرأة مسترجلة ” تسير وتتحدث بطريقة ذكورية .. فالطبيعة وحدها تجيب على هذا الهراء فماذا لو رأينا رجل يسير بطريقة أنثوية ؟!! فعلى الفور نعتبره شاذ والعكس عند النساء.
– فسر الكاهن الآيات بطريقته الخاصة كى تتناسب مع أفكاره العنصرية فقال هناك أية تقول ” إذا أعثرتك عينك اليمنى فأقلعها ” مُعلقاً على الآية قائلاً فلماذا الفتاة تجعل الشاب الذى ينظر إليها أن يقلع عينه ؟!!!!
– فالسيد المسيح يقولها صراحة للشخص الذى ينظر لإمرأة ليشتهيها أنه من الأفضل له أن يقلع عينه عن أن ينظر لها بشهوة فيَهَلك ليُعَلم الناس التحكم في شهواتهم ، فقد جعل الآية بقدرة قادر مُوجهة للمرأة المُعَثِرة بدلاً من توجيهها للرجل المُشتهى لها ليغير المعنى الحقيقى للآية الذى قصده السيد المسيح !!! وهذا معناه إما جهله بمعنى الآية إما تضليل الرأي العام من غير المُدركين لكلام الإنجيل !!
– يقول الكاهن أيضاً ورددها كثيرا ” أعزلوا الخبيث منكم ” القس يرى بنات الكنيسة الغير خاضعات لقراراته أو وجهة نظره صائبة كانت أم طائشة أنهن خَبيثَات ويجب عزلهن كالأبرص أو الأجرب !! – لا أقول له سوى أن سيدك أحتمل الخُطاة فاحتمل الزانية والخاطئة وقال لراجميها ” من منكم بلا خطية فليرجمها بأول حجر”
– يارجل فسيدك سَتر على المرأة السامرية التي أصبحت أشهر مُبشرة وكارزة بأسمه فقد كانت سبباً في إيمان مدينة بأكملها فسمعت له وتبعته بسبب أسلوبه الراقى الأبوى معها … وعلى حد تعبير أبونا داود لمعى ” وزع من أجلها التلاميذ فأرسلهم ليأتوا بطعام ليس لأنه في إحتياج له ، بل ليختلى بها حتى تعترف له بخطاياها دون خجل منهم وهو الإله الذى يعرف خطاياها مُسبقاً ، فللأسف لم تتمثل بسيدك وإلهك وفضحت بناتك وهذا لسبب بسيط لأنك لا تتعامل معهم كبناتك بالجسد فحسب ، فأى أب في العالم يرى تصرفات مُخجلة لبناته ويأتي بميكرفون ويفضحهم جهراً.
– لاحظت ان هناك مُداخلتان لأثنان من المصورين يتحدثان بشكل مقزز فأحدهما تَمَعَن فى وصف الصدور والسيقان ولزيادة تأليب الرأي العام على المرأة المسيحية بالغ قائلاً أن أهل العروس يجلسون في المقاعد الأمامية للكنيسة ويضعون الساق فوق الساق ليتسابقوا في الإغراء وإظهار المفاتن !!! .. فلا أدرى لماذا أهل العروسة بالذات ؟!!
– فهل هذا كلام يُعقل ؟!! هل يتجرأ إنسان رجل كان أو إمرأة أن يضع ساقاً فوق ساق داخل الكنيسة وأمام المذبح ؟!! … لا تعليق فثقافة هذا المصور ونزعته الشهوانية جعلته لا يركز في عمله بل أستغل عدسات كاميرته في مُراقبة أجساد المدعوات، فهو لا يرى من المرأة سوى جسد فلو كانت عينه وقلبه طاهرين لرأى المرأة إنساناً فقط !!
– قام بفضح أهالى العروسين الذين هم سبب مصدر رزقاً له!!
– ما يُثير التعجب أنه على الجانب الآخر لفت نظرى أن من قام بالستر والدفاع عن بنات الكنيسة هو أخ مُسلم يُدعى محمود من الأقصر وكان له مداخلة هاتفية .. فقال بالحرف الواحد ” أنا حضرت أفراح عديدة للأخوة المسيحيين سواء في الأقصر أو القاهرة أو الإسكندرية وأرى البنات مصريات مسيحيات أو مسلمات في المناسبات يتزين لإظهار جمالهن للفت الإنتباه من أجل الإرتباط فربما ترى إحدى الأمهات البنت فتطلبها لأبنها للزواج وأستطرد قائلاً .. كيف يتحدث هؤلاء المصورين بهذا الشكل الفج عن البنات فهم يدخلون الأفراح لينهشوا في أجساد البنات بنظراتهم القبيحة ، فعلى الأخوة المسيحيين أن لا يدعون هؤلاء المصورين لتصوير أفراحهم .. وختم كلامه قائلاً لا تدخلوهم كنائسكم !!!!
هذه شهادة أخ مُسلم فاضل رأى ما رأى من ملابس كالآخر المسيحى لكن بنظرة بسيطة وطاهرة ويؤسفنى القول بأن بعض المسيحيين من هم على شاكلة نصف ضيوف الحلقة وبعض أصحاب المُداخلات من مُصورين وغيرهم نظرتهم لأخواتهم وبناتهم في الكنيسة نظرة غير بسيطة !!
