قال أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، إن «بيان نقابة الصحفيين الذي صدر اليوم ممتاز وينطلق من كون النقابة مؤسسة دولة وليست مؤسسة في حرب مع الدولة».
وأضاف في حسابه على «فيس بوك»، اليوم الأحد: «بهذه الروح يمكن الوصول لحل عادل للأزمة، وعلى الجميع الالتزام بهذه الروح البناءة لصالح النقابة والدولة معا».
يذكر أن نقابة الصحفيين، أصدرت بيانًا رسميًا، مساء أمس السبت، أكدت فيه تأجيل المؤتمر العام الذي تحدد له يوم الثلاثاء المقبل، وتأجيله لمدة أسبوع لإعطاء الفرصة لكل الأطراف والوسطاء سواء من داخل البرلمان أو خارجه لتفعيل جهودهم في اتجاه حل الأزمه تدليلًا من المجلس على حرصه على المصلحة الوطنية وإعطاء الفرصة لكل الأطراف لإنجاح مبادراتهم، مع استمرار المجلس فى حالة انعقاد دائم.
وأشار المجلس، إلى أنه بحث اقتراحاً مقدما من عدد من نواب البرلمان بتأجيل المؤتمر العام الذي تحدد له يوم الثلاثاء المقبل واستجابة من المجلس لهذا الاقتراح قرر تأجيله لمدة أسبوع. وأكد مجلس نقابة الصحفيين أنه ليس على خلاف مع مؤسسات الدولة، كما أكد احترامه لها وللسيد رئيس الجمهورية مشددًا على أن الصحفيين لم ولن يكونوا فوق القانون، بل إن قضيتهم منذ البداية هي الدفاع عن سيادة القانون التي أنتهكت كرامتهم بمخالفته. وأشار المجلس إلى أنه من واجبه توضيح بعض الحقائق للرأي العام في إطار تمسكه بالحق فى مساءلة من أخطأ:
أولا:- كانت قضية الصحفيين منذ البداية ضد من اقتحم نقابتهم وأهانهم، وليست ضد الدولة أو أي من مؤسساتها فالنقابة واحدة من مؤسسات الدولة تلتزم بدورها الوطنى والنقابي.
ثانياً:- النقابة التى خرجت منها “مسيرات دعم ثورتى 25يناير و30 يونيو” لم ولن تسمح لأي جماعة أو فصيل باستغلال الأزمة لاهداف خاصة.
ثالثا :- قضيتنا مهنية ونقابية.. حيث لم يتم اتباع القانون الذى يمنع تفتيش النقابة إلا بحضور عضو من النيابة العامة ونقيب الصحفيين.. وهذه المادة القانونية مشابهة لمواد أخرى تضع نفس الحماية أو حماية أكبر لمنازل رجال القضاء والنيابة والجهات القضائية ومكاتب المحامين ومقرات النقابات وجهات أخرى.. وذلك بسبب طبيعة العمل الخاص لهذه الجهات.. وأشار المجلس فى هذا السياق إلى ما حدث عام 1990 من دخول الشرطة منزل قاض لضبط نجله، الأمر الذي اجتمع من أجله القضاة، ليس لأن أحدا فوق القانون بل لأنه تمت مخالفة القانون. كما أن بيان وزارة الداخلية ذكر أن أفراد الأمن سألوا أفراد الأمن الإداري للنقابة عن مكان وجود الصحفيين المطلوبين بما يؤكد أنهم لم يكونوا يعرفون مكانهم وإلا لما دخلوا للتفتيش عنهما فى نقابة تضم ثمانية طوابق.. والنقابة تقدمت ببلاغ للنائب العام بكل هذه الوقائع وتنتظر التحقيق فيه.
رابعا: أن هذه الوقائع تكرر مثيل لها على مدار تاريخ النقابة الذى يمتد إلى 75 عاما .. ولم تقتحم الشرطة النقابة لكنها كانت تتواصل مع النقباء لتنفيذ القرارات وكان الأمر دائما ما ينتهى بتطبيق القانون ومثول من هو مطلوب ضبطه أمام النيابة.
خامسا: لجأ الصحفيان يوم 30 أبريل مقر النقاية فور علمهما لمداهمة منزلهما تمهيدا لتسيلم نفسيهما للنيابة فور تحقق صدور أمر قضائي بحقهما تفاديا منهما للإجراءات الشرطية. وهو ما يؤكد أن الأمر ليس اختفاء وليس تواريا ولا احتماء من العدالة، وقام النقيب فور علمه بذلك باستدعاء محاميهما ومحامى النقابة وبادر بالاتصال بالجهات ذات الصلة للسؤال عن حقيقة الضبط والإحضار، لتنفيذه حال التحقق من وجوده، وبدلا من الرد عليه اقتحمت الشرطة مقر النقابة فى اليوم التالى فى عدم وجود عضو من النيابة والنقيب فى انتهاك صارخ للقانون ثم أصدرت بيانا كاذبا عن تفاصيل الواقعة.
سادسا: أصر الأمن على محاصرة النقابة والاستعانة ببلطجية للاعتداء البدني واللفظي على الصحفيين عند دخول نقابتهم وهو ما ساهم فى تزكية حالة الغضب والدفع فى اتجاه تصعيد الأزمة.
سابعا: هذه الوقائع نالت من كرامة النقابة والصحفيين وهو ما لم يحدث طوال 75 سنة قامت النقابة خلالها بدورها القانوني في الدفاع عن كرامة النقابة والمهنة والصحفيين.
ثامنا: بدلا من الاعتراف بالخطأ فوجئت النقابة بحملة ممنهجة لشيطنة النقابة والصحفيين وإظهارهم كأعداء لوطنهم وهو ما زاد الجرح عمقا والتهابا.
تاسعا: النقابة لم ترفض أية محاولة للتدخل لإنهاء الأزمة بما يحفظ كرامة المهنة والعاملين بها وبما يحافظ على مصالح وطننا جميعا.
عاشرا: إن تمسكنا بقضيتنا وبضرورة مساءلة من أخطأ هدفه الأساسي هو المواطن المصري المستفيد الأول من إرساء دولة القانون علي الجميع مهما بلغ نفوذ المخطيء .
حادي عشر: نؤكد أننا جميعا فى معركة واحدة ضد الإرهاب التي تستوجب إطلاق الحرية المسئوله والتزام الداخلية بالقانون في كافة ممارساتها تجاه كل فئات الشعب خاصة أننا لسنا أول من يشكو من أخطاء وممارسات لبعض عناصرها تسيء لجهاز الشرطة ذاته.
وبعد إجلاء هذه الحقائق نؤكد أن الهجمة الشرسة على النقابة والصحفيين ومحاولة البعض التحريض ضدهم إنما هي محاولة للي عنق الحقيقة وطمس ملامحها، وأننا لن نتراجع أمام هذه المحاولات ولن نفرط في أمانة الكلمة التي وضعها الشعب في أعناقنا والتزاما بأمانة وضعتها الجمعية العمومية في أعناقنا.