– لاحظت أيضاً أحد المُحامين المُعتاد ظهوره في برنامج الإبراشى ومعروف أنه محامى لأحد الأساقفة .. الذين كان لهم تصريحات مُثيرة للبلبلة ضد المرأة المسيحية فقد أصدر سابقاً بيان للكنائس التابعة له وهو أنه ممنوع لبس البنطال أو البلوزة للفتاة التي تتجاوز 11 عام !! فهل حتى الأطفال أصبحوا مُثيرين للغرائز ؟!!!!
– فماذا تلبس المرأة المسيحية التي أصيبت بداء الذكورة في زمن تحجبت فيه مصر … فأرتدت البِنطَال لتستعيض به عن الحجاب ، لأن الفساتين أختفت تماما من الأسواق ولأنه بالمنطق والعقل البِنطَال أكثر إحتشاماً من الفساتين القصيرة التي تظهر السيقان بل أسهل في الحركة سواء أثناء السير أو ركوب المواصلات في زمن المرأة تعتمد فيه على نفسها وتعمل أكثر من الرجال ، أما عن البنطال التي تستر به سيقانها التي أصبحت مشاع للحديث عنها في أفواه الرجال فلماذا لا تلبسه حتى الطفلة يا نيافة الأسقف .. عفواً مع حفظ الألقاب أقصد يا نيافة المطران .. فمن أين نأتى لك بفستان حتى تتركنا نمارس الأسرار المُقدسة ؟!! فأنا شخصيا لا يوجد فى دولابى فستان واحد من زمن طويل ولا أعرف سوى لبس البنطال في زمن أصبحت محلات الملابس خاوية الا من الحجاب أوالبنطال .
– لا يخلو حديث هذا المحامى من تكرار لكلمة ” تدخل الكنيسة عريانة ” فيصور للرأي العام أن بنات الأقباط يدخلون الكنائس مَلط .. فماذا تعنى كلمة عريانة التي تقال دون حياء ؟!!! كما أستخدم أيضاً في حديثه كلمات غير مسيحية فيقول وهو حامى حِمَى المَسيحية ” الحلال بَين والحرام بَين ” وكأنه لم يجد ما يستشهد به من الكتاب المقدس لا سيما أن الأمر خاص بالكنيسة والمرأة المسيحية !! بخلاف إستخدامه وسيلة الهجوم خير من الدفاع الذى بدأ به حديثه ضد أحد الضيوف المُدافعين عن المرأة حتى قبل أن يتفوه بحرف واحد هذا غير عبارات التهديد برفع القضايا على الضيوف المُخالفة لرأيه ومحاولة تأليب الآخر عليهم وإدعائه بأن ما يقولونه إزدراءاً !!!
– البيانات المنشورة بالأيبارشيات التي أصبحت موضة بين الأساقفة يطلقونها ضد بنات الكنيسة للتهديد بعدم إتمام الأكاليل بدلا من الإرشاد والتعليم والتي وصل بنا لمثل هذه الحلقة مِمَن يَصطاَدون في المياه العكرة . رجاء من البابا التدخل سريعاً والتنسيق مع الأساقفة لمُعالجة الأمر .. بدلا من أن تخرج علينا الكنيسة ببيان سلبى تقول فيه ” لكل أسقف حق التدبير للعمل الرعوى ” حتى يتنصلوا من هذه القرارات التهديدية لشعب الكنيسة رغم أن البطريرك من حقه التدخل في قرارت الأساقفة التي تسبب القلاقل للكنيسة . وبدلا من نشر البيانات ، فعلى الأسقف أن يقوم بتوعية شعبه بالتعليم والترغيب وليس بالتهديد والوعيد الذى يتسبب في ترك الناس لكنائسهم فعلى الأسقف أو الكاهن أن يتعامل مع شعبه كأب وليس كمدير مؤسسة يُعاقب هذا ويعنف ذاك لأن الناس لن تحتمل ذلك لأنهم غير مُجبرين عليه !!
– وأخيرا أقترح أن تتم صلاة الأكليل كالعصور الأولى للمسيحية بعد القداس بملابس عادية وتقتصر على الأسرتين وبعد ذلك من يريد الإحتفال في فندق أو قاعة أو حتى في الشارع أو فوق سطح منزلهم ويرتدى ما يشاء حتى لو أرادوا أن يقيموه على البحر ويرتدوا المايوهات فهم أحرار، فكل إنسان سَيُحاسب على أعماله أمام الله !! وبهذا نضرب عصفورين بحجر واحد الا وهما الإلتزام بالإحتشام داخل الكنائس أثناء الأكليل ، والثانى توفير مصاريف فتح الكنائس على العروسين التي فاقت الآلاف في بعض الكنائس وهذا معناه أن الزواج أصبح للمقتدرين فقط “!!
وأعتقد أن الحلول الواقعية والجذرية خير من التحذير والتهديد والوعيد وكما قالوا من سبقونا ” أن الوقاية خير من العلاج ” وخير من أن تُطرح سيرة المرأة المسيحية على موائد الإعلام !!
الوسوم"قضايا المرأة" المرأة المصرية حنان بديع ساويرس قضايا المرأة
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